اختتم يوم الاثنين الماضي بمدينة الجديدة المعرض الوطني للصناعة التقليدية والذي امتد على مدى أسبوع بساحة البريجة وسط مدينة الجديدة . وعرف المعرض مشاركة العديد من الصناع التقليدين وكذا المصممين والمصممات واللواتي والذين يبدعون ويبدعن في فن الملابس التقليدية . وزار المعرض عددا مهما من الضيوف من المغرب وكذا من الأجانب الذين يقضون فترة الصيف بالمدينة، يؤمون المعرض لاقتناء الجديد في مجال صناعة الملابس التقليدية بأشكال جذابة
يعتبر المغرب من أكثر البلدان ثراء بالصناعات التقليدية اليدوية في الوطن العربي، فهو يحتوي على الكثير من المدن التي تعتبر معقلا لهذه الصناعات مثل مدن (سلا، فار، مراكش)، والتي تشتهر بصناعة الأثاث والمجوهرات والملابس والتحف المنزلية بشكل يدوي اعتمادا على أدوات وآلات تقليدية.
جريدة “بيان اليوم” قامت بجولة داخل المعرض الوطني للصناعة التقليدية من أجل الإطلاع والتقرب من فن التصميم وصناعة الملابس التقليدية.
وخلال هذه الجولة التقت الجريدة بصناع تقليديين من بينهم رئيسة جمعية “يد من ذهب” فاطمة فراس، وهي مصممة، مثلت المغرب في مجموعة من الملتقيات والمعارض في دول عربية وافريقية، كالإمارات العربية المتحدة ،تونس ، مصر السنيغال، وحصلت على مجموعة من الشواهد.
وفي حديث لبيان اليوم، أفادت فاطمة فراس، بأنها سخرت كل جهدها من أجل تطوير كفاءاتها المهنية في مجال تصميم الملابس التقليدية، مضيفة، أن هذه الأزياء تستعمل في الحفلات والمناسبات، وهي تعتمد اليوم أسلوبا مبتكرا، لتبقى رمزا للملابس المغربية الأصيلة.
وأشارت فراس إلى الإكراهات التي يعاني منها الصناع التقليديون، وعلى رأسها غياب الدعم، الذي سبق للحكومة أن التزمت بتقديمه للحرفيين سنة 2007، كمساهمة في التنمية الاقتصادية والمحافظة على الهوية والتراث الوطني، لكن لا شيء تحقق على مستوى الواقع، تقول المتحدثة متسائلة، كيف يعقل أن يشارك الصانع في ملتقيات ومهرجانات خارج المغرب على نفقته؟، وأن يتحمل مصاريف التنقل والمبيت والأكل؟، مما لا يشجع على تطوير القطاع، وأدى إلى الكساد الذي أصبح يهدد الصناعة التقليدية.
وأشارت المتحدثة، أنه خلال الأعوام الأخيرة عرف القطاع تراجعا ملحوظا من حيث الإقبال على منتجاته، مما تسبب في الركود ومعاناة للصناع، زاد من حدته الإغلاق الذي فرضته السلطات لمدة سنتين في إطار التدابير الوقائية من جائحة كورونا، مما تسبب في توقف النشاط السياحي الذي يشكل الداعم الأساسي لسوق الصناعة التقليدية، هذا ناهيك عن المنافسة المحتدمة من السلع المقلدة الآتية من الخارج التي تغزو الأسواق المغربية.
ودعت فراس إلى دعم قطاع الصناعة التقليدية التي تسعى لتقديم صورة طيبة عن المغرب في المهرجانات والمعارض خارج المغرب.
< عبد الله مرجان