عقدت كلية اللغات والآداب والفنون، التابعة لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، يوم الجمعة الماضي، ندوة أدبية بعنوان “عين الروائي على السينما”، أبرزت أوجه التقاطع بين الحقلين السينمائي والروائي في نظر الروائيين.
وأقيمت الندوة في إطار الدورة الأولى من ملتقى الرواية والسينما بالمغرب، الذي تنظمه الكية بشراكة مع بيت الرواية في المغرب، بحضور بعض الأسماء البارزة في الحقل الروائي بالمغرب.
وفي مداخلته بالمناسبة، قال الكاتب مبارك ربيع إن الروائي هو قبل كل شيء عاشق للسينما، وأن الصناعة السينمائية عادة ما تكون مقتبسة من الأعمال الروائية، مشيرا إلى أن العديد من الأعمال السينمائية الشهيرة كانت مستوحاة من أعمال أدبية معروفة، على غرار فيلم “ظهور الإسلام”، المأخوذ عن قصة الكاتب الراحل طه حسين “الوعد الحق”.
بالمقابل، أبرز ربيع أن تقاطع الحقلين الروائي والسينمائي مقرون باحتفاظ كل حقل بمميزاته الإبداعية، من حيث اختيار الحبكة والشخوص والزمان والمكان، مبرزا أن الراوي يحرك الأحداث في ذهن القارئ من خلال الكتابة، بينما يقوم السيناريست بنفس الشيء من خلال الصورة.
وفي الاتجاه نفسه، ذهب الكاتب عبد الإله الحمدوشي، الذي أبرز التمازج الموجود بين الخطاب الروائي والسينمائي، مشيرا إلى أن العديد من الروايات الشهيرة تتخذ كعنوان لها اسم بطلها، وهو ما نجده يقع كذلك في الأعمال السينمائية.
كما تطرق لمسألة اقتباس الفيلم من عمل روائي، موضحا أن “السينما تعطي شهرة أكثر للرواية، بينما الرواية تجعل العمل السينمائي أكثر عمقا وإثارة للمتلقي”.
وركز الروائي والسيناريست، عبد الرحيم بهير، في مداخلته على خصوصيات العمل الروائي، الذي يتطلب، في نظره، من الراوي مخيلة واسعة، من أجل إنتاج عمل أدبي جيد، “فمخيلته ترتبط بالقلم ولا يحكمها الزمان ولا المكان، ما يجعله يسافر في بحر من الأحاسيس والهواجس رفقة شخصيات الرواية، بينما مخيلة المخرج ترتبط بالكاميرا”، مبرزا أن الرواية هي سينما بصيغة أو بأخرى.
وتمتد أشغال ملتقى الرواية والسينما بالمغرب إلى غاية 27 ماي، وتشمل جلسات تتناول مواضيع “السينما والرواية في المغرب، رؤى متقاطعة”، و”حوار السينمائي والروائي”
كما يتضمن البرنامج ورشات حول السيناريو والاقتباس والإخراج والتحليل الفيلمي واللعب المسرحي والسينمائي.
ندوة أدبية بالقنيطرة تناقش الأعمال السينمائية بعيون الروائيين
الوسوم