القوات المسلحة الملكية تواصل عمليات التدخل الإنساني في المناطق المتضررة بالزلزال

تواصل وحدات القوات المسلحة الملكية عمليات التدخل الإنساني في المناطق التي تضررت بالزلزال، باستعمال ما تملكه عناصرها من خبرات وتجارب كبيرة في مواجهة المخاطر ميدانيا، حيث منذ الساعات الأولى التي أعقبت حدوث الزلزال، انتقلت هذه الوحدات إلى المناطق المتضررة بأعالي جبال الأطلس، تلبية لنداء الوطن من أجل إغاثة المنكوبين عبر نقل المصابين ومساعدة الأسر والمواطنات والمواطنين المتضررين.

وتقود القوات المسلحة في هذا الصدد حربا ضد الوقت للوصول إلى ناجين وإنقاذ الأرواح وإيصال المساعدات للقرى التي يصعب الوصول إليها، حيث تقود قوافلا من الجياد محملة بالمؤونة والأدوية لفائدة الساكنة المتضررة، متغلبة بذلك على صعوبة التضاريس وغياب الطريق المعبدة والتي يصعب مرور الآليات ذات المحرك منها، كما تعمل عناصر هذه الوحدات بشكل حثيث في سباق مع الزمن لإقامة مخيمات للناجين وذلك قبل حلول الفصل المطير، والذي يصل لهذه الأماكن مبكرا، حيث بدأت حاليا تنزل درجة الحرارة ليلا.

عدسة: رضوان موسى وأقامت القوات المسلحة الملكية مستشفى ميدانيا بمنطقة آسني وآخر بمنطقة أمزميز، حيث شكلا إضافة إلى مراكز الإغاثة التي أقامتها السلطات، بنيات ذات أهمية قصوى للمواطنات والمواطنين الذين أصيبوا في الزلزال، وبلسما يخفف من آلامهم ويضمد جراحهم، حيث يستقبل كلاهما آلاف المصابين الذين تجرى لهم الفحوصات الضرورية ويتلقون العلاجات الملائمة، خاصة وأن المشفيين يتوفران على وحدات متعددة تهم مختلف الفئات فضلا عن مختلف التخصصات وطاقم طبي يمتلك من التجربة العالية بما يمكنه ليس فقط من تقديم العلاجات الأولية وتقديم الأدوية اللازمة، بل حتى إجراء العمليات الجراحية للحالات المصابة في حال تطلب الأمر ذلك.

ومعلوم أنه ليست المرة الأولى التي تشارك فيها القوات المسلحة الملكية في الحرب ضد المخاطر التي واجهها المغرب، فقد شكل الجيش المغربي على امتداد تاريخه الصخرة التي تنكسر عليها جميع الأطماع الخارجية، وأحد الأعمدة الفاعلة والتي ساهمت بخبرتها بنجاعة في تدبير المخاطر والأزمات وطنيا، حيث سبق أن ساهمت في عمليات إنقاذ ومساعدة الأسر في زلزال الحسيمة، وأبانت عن كعبها العالي في مواجهة الطوارئ الصحية إثر تفشي جائحة كوفيد، حيث خاض المغرب حربا ضروسا بكافة قواه معبأ كل الإمكانيات لدعم المستشفيات العمومية ودعم جهود التكفل بمرضى كورونا.

هذا ولا تتوقف مساهمة وحدات هذه القوات عند هذا الحد بل تحرص الدولة على أن تقيم القوات المسلحة الملكية مستشفيات ميدانية في المناطق التي تشهد موجة برد خلال موسم الأمطار والثلوج، حيث غالبا ما تقام هذه البنية قريبا من المناطق التي تشهد تساقط الثلوج بالقرب من المرتفعات، مثلا قرب ميدلت وتنغير وأزيلال وتازة ويتم اختيار أماكن تشكل ملتقى لساكنة المنطقة والقرى المحيطة بها، وذلك لتسهيل وصول الساكنة واستفادة أكبر عدد من خدماتها.

وبات تدخل القوات المسلحة الملكية الإنساني وخبرتها في مجال تدبير الأزمات والطوارئ الصحية مشهود لها عالميا، حيث شاركت عبر إقامة مستشفى عسكري في عدد من المناطق خارج المغرب استجابة لنداء الإنسانية والتخفيف من معاناة الضحايا هناك، من ضمنها إقامة مستشفى عسكري ميداني في قطاع غزة حيث هب المغرب لتضميد جراح المواطنين الفلسطينيين والتخفيف من آلامهم ومعاناتهم، كما أقام مستشفى عسكريا لفائدة اللبنانيين ببيروت، وأيضا لفائدة اللاجئين السوريين إبان أزمة هذا البلد الشقيق.

ويشار أن المغرب في مواجهة الزلزال المدمر الذي تضررت جراءه الساكنة على مستوى خمسة أقاليم،عبأ بأمر من جلالة الملك محمد السادس كافة إمكانياته البشرية والمادية لإنقاذ الأرواح والمساعدة في نقل المصابين ومساعدة الأسر والمواطنات والمواطنين المتضررين، ومنذ الساعات الأولى نزلت مختلف الوحدات التدخلية للميدان من قوات مسلحة ملكية، وعناصر الوقاية المدنية، فضلا عن رجال السلطة الترابية المتواجدين بعين المكان، والطواقم الطبية والتمريضية وعناصر الأمن الوطني والقوات المساعدة لحفظ أمن وسلامة المواطنات والمواطنين بعين المكان، والمتطوعين الذين يعدون جميعهم جنود الخفاء، الذين يعملون بشكل عام بكامل جهدهم وتفاني وفي صمت، هاجسهم إنقاذ الأرواح ودعم المنكوبين ومساعدتهم في تخطي هذه الفترة العصيبة.

فنن العفاني

 

Related posts

Top