الفقيه بن صالح:المعهد الدولي لتغذية النباتات يتدارس مع الفلاحين الطريقة العقلانية لتسميد الحبوب

نظم المعهد الدولي لتغذية النباتات IPNI (برنامج شمال إفريقيا)، نهاية ابريل المنصرم، لقاءا تواصليا بجماعة أولاد ناصر التابعة لمنطقة سوق السبت إقليم الفقيه بن صالح، مع مزارعين بكل من جهات تادلة -خنيفرة وفاس-مكناس وعبدة ودكالة والجمعيات الفلاحية والمهتمين بسلسلة الحبوب الخريفية، وذلك بتنسيق مع المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة ممثلا بمقاطعة التنمية الفلاحية لسوق السبت على صعيد مركز التنمية الفلاحية.
 اللقاء، كان مناسبة تتبع خلالها أكثر من 250 فلاحا عن كتب شروحات دقيقة عن ” الطريقة الصحيحة لتسميد الحبوب”، بوصفها مجموعة من التقنيات التي تروم إدارة خصوبة التربة بطريقة مندمجة، وضمان جودة وتحسين مردودية الحبوب اعتمادا على حصيلة تجربة أولية سهر عليها نفس الفريق بضيعات زراعية محلية بالإقليم.
 وركز خلاله د. محمد الغروص، المنسق الدولي للمعهد الدولي لتغذية النباتات على أهمية الربط بين ضرورة تطوير الإنتاج الزراعي في سياق التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها شمال إفريقيا، وخصوصا على مستوى النمو الديمغرافي والزيادة في حاجيات الإنسان المضطردة لمتطلباته الغذائية في أفق مواجهة كل النقائص والثغرات التي تعترض المحاصيل الزراعية، وبين المقاربة العلمية والتقنية التي تستند على إدارة المغذيات لضمان فعالية الزراعية للأسمدة المعدنية والعضوية مع مراعاة اختيار المصدر والجرعة الصحيحة في التوقيت والمكان المناسبين.
كما وقف حكيم بولال المدير التنفيذي للمعهد، على نتائج الموسم الفلاحي المحصل عليه على صعيد التجارب العشر في الجهة. وقال إن النتائج أظهرت على أن التربة وعلى عكس ما كان سابقا، أصبحت تحتاج إلى ثلاث مركبات وهي الآزوط والفسفور والبوتاسيوم، وقد أتثبت تحاليل فريق المعهد الدولي على أن غياب أي عنصر من هاته العناصر، من شأنه أن يؤدي إلى ضياع نسبة 27 % من الإنتاج. وباستعمال جميع العناصر، يمكن أن يصل المنتوج إلى 90 قنطار في الهكتار.
 واستحضرت كلمة الفلاحين بالجهات الأربعة وممثلي الجهات خلال هذا اللقاء الذي كان بتراب جماعة أولاد ناصر بإقليم الفقيه بن صالح ، وتمّ تحث إشراف الدكاترة والمهندسين الزراعيين محمد الغروص، المدير الاستشاري للمعهد الدولي لتغذية النباتات وحكيم بولال المدير التنفيذي و”زايد كيرو” الباحث والمهندس بنفس المعهد(IPNI)  وبحضور كل من ممثلي المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي والمديريات الجهوية للاستشارة الفلاحية لفاس وعبدة ودكالة وبحضور رئيس المركز الجهوي للبحث الزراعي للجهة وممثل المكتب الشربف للفوسفاط وممثل عن الجامعة متعددة الاختصاصات وفعاليات إقليمية وجهوية في الميدان. ، استحضرت الدور الريادي للمعهد الدولي لتغذية النباتات(IPNI)  ووقفت على  أهمية هذا اللقاء الذي جمع الفلاحين والمتدخلين من المناطق الأربع بما في ذلك  المناطق الجافة وشبه الجافة مع نظرائهم بالمناطق السقوية، في ظل الظروف المناخية الصعبة التي يتميز بها هذا الموسم الفلاحي .  
وأشادت ذات الكلمات ببرنامج عمل هذه السنة الذي بلور زيارة ميدانية كالعادة، ستمكن الجميع من الإطلاع بما يقوم به المعهد بمعية إخوانهم الفلاحين بالمناطق السقوية.
ومن جانبه، ركز الباحث ” زايد كيرو” على رهان بلوغ مردودية جد متميزة، وقال إنه لأجل ذلك، شملت التجارب كما هو الشأن بالجهات الأربعة على 10 ضيعات، وتم الاعتماد على برنامج علمي يسمى “الخبير في التغذية” يرتكز على تشخيص كل بقعة، ويقف على خصوبتها أي قدرتها على الإنتاج.
وقال، إن البرنامج استهدف أيضا، المقارنة بين الخصوبة الحالية، (أي القدرة على الإنتاج في الظروف الحالية) والخصوبة المتوخاة (أي القدرة على الإنتاج في ظروف التغذية المناسبة)، وبعد ذلك يتم تقييم المردودية المحصل عليها. وقد استحضر الباحث ثلاث نقط في غاية الأهمية لتحديد كمية ونوعية السماد وهي متطلبات الزراعة المعنية، ومخزون التربة والنسبة المئوية لاستعمال الأسمدة.
 والى جانب هذا، عرف اللقاء زيارة ميدانية لضيعة فلاحية، تميزت بمناقشة النتائج وبتساؤلات الفلاحين التقنية والسوسيو اقتصادية، وكانت فرصة مهمة لتعميق النقاش حول برنامج التجارب والنتائج التي يمكن تطبيقها في الواقع والبرنامج المزمع تنفيذه خلال هذا الموسم، والوقوف على أهمية الأبحاث والتجارب في تحسين المردودية.
 يقول زايد كيرو، في هذا الإطار “لقد أصبح التفكير حاليا في النهوض بقطاع الحبوب والرفع من هامش الإنتاج بالمناطق البورية والسقوية، رهانا آنـــيـّـا يطرح نفسه بقوة، أمام تزايد حاجيات الساكنة لهذا المنتوج، وقال إن ذلك لن يتأتى دون التسلح بالأبحاث الميدانية والمناهج العلمية ، التي تمّ تحصيلها إلى حد الآن في هذا المجال.
وخلص إلى أن الطريقة العقلانية لاستعمال الأسمدة وضمان مردودية وجودة عالية تقتضى الاعتماد على المقاربة الرباعية(4R )، التي تقتضي التحري عن مصدر الأسمدة والإلمام بطرق استعمالها، ومعرفة الكمية الواجب استعمالها، والوقت والمكان المناسبين (المصدر -الكمية – المكان والوقت) . وقال إن مفتاح تقنين كمية الأسمدة المستعملة يعود إلى مدى تطابقها مع محتوى التربة ومتطلبات النباتات من المغذيات.
وقد أكد ذات المهندس «على أن الاشتغال داخل برامج المعهد الدولي لتغدية النباتات(IPNI) وفْق هذه المحاور الأربعة، من شأنه إنجاح التكثيف العقلاني للقمح الصلب والطري في مختلف المناطق المزروعة سواء البورية منها أو السقوية. لأن ذلك يقول يدخل في إطار مسار تقني متكامل  يأخذ بعين الاعتبار مقاربة R4طيلة الموسم الفلاحي، وخاصة باستعمال البذور المختارة، وكل ما يتصل بالطرق الكفيلة بإنجاح عمليات الوقاية من الأمراض والحشرات والتحكم في الأعشاب الضارة..
ويبقى الهدف الطموح للمعهد الدولي لتغذية النباتات، يضيف المتحدث، هو عقلنة استعمال الأسمدة وتحقيق مردودية عالية في الإنتاج وتقديم حصيلة الأبحاث التقنية للفلاح، الذي قال الباحث، أنه يتمتع بخبرة عالية في مجال الفلاحة، إلا انه يحتاج إلى قليل من التقنيات الأساسية للرفع من مردوديته ، وذلك هو الإطار الذي يشتغل فيه معهد تغذية النباتات (IPNI) بتنسيق مع المهندسين الزراعيين، وممثلي المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي وباقي الشركاء والفاعلين في القطاع.

حميد رزقي

Related posts

Top