المجلس الأعلى للاتصال السمعي يدعو لتمثيل منصف للنساء في الإعلام

كشف المجلس الأعلى للاتصال السمعي عن عزمه إصدار بيانات فصلية خاصة بمداخلات الشخصيات العمومية النسائية في النشرات الإخبارية وبرامج النقاش التي تعنى بقضايا الشأن العام، على الإذاعات والقنوات التلفزية، العمومية والخاصة.
ويأتي قرار المجلس مستندا إلى انتدابه المؤسسي في مجال الإسهام في النهوض بثقافة المساواة والمناصفة، وتخليدا لليوم العالمي لحقوق النساء لسنة 2023.
وسجل المجلس، ضمن بلاغ توصلت بيان اليوم بنسخة منه، استمرارية ضعف حضور وتمثيل النساء في الفضاء العمومي الإعلامي، حيث لا تتجاوز مدة مداخلات الشخصيات العمومية النسائية 15% من الحجم الزمني الإجمالي لمداخلات الشخصيات العمومية في البرامج الإخبارية وبرامج النقاش، وهو الأمر الذي لا ينسجم لا مع المواقع التي باتت تحتلها الكفاءات النسائية في مختلف المجالات، ولا مع الضمانات القانونية والتنظيمية الداعمة للمناصفة، كما يقول البلاغ.
وأوضح أنه على غرار البيانات الفصلية الاعتيادية الخاصة بمداخلات الشخصيات العمومية التي تصدرها الهيأة العليا طبقا لمقتضيات المادة 4 من القانون رقم 11.15 المتعلق بإعادة تنظيمها، سيتم الحرص، بناء على القرار المذكور، على توجيه بيانات المداخلات النسائية إلى مجموعة من المنظمات الحقوقية والسياسية، إيمانا من المجلس بأن “ضمان تمثيل إعلامي منصف للمرأة كفاعلة في الفضاء العمومي وكمهتمة بالشأن العام هو من متطلبات مرحلة الترسيخ الديمقراطي والنقلة التنموية التي تعيشها بلادنا”.
وأكد المجلس الأعلى أن هذه البيانات ترمي إلى الإسهام في إثراء النقاش حول واقع ورهانات التمثيل الإعلامي للكفاءات والإسهامات النسائية في الفضاء العمومي ومجالات الخبرة المختلفة، كإحدى السبل الكفيلة بمحاربة الصور النمطية والخطابات التمييزية ضد المرأة وتشجيع إشراك النساء في الشأن العمومي وتيسير التملك المجتمعي لمبادئ وقيم المواطنة والمساواة.
واعتبر أن هناك أسقفا زجاجية، خارجة أحيانا عن إرادة الإعلام نفسه، تعيق التمكين السياسي والاجتماعي للنساء داخل الفضاء العمومي، علاوة على الحواجز السوسيوثقافية وثقل التمثلات المجتمعية إزاء مكانة ودور وجدارة النساء، والتي ساهمت ولعقود طويلة في رهن حضورهن وتطور وضعهن بالفضاء الخاص وتمثيل الفضاء العمومي كمجال ذكوري بامتياز.
وأضاف نفس المصدر أنه اقتناعا من المجلس بالدور الهام والمتفرد للإعلام في دينامية وصناعة التغيير المجتمعي ومواكبته وتسريع وتيرته، واعتبارا لأهمية المناصفة في الفعل العمومي، كضرورة لفعلية المساواة بين الرجال والنساء، أن حرص دوما على تضمين قراراته المعيارية مقتضيات لتفعيل مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء في البرامج الإذاعية والتلفزية، مع التنصيص على إشراك النساء في تناول ونقاش سائر المواضيع ذات العلاقة بالشأن العام، كما هو الحال بالنسبة لقرار المجلس الأعلى رقم 20.18 المتعلق بضمان التعبير التعددي لتيارات الفكر والرأي خارج الفترات الانتخابية، وقراره رقم 37.21 المتعلق بضمان تعددية التعبير السياسي في الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية 2021.

< سميرة الشناوي

Related posts

Top