القمة العربية الحادية والثلاثون تناقش الأوضاع السياسية والاقتصادية لبلدان المنطقة

افتتحت أول أمس بالجزائر القمة العربية الحادية والثلاثون، التي يتضمن جدول أعمالها عددا من البنود ومشاريع القرارات تتعلق بالخصوص بتطورات القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، والتضامن مع لبنان ودعمه، وتطورات الأزمة السورية، والوضع في ليبيا واليمن، ودعم السلام والتنمية في السودان، ودعم جمهوريتي الصومال والقمر المتحدة.
وبحث القادة العرب احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب وتطوير المنظونة العربية لمكافحة الإرهاب.
وبتعليمات سامية من جلالة الملك محمد السادس، يترأس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الوفد المغربي إلى الدورة الحادية والثلاثين للقمة العربية.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن الدول العربية في حاجة ماسة لاستراتيجية شاملة للتعامل مع حالة الأزمة الممتدة التي يشهدها العالم، داعيا إلى “تحصين المجتمعات العربية وتعزيز صمودها في مواجهة صدمات داهمة ونوازل مفاجئة”.
وأوضح أبو الغيط، في كلمة افتتاحية خلال القمة العربية التي انطلقت أشغالها بالجزائر، أول أمس الثلاثاء، أن مثل هذا التفكير “لا يمكن إلا أن يتبلور في إطار جماعي وبنهج تكاملي”، مبرزا أنه بمقدور العرب فعل الكثير إن هم حشدوا الإمكانيات العربية، الكبيرة والمتنوعة، على نحو صحيح وبمنهج علمي”.
وتابع أن استراتيجية الأمن الغذائي العربي، المعروضة على القمة، ليست سوى نموذجا ومثالا واحدا لما يمكن أن تقوم به الدول العربية بشكل جماعي في مواجهة أزماتها.
ولفت من جهة أخرى إلى أن الأوضاع العالمية تفاقم متاعب الدول العربية، مسجلا أن دولا عربية تعيش أوضاعا لا تهدد فقط أمنها واستقرارها، بل وجودها ذاته، وأن الدولة الوطنية، ذات السيادة والاستقلال والقرار المستقل، تتعرض لهجمة شرسة في بعض أركان المنطقة بسبب الإرهاب والميلشيات والجماعات المسلحة، وأيضا من أطراف غير عربية.
وشدد أبو الغيط على أنه لم يعد مقبولا الإلقاء بأزماتنا العربية على كاهل مجتمع دولي ينوء بأحمال ثقال، وينشغل بقضايا أخرى ضاغطة وملحة، مبرزا أن “الإرادة العربية قادرة على التدخل الفعال لتسوية الأزمات العربية، إن هي استجمعت قوتها”.
واستعرض الأمين العام للجامعة العربية تطورات القضية الفلسطينية، مذكرا، في هذا الصدد، بأن تعزيز الصمود الفلسطيني البطولي، والدفاع عن هذه القضية المحورية، هو واجب على كل عربي..
وأكد أن الإجماع العربي ما زال منعقدا على حل الدولتين كسبيل لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

الأهداف المشتركة

من جهته، أكد الرئيس السنغالي ماكي سال، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، أن الاتحاد يعمل مع الجامعة العربية من أجل تحقيق الأهداف المشتركة بين المنظمتين الإقليميتين.
وقال ماكي سال، خلال افتتاح القمة العربية الـ31، إن في مقدمة القضايا التي تشكل مصدر انشغال الجانبين، القضية الفلسطينية، داعيا إلى تعزيز العمل العربي الإفريقي.
وتابع أن القارة الإفريقية يمكنها بذل الكثير من الجهود في إطار التعاون الاقتصادي والاستثمار، مشيرا إلى أن إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، يجب أن تبعث المزيد من فرص التعاون لا سيما في مجال الزراعة والبنى التحتية والطاقة والصناعة الطبية.
ووجه الرئيس السينغالي دعوة لكافة الشركاء العرب بمن فيهم القطاع الخاص، من أجل مواصلة الجهود المشتركة في هذا الصدد للاستفادة من التكامل، مشيرا إلى أهمية الالتزام بالدفاع عن المبادئ المشتركة بما في ذلك في مجالي الثقافة والحضارة.

إحلال السلام

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الأمم المتحدة تتبنى موقفا واضحا يتمثل في ضرورة إحلال سلام وعادل في منطقة الشرق الأوسط، وقيام دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن.
وأضاف غوتيريش، في كلمة خلال القمة العربية الحادية والثلاثين بالجزائر، أن التعاون هو السبيل الوحيد للمضي قدما، لافتا إلى أن المنظمات الإقليمية، بما فيها جامعة الدول العربية تضطلع بدور حيوي في النهوض بقيم السلام والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان.
ودعا إلى تقديم الدعم لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (لأونروا) لتشكل ركيزة حيوية للاستقرار الإقليمي، مبديا تطلعه لمواصلة العمل لمواجهة التحديات في جميع أنحاء المنطقة بدءا من سوريا ولبنان واليمن إلى السودان والصومال وليبيا.
وأوضح أن النزاعات مستمرة والاحتياجات الإنسانية لا تزال تتزايد، مشددا على ضرورة مواصلة الجهود المشتركة للتوصل إلى حلول تلبي تطلعات الشعوب المشروعة للسلام والحرية والعدالة.
وقال غوتيرش، في هذا الصدد، إن البلدان النامية بحاجة إلى المزيد من الدعم، معبرا عن الأسف لكون الحكومات في نصف العالم تقريبا بما فيها حكومات المنطقة العربية والإفريقية لا تحصل على ما تحتاجه من تمويل.
ودعا إلى وضع خطة لتحفيز أهداف التنمية المستدامة بقيادة مجموعة العشرين من أجل تعزيز الاستثمار في التنمية المستدامة للاقتصادات الناشئة وتخفيف الديون.
وحول أزمة الحبوب العالمية، قال الأمين العام للأمم المتحدة “نحن نعمل بلا هوادة على إبقاء اتفاق البحر الأسود لنقل الحبوب وإزالة جميع العقبات المتبقية أمام تصدير الأغذية والأسمدة الروسية”، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية حيوية بالنسبة لنا جميعا.
وأكد غوتيريش أن مؤتمر (كوب 27) لتغير المناخ في شرم الشيخ يمثل فرصة حيوية أخرى لاستعادة الثقة بين البلدان المتقدمة والنامية، مشيرا إلى ضرورة خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم.
جدير بالذكر، أن الوفد المغربي يضم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وسفير المغرب في مصر ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية، أحمد التازي، ومدير المشرق والخليج والمنظمات العربية والإسلامية بالوزارة، فؤاد أخريف، ورئيس قسم المنظمات العربية والإسلامية، عبد العالي الجاحظ.

Related posts

Top