تم الأربعاء الماضي تقديم الإطار الوطني الحسين عموتة كمدرب جديد لفريق الوداد البيضاوي بأحد فنادق مدينة الدار البيضاء، خلفا لوليد الركراكي الذي تم تعيينه في نفس اليوم مدربا للمنتخب الوطني الأول.
يعود عموتة (52 عاما) إلى قيادة الوداد في تجربة جديدة بعد إنجاح الأولى سنة 2017 عندما توج رفقة الفريق الأحمر بلقبي البطولة الاحترافية ودوري أبطال إفريقيا مع المشاركة في كأس العالم للأندية.
وتراهن فعاليات الوداد التي طالبت بعودة عموتة، على استمرار الأخير في درب النتائج الإيجابية، في وقت يدرك الإطار الوطني الذي سيستمر في العمل داخل الإدارة التقنية الوطنية، صعوبة مهمته في البقاء في القمة.
وسيكون عموتة مرشحا لمنح الوداد لقبا آخر سيرفع معنويات كتيبته مع انطلاقة الموسم الجديد، عندما يخوض مباراة كأس السوبر الإفريقي السبت القادم في مواجهة فريق نهضة بركان بطل كأس الاتحاد.
ومباشرة بعد الندوة التقديمية للطاقم التقني للوداد واللاعبين، اتصلنا بالمدرب الحسين عموتة وأجرينا معه الحوار التالي:
- تعود إلى الوداد في تجربة جديدة، ماذا تمثل هذه المحطة في مسارك المهني؟
- عشنا تجربة أولى سنة 2017 تكللت والحمد لله بالنجاح بفضل جهود مختلف المكونات من لاعبين ومكتب مسير وأطر تقنية وكذا الجماهير. اليوم أرى عودتي جد عادية لناد كبير أعرفه جيدا، والحمد لله تركنا سمعة طيبة لدى عائلة الوداد. يعلم الجميع أن كل مدرب يشرفه تدريب ناد عريق أصيل وكبير في حجم وقيمة الوداد، وفي نفس الوقت تبقى المسؤولية كبيرة لأن الوداد ناد يتنافس من أجل المراتب الأولى والألقاب والبطولات وهذا يفرض جهدا كبيرا وتركيزا مميزا مقرونا بحضور ذهني وتقني مع جودة تدبير اللاعبين والتأثير الإيجابي عليهم. وللقيام بهذه المهمة لدينا مجموعة من الأطر التربوية والتقنية لتقديم الأفضل في العمل من أجل أن يظهر الوداد بشكل جيد في الموسم الحالي.
- التجربة السابقة (يناير 2017-يناير 2018) كانت ناجحة، وأفرزت لقبي البطولة الوطنية ودوري أبطال إفريقيا إضافة إلى المشاركة في مونديال الأندية. يبدو أن الوضع اليوم مشابها لذلك، هل تشعر بالضغط؟
- بالفعل أنا أشتغل وأتفاعل مع الضغط في العمل وطموحي كبير وأدرك أن حب الميدان والاجتهاد يفرض التضحية والتفاني ونكران الذات. نحن واعون بحجم المسؤولية في الوداد وجماهيره الكبيرة في الوطن وخارجه، خاصة أن الوداد لا تمثل ذاتها بل تمثل كرة القدم المغربية بقيمة حضورها. يلاحظ المهتمون كيف ولأول مرة يتأهل فريقان مغربيان الوداد ونهضة بركان إلى مباراة كأس السوبر الإفريقي في لقاء استثنائي سيقام في المغرب بفضل فوز الوداد بدوري الأبطال ونهضة بركان بكأس الاتحاد الإفريقي. سيكون الحدث تاريخيا ويجعل أنديتنا مسؤولة عن مردود كرتنا قاريا ودوليا. ندرك جيدا حجم مسؤوليتنا في المهمة تجاه الوداد والكرة الوطنية وقادرون على تقديم الأجمل والأفضل للوداد وطموحنا يرمي إلى انتزاع الألقاب
- اليوم أمامك مباراة السوبر الإفريقي في لقاء مغربي صرف تواجه فيه نهضة بركان في عاشر شتنبر الجاري، ما رأيك؟
- أولا نحن سعداء جدا بذلك، لأن المحطة القارية تجمع فريقين مغربيين الوداد ونهضة بركان. كرة القدم المغربية تستحق هذا الإنجاز بإحراز اللقبين وسيبقى كأس السوبر مغربيا سواء أحرزه الوداد أو نهضة بركان. مسؤوليتي في بالوداد تفرض علي تقديم الأفضل وتحضير الفريق للفوز بهذا اللقب. وسنكون إن شاء الله في الموعد وسنقدم المردود الذي يشرف سمعة نادينا وكرة القدم المغربية قاريا. وطبعا أن أهنئ الفائز لأن الكأس ستبقى في المغرب، وأملي أن يقدم الفريقان مستوى يليق بسمعتهما
- أعلن رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع أن المنتخب المحلي لم يعد موجودا وسيعوضه منتخب أقل من 23، حاليا ستتفرغ للوداد بترخيص من الجامعة، كيف ذلك؟
- صحيح. كنا نناقش مشاركة منتخبنا المحلي في كاس أمم إفريقيا (الشان)، لكن الآن أتكلف بتدريب الوداد وأعتبر ضمن مدربي اللجنة التقنية الوطنية. ولي مساهمات في تكوين المدربين وكذا الإشراف على المنتخبات. الحمد لله درسنا الوضع مع الجامعة والوداد وكيفية التوفيق بين المؤسستين وسنوفق بإذن الله، لأن هناك تفاهما كبيرا وليونة من كافة الأطراف. والأهم هو الجدية والاجتهاد سواء في المنتخب أو الوداد.
- رئيس الجامعة تحدث عن مشاورات معك قبل تعيين وليد الركراكي مدربا للمنتخب الوطني الأول، وقال إن الجامعة لم ترفض طلب الوداد لكي يعود عموتة إلى القلعة الحمراء، هل من توضيحات؟
- بالفعل كان هناك تواصل ومشاورات طبعها الاحترام وكانت هناك أيضا رغبتي في الرجوع إلى دكة الاحتياط والتباري المتواصل أسبوعيا وشهريا في البطولة التي ابتعدت عنها شيئا ما. وبالمناسبة نهنئ زميلنا الإطار الوطني وليد الركراكي المحترم على المهمة التي أسندت إليه في تأطير المنتخب الأول وأتمنى له بالتوفيق رفقة طاقمه في مختلف الاستحقاقات القادمة. وليد يمثل الأطر المغربية وأملنا أن ينجح في عمله. وبالنسبة لي فأنا حاليا مع الوداد، لكني سأبقى تحت طلب الإدارة التقنية الوطنية ليس فقط في مجال تأطير المنتخب المحلي فحسب، بل تأطير منتخبات أخرى وكذا تأطير المدربين.
- كنت مع منتخب المحليين وعينك على الوداد فكيف هي حالة التركيبة البشرية في الفريق حاليا؟
- المجموعة المتوفرة في الوداد محترمة. وهناك مشاكل في بعض المراكز وقد تفضل الرئيس سعيد الناصري وأعلن أن لائحة اللاعبين ستغلق في التاسع من شتنبر الحالي وقبل هذا الموعد يمكن أن تكون هناك تغييرات، كضم لاعب أو تسريح آخر. نحن بصدد دراسة الإمكانية وكيفية تعزيز المجموعة ولا أخفيكم أن عملنا بدأ متأخرا شيئا ما وليست لدي معرفة دقيقة باللاعبين وأسعى لذلك بالنسبة لكل عنصر في التركيبة، لكن بعد أسبوع أو أسبوعين ستكون الأمور أكثر وضوحا وبعد ذلك إن شاء الله سيسير الفريق بقوة.
- المدرب الطموح يسعى للأفضل والجمهور الودادي أصروا وألحوا على رجوعك، فما هو طموحك؟
- الطموح يكبر والاجتهاد المستمر لا يحده سقف وأدرك صعوبة المهمة. الأندية المغربية تنافس من أجل الألقاب وعائلة الوداد تعودت على المراتب المتقدمة والتتويجات. بدورنا سنقوم بكل ما يلزم لنكون في الصدارة وهذا يفرض التضحية والحضور الوازن للطاقم التقني بمؤهلاته مقرونا بحضور اللاعبين فرديا وجماعيا مع الدعم الجماهيري المتميز وسننافس على جميع الواجهات ونرجو الله التوفيق.
- رسالة الحسين عموتة إلى الجمهور الودادي العريض …
- أشكر الجماهير التي طالبت بعودتي إلى الوداد. بدوري أتمنى أن أسعدهم مرة أخرى وننجح كما فعلنا في 2017. الوداد لا يعرف مستحيل. وهو قادر على التألق وانتزاع الصدارة. فقط ينبغي أن نؤمن بحظوظنا ومؤهلاتنا وأن نجتهد وأن تصب جهود مختلف المكونات في خدمة مصالح الوداد. ونحن في الطاقم التقني في حاجة للوقت للتعرف أكثر على بعض اللاعبين … طموحنا كبير لكي تكون الوداد دائما أفضل في الحاضر والمستقبل.
> حاوره: محمد أبو سهل