قال جمال كعواشي المسؤول عن التحكيم بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إن «مونديال روسيا قد شهد العديد من الاحتجاجات على قرارات تحكيمية، وهذا مشكل طرح على جهاز الفيفا» بالرغم من الظروف والإمكانيات التي هيئت مسبقا».
وأضاف كعواشي في حوار أجرته معه «بيان اليوم»، جامعة كرة القدم تقيم تجمعات تدريبية لفائدة حكام مباريات القسم الأول والصفوة، إضافة إلى بعض الحكمات الدوليات، مشيرا، أن التجمع سيخصص بشكل أكبر للجانب البدني.
وأكد ذات المتحدث، أن الحكام يتوفرون على تغطية صحية كما ينص على ذلك القانون الأساسي للحكم، مفسرا، أن التعويضات التي يستفيد منها الحكام المغاربة من أحسن ما يستفيد منه الحكام في إفريقيا.
وختم كعواشي حديثه لـ»بيان اليوم» قائلا، «على الحكام أن يستعدوا للموسم الجديد على غرار المسيرين والمدربين واللاعبين، ويكونوا جاهزين في أحسن لياقة بدنية وحالة ذهنية جيدة».
> ما أفرزه التحكيم في مونديال روسيا قد يجعلنا نطمئن عن التحكيم في مدار كرة القدم الوطنية، ما رأيك؟
< أكيد كانت هناك هفوات في تحكيم بعض المباريات في المونديال الأخير بالرغم من كون الفيفا هيأت الظروف والإمكانيات لتفادي الأخطاء وتمكين الحكام بالقيام بمهمتهم في أحسن الأحوال ورغم كل ذلك كان الاحتجاج على قرارات تحكيمية، وهذا مشكل طرح على جهاز الفيفا من جديد.
> الجامعة دعت الحكام لتجمع تدريبي بالرباط، وهي مبادرة سنوية ترمي إلى تهييئ الحكام، فسر لنا الغرض من هذا التجمع؟
< حاليا التجمع يستهدف حكام مباريات الصفوة الذين قادوا مباريات الدوري الوطني الاحترافي في القسمين الأول والثاني، وحددنا سقفا لعدد المباريات التي يكون قد أدارها الحكم في القسم الأول في الموسم الرياضي 2017 – 2018 ليستفيد من التجمع ضمن الفوج الأول، وهناك أيضا الفوج الثاني – (الصفوة 2)، كما أن الأمر يتعلق أيضا بالحكمات الدوليات وعددهن سبعة.
> الكل يعرف أين يتدرب اللاعبون ولا يعرف متى وأين يتدرب الحكام وفي هذا التجمع ربما تركزون أكثر على اللياقة البدنية لدى الحكم؟
< لاحظنا في مباريات المونديال أن جل الحكام يتميزون بلياقة بدنية عالية، والحكم الجاهز بدنيا يكون قريبا من الكرة والعمليات المحيطة بها وبذلك تكون قراراته صحيحة، وقد ركزنا أكثر ضمن أهداف هذا التجمع الوطني على جانب اللياقة البدنية.
ولمدة عشرة أيام تمت برمجة حصص تدريبية صباحية خاصة بالتحضير البدني ثم الحصص المندمجة وبعد هذه المدة يتم تتبع الحكم لمدة خمسة عشر يوم، ليخضع بعد ذلك للاختبار البدني.
وقد تقرر أن يخضع الحكم لاختبار بدني عند انتهاء الثلث الأول من الدوري الوطني، وسيخضع الحكام لاختبار عقب الدورة 10 وآخر عقب الدورة 20، وكلما توقفت البطولة سيكون متاحا جمع حكام الصفوة في لقاء لمدة ثلاثة أو أربعة أيام تحت إشراف مديرية التحكيم بهدف تحسين اللياقة البدنية وتطوير المعرفة بدراسة وتحليل الحالات التي تفرزها المباريات، وهذه محطات في الموسم الحالي..
لأننا لاحظنا أن بعض الحكام لا يستغلون اللياقة البدنية في الملعب ويكون يتفرج أكثر مما يتدخل، والحكم ينبغي أن يكون قريبا من الحالات ليتخذ القرارات السليمة، ولا عذر له أن يبقى بعيدا عن الكرة بـ 20 أو 30 متر.
> هل يتوفر الحكام على تغطية أمنية في الملعب وخارجه؟
< الحكام الذين يقودون المباريات مؤمنون والقانون الأساسي للحكم والتحكيم ينص على ذلك، وقد كانت هناك ظاهرة غريبة حيث يتوفر جميع المتدخلين على رخصة لدى الجامعة ويستثنى الحكم.. والآن في السياق الجديد ستكون للحكم رخصة وحامل الرخصة المسلمة من الجامعة يشمله التأمين.
> وبالنسبة لقيمة التعويضات المادية للحكام هل ستشهد زيادة؟
< الجامعة قامت بجهد كبير في هذا المجال في السنوات الأخيرة والتعويضات التي يستفيد منها الحكام المغاربة من أحسن ما يستفيد منه الحكام في إفريقيا، ففي مباراة بالقسم الاحترافي الأول يستفيد حكم الوسط من مبلغ 3000 درهم إضافة إلى تعويض عن التنقل حسب المسافة بالكيلومترات، وتعويض عن المبيت 1200 درهم، إذا تجاوزت المسافة 300 كلم، والحكم المساعد يستفيد من تعويض مادي في المباراة قيمته 2000 درهم وباقي التعويضات التي يستفيد منها حكم الوسط.
> والحكم الرابع؟
< أعتقد أنه الأضعف في مجال التعويض المادي لكونه يستدعى من المدينة التي تقام فيها المباراة وينبغي مستقبلا أن يكون الحكم الرابع ضمن الرباعي الذي بتنقل إلى قيادة مباراة في مدينة معينة. ولا ينتمي إلى مدينة الفريق المستقبل.
> وبالنسبة لتقنية “الفار” هل ستعتمدونها؟
< على صعيد المكتب الجامعي ناقشنا موضوع اعتماد تقنية الفيديو وكنا سباقين ومستعدين في إفريقيا للتعامل مع هذا الجهاز و”الكاف” بدوره يدرك أن جامعتنا لها القدرة على ذلك، وقد انطلقنا من قبل في الموضوع وطلبنا الموافقة من الفيفا، وفي التجمع الحالي خصصنا حصصا للتكوين في مجال تقنية جهاز “الفار”، لأن الأمر يفرض حكما ثم القدرة على تحليل الحالة المعروضة وبسرعة ليخبر بها حكم الوسط في المباراة.
ولذلك سندخل مرحلة التكوين باستعانة الخبراء في المجال، وبعد ذلك ستأتي المرحلة التي سيكون فيها جهاز “الفار” مفروضا في المباريات.
> ما هي رسالتك للحكام المغاربة؟
< على الحكام أن يستعدوا للموسم الجديد على غرار المسيرين والمدربين واللاعبين، ويكونوا جاهزين في أحسن لياقة بدنية وحالة ذهنية، فللأندية تحدي الفوز بالبطولة وللحكام تحدي الخروج بالدوري بدون هفوات تحكيمية، وبدون أخطاء مؤثرة، والحكم متداخل رئيسي ومطالب بتغيير عقليته والتصرف باحترافية.
> حاوره: محمد أبو سهل