لم تعد وضعية نادي الكوكب المراكشي خافية على أحد، فأخبار مشاكلها وتداعيات خصاصها، تملأ الدنيا وتشكل مادة دسمة لوسائل الإعلام، كما أن شكاوى مسيريها أصبحت أسطوانة مشروخة ومملة، ولم تعد هناك أية قدرة للاستماع لنفس التصريحات والمبررات والمطالب.
الكوكب هذا النادي التاريخي، هو حاليا بالقسم الثاني، ومن بين الفرق المهددة بالنزول للهواة، هجرها الجميع وبقيت تتقاذفها الأرجل، وتتلاعب بها الحسابات الضيقة والأجندة الخاصة، إلى درجة أن كل من له مصلحة حتى من خارج المدينة يأتي للكوكب لقضائها، فهناك ب”عاصمة البهجة” مجرد أطلال تحكي عن ناد كانت له حكايات وصولات وجولات ورجالات، رفعت من شأنه وشكلت منه منارة مضيئة بمنطقة الجنوب.
وسط هذه الوضعية القاتمة، ظهر هناك فجأة من يغار أخيرا على الكوكب، ويريد خدمة مصلحتها، فحتى الذين كانوا يتفرجون نكاية على ما يقع، عادوا مرة أخرى للاقتراب من محيط الفريق، والسبب وراء كل هذه الغيرة، وهذا التعبير عن الحب، يعود لوجود جهة أجنبية تريد الاستثمار بالفريق، والانخراط بمشروع يهدف إلى إعادة هيكلته وتقوية بنياته.
كثرة الإشاعة وتعددت الروايات، ومن قبيل تفويت الفريق وبيعه وتسليمه لجهة معينة، و كل هذه السيناريوهات تدخل في إطار حرب خفية الهدف منها تقويد الأمور، للوصول إلى ضمان دور أو موطئ قدم في أي مشروع، يناقش مستقبل الكوكب.
مع أن الأمر يتطلب أولا الالتفاف حول الفريق وإعادته للسكة الصحيحة، وجمع شتاته وتصحيح جانبه القانوني، حتى يصبح ملائما مع الإطار المعمول به طرف باقي الأندية والفرق الوطنية، والأكثر من ذلك إنقاذ الفريق من الهبوط، والتهاوي للأقسام السفلى، وبعد ذلك يصبح أمر التطرق للمستقبل أمرا سهلا ومتاحا، على أساس التعامل مع كل المكونات في إطار القانون، بعيدا عن روح الإقصاء والتآمر.
وكل من استمع للدولي السابق مصطفى حجي الذي ظهر مؤخرا في الواجهة، كجزء من المشروع الذي يراد تطبيقه داخل الكوكب، وتحمل شخصيا مسؤولية الدخول في مفاوضات مع أطراف لها علاقة بتسيير الفريق المراكشي، يلمس من خلال كلامه أن هناك من يعرقل، ويخلق المشاكل ويروج الإشاعات.
يفهم من كلام حجي أن هناك مستثمرين من بينهم مغاربة، يرغبون في الاستثمار داخل الكوكب، والتحول إلى مساهمين أساسيين داخل الشركة الرياضية المفروض أن يؤسسها مسيرو الكوكب، كما يفرض ذلك القانون، إلا أن الأمر أجهض لوجود خلافات وتطاحنات، في ظل وضعية غير واضحة تماما، فكان لابد من طرق باب السلطات المحلية بالمدينة، والممثلة في شخص الوالي كريم لحلو.
هذه هي الوضعية المحيطة حاليا بفريق الكوكب المراكشي، في انتظار ما يمكن أن تسفر عنه الأيام القادمة، وكل الأمل أن ينجح هذا المشروع الذي يتحدث عن وجود إمكانيات مهمة ورغبة قوية، في هيكلته وتقوية بنياته بشكل احترافي، وقيادته نحو آفاق مستقبلية واعدة، تجعل منه ناديا قويا بعقلية تدبير جديدة تقطع الطريق مع نموذج من التسيير غارق في التخلف، قاده مباشرة نحو الإفلاس.
محمد الروحلي