رغم تجديد الثقة في المدرب غاموندي من طرف المكتب المسير لفريق المغرب الفاسي لكرة القدم، بعد الحصيلة المتواضعة التي حصدها منذ الدورة العاشرة، فإن الأغلبية الساحقة من طرف محبي الفريق الفاسي، لا تخفي تذمرها من حصيلة المدرب الأرجنتيني، بعد أن راهن الجميع عليه لتحقيق نتائج إيجابية، تمكن من منافسة أقوياء البطولة الوطنية.
تم تعيين غاموندي أواخر يناير خلفا للمدرب عبد اللطيف جريندو، الذي ترك الفريق الأصفر بالمرتبة الخامسة بمجموع 10 نقط، وهي رتبة مقبولة بالنسبة لفريق عائد حديثا لحظيرة قسم الكبار، إلا أن مسؤولي الفريق تبين لهم أنه من الضروري إحداث تغيير قصد آفاق أخرى، والاستفادة من خبرة وتجربة مدرب يعرف كيف يروج لاسمه وحصيلته.
غادر جريندو “الماص” بطريقة ودية، وقبل على مضض التخلي عن منصب الذي شكل بالنسبة له حلما تحقق، إذ كان يطمح دائما لتدريب فريق بالدرجة الأولى، والاستمرار معه أطول فترة ممكنة، إلا أن هذه الأمنية لم تحقق، ليغير الوجهة نحو فريقه الأم الرجاء البيضاوي، حيث يشتغل الآن كمدير تقني.
إلا أن الآمال العريضة التي علقت على المدرب السابق لحسنية أكادير لم تتحقق إلى الدورة الحادية عشرة، ففي أربع مقابلات، اكتفى الفريق بحصد ثلاث نقط فقط، من ثلاث تعادلات وهزيمة، والانتصار الوحيد الذي حققه، كان على حساب نهضة بركان خارج الميدان في تصفيات كأس العرش.
يحتل فريق العاصمة العلمية المرتبة الـ12، وهى مرتبة جد متأخرة بعدما كان يقترب من مقدمة الترتيب، وقد واجه أمس الأحد فريق شباب المحمدية خارج ميدانه، إلا أنه لا يمكن أن نحكم مسبقا على عمل غاموندي، ولابد من منحه ربما المزيد من الوقت قصد إصدار حكم موضوعي وغير مجحف.
إلا أن الملاحظ أن هذا المدرب الأرجنتيني، وعوض الانكباب على عمله والوقوف على مكامن الخلل داخل التشكيلة والأسباب، التي تحول دون تحقيق نتائج إيجابية، رغم توفره على عناصر جاهزة بمختلف الخطوط، نجده يخرج بتدوينات يتحدث عما يراه خصاص داخل النادي من قبيل الاستشهار وكيفية الترويج للنادي وهيكلة مرافقه، وتدبيره الإداري، وهى جوانب لا علاقة لها بالإدارة التقنية التي يشرف عليها، كما أن هذه الجوانب التي يراها نقائص، لا تؤثر على عمله، بما أن المكتب المسير يوفر الضروريات والمستلزمات.
تطاول غاموندي للحديث عن أشياء لا تدخل في صميم عمله يعيد للأذهان ما قام به مع حسنية أكادير، حيث خلق بلبلة وانشقاقا داخل مكونات الفريق، وعمل بطريقة غير مباشرة على تهييج جزء كبير من الجمهور الأكاديري، وجعله يشن حملة هوجاء على مسيري الفريق السوسي، بل سمح لنفسه بالتدخل في اختصاص وصلاحيات الإدارة المسؤولة، من قبيل تعيين هذا الموظف، ورفض آخر، ومعارضة أعضاء من المكتب المسير، وغيرها من الممارسات التي فرضت التخلي عنه، مهما كلف ذلك من ثمن.
والآن داخل المغرب الفاسي نجده يسعى لتكرير نفس التجربة، ونفس التجاوزات التي لا علاقة لها بطبيعة عمله، فهل تسمح الإدارة المسؤولة بتمادي غاموندي إلى أن يصل لدرجة يعتقد معها أنه الآمر والناهي، وأن المسيرين يؤمرون بأوامره؟
>محمد الروحلي