فاز الشاعر الشيلي راؤول زوريتا (سانتياغو، 72 عامًا) بجائزة الشعر الدولية فيديريكو غارسيا لوركا 2022، وهي من أهم الجوائز الأدبية في صنف الشعر في باللغة الإسبانية.
حصل راؤول زوريتا ،على العديد من الجوائز، مثل جائزة بابلو نيرودا (1988)، والجائزة الوطنية للآداب في تشيلي (2000)، جائزة كاسا دي لاس أمريكا للشعر “خوسيه ليزاما ليما” (2006). جائزة الملكة صوفيا للشعر الإيبيري- الأمريكي سنة 2020.
على الرغم من دراسته للهندسة المدنية، إلا أنه كان مهتما بالشعر منذ صغره، وكان أول إصدار له عبارة عن سلسلة من القصائد، “المساحات الخضراء”، والتي نشرها من خلال إحدى المجلات والتي أدرجها لاحقا في مجموعته الشعرية الأولى “المَطهَر” تلاه عمل مفصل، مترجم إلى الإنجليزية والألمانية والسويدية واليونانية والعربية والإيطالية والروسية، ومن بينها عناوين مثل “موعظة الجبل” (1971) ، “الجنة فارغة” (1984)، “أغنية الأنهار التي تحب بعضها البعض” (1993) ، “قصائد النضال” (2003) ، “مدن الماء” (2008) أو “دفاتر الحرب” (2009).
الشاعر ينتمي إلى الطليعة التشيلية الجديدة، وهو تيار من التجارب العميقة التي ارتبطت في بلد جبال الأنديز بالشغب ضد الديكتاتورية العسكرية في السبعينيات. وفي هذا الإطار، بدأ عمله بالتوازي مع مشاركته في مجموعة الأعمال الفنية( CADA) إلى جانب دياميلا
إيليت Diamela Eltit، لوتي روزنفيلد Lotty
Rosenfeld و فرناندو كاستيلو Fernando Castillo
***
قصيدة القرى الجديدة:
وكان مُحيّاك حافة هذه السماوات،
غِطائي للنجوم.
لمّا أنظر إلى الأعلى لا أرى شيئا
أرى استمرارك، لوحات لجسدك،
انجراف أسلافك وهم يُغرِقون الغيوم العالية.
تلك هي الأنهار التي تنفتح.
في أوقات سالفة تمَّ العثور علينا
ونحن نعيش في الخلايا الأولى،
في أعماق البحار،
في الرقصات البدائية التي منحتها الدهشة للنّار.
قصيدة نحن أنهار
لهذا نحن أنهار فتح، أذرع، مجاري،
سيول منبعثة من مياه أصلية وفريدة من نوعها
لا شيء يختلف عما نحن عليه ولا شيء خارجٌ عنّا.
فيك تتجلّى القبائل القديمة، الصيد،
الأغواط الأولى المزروعة
ويستجمع عطشي فيك كل أساطير
هذا العالم. ليسوا أساطير
الأسطورة كذبة:
نوجد مرة واحدة فقط،
كل واحد هو واحد فقط.
كلهم يعيشون فيك وأنتَ تعيش.
موجات الزمن العريق
والنجوم.
أوه، نعم غطائي لنجومي؛
الليل يحدَّثك قبل أن تُذعِن للنهار
المعارك العظيمة الخاسرة،
مرعى العشائر والقبائل القديمة
تتبع القلب من خلال دوراتنا
في طرق القلب و مروجك.
قصيدة سعداء أولئك الذين يبكون
لو كنتِ تعرفين فقط كيف أبكي وأنا لا أستطيع الاستيقاظ،
كم هو مضحك أن تراني
لو كنت مثلي أمام أنهار
بلدي التي تبكيك. قالوا وهذا ليس صحيحا،
أنا فقط رأيتك، ورأيت وجهك
لون الكهرمان والسماء ولكن لا.
أخرج الفتيان الأعلام البيضاء في المخيم،
رغم ذلك قاموا بضربنا
هل أنت من بين المضروبين، الذين يبكون، الموتى؟
هل أنت هناك أيضا يا إلهي؟
لا توجد مغفرة لهذه الأرض الجديدة،
يقولون بأن لا شيء مما نفعله سيُغيِّر حظنا،
لكنني أبكي ولا
أستيقظ وإلهي يرحل مثل سفينة.
يتبعني الرؤساء والدول.
طفح الكيل
الدول والحيوانات
وسألتُ عنك.
قاموا بوضع الحواجز و ملؤوا
المخيم بالشعارات والفتيان
اقتربوا باستهزاء.
أنا لست جبانا قلتُ للرؤساء،
ولدولة الشيلي، إنه هو: حبي وصوتي
هذا الذي لا يأتي.
آه يا كساحي، يا خرابي، ليس ثمَّة شيء
يُعلَم وهو بطيء.
اقتربَت مني البلدان لِتسأَلَني.
نظرتُ معهم إلى نفسي كثيرًا وقلتُ إنني لست أنا،
ومن أجل ذلك لم أكن أنا.
لقد كنتَ أنتَ أنا. أنت من يتحدَّث نيابة عني.
عن طريق أجهزة الكمبيوتر والأقمار الصناعية ستتحدث عندما تظهر
إذا ظهرتَ وحينِها سنقوم بتسوية الحسابات.
إعداد وترجمة: عبد اللطيف شهيد