قالت الخبيرة الدولية في مجال التعليم المتعدد الثقافات الدولية، مايا سوتورو ، شقيقة الرئيس الأمريكي أوباما “إن المغرب بلد ذو تاريخ عريق، ولديه العديد من دروس التاريخ التي يمكن أن نستفيد منها من أجل المستقبل بتطوير المرونة في الأفكار والرؤى رغم أن الأمور قد تبدو جد مقعدة، مضيفة أن المغرب يعد طلائعيا بالنسبة للكثير من القضايا “، ومعربة عن تقديرها البالغ لما يقوم به من إصلاحات وإطلاقه للعديد من الأوراش، ممثلة في إقراره لدستور جديد وإصلاح التعليم، ومدونة الأسرة والعناية بحقوق الإنسان، ومقاربته لملف الهجرة بتمتيع المهاجرين بحقوقهم، وإسهامه الكبير بعد مؤتمر المناخ بباريس من أجل الإعداد لمؤتمر كوب 22 بمراكش.
فخلال إلقائها لمحاضرة برحاب المدرسة المحمدية للمهندسين، حول موضوع “الشباب والتربية والتنمية المستدامة”، والتي تزور المغرب بدعوة من جامعة محمد الخامس بالرباط وجمعية الدراسات والأبحاث من أجل التنمية، نوهت “مايا سوتورو”، بالتواجد المكثف للطلبة الأفارقة الذين يتابعون دراستهم بالمغرب، مبرزة بالقول “إن التجربة المغربية يمكن التعلم منها الشيء الكثير”.
وأشادت مايا سوتورو، التي كانت تتحدث بحضور المستشار الملكي أندري أزولاي، ووزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، ووزير التعليم العالي لحسن الداودي، والوزيرة المنتدبة في الخارجية، امباركة بوعيدة، ورئيس جامعة محمد الخامس، سعيد أمزازي، ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ، منسق جمعية الصداقة بين المغرب وهاواي ، ادريس الكراوي، بعمق الروابط التي تجمع المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية ، والتي تنطلق من التاريخ وتمتد إلى التعاون الاقتصادي الذي عززته اتفاقية التبادل الحر ، فضلا عن التعاون الأكاديمي في مجال التعليم، داعية الفاعلين في كلا البلدين إلى استثمار هذه المعطيات وترجمة تطلعهم نحو إقامة شراكة نوعية ،قوية وواعدة .
وقالت في هذا الصدد “ينبغي استثمار الذكاء الجماعي لكل الفاعلين في بلدينا سواء تعلق الأمر بالقطاع الخاص أو المجتمع المدني أو الدولة وباقي الفاعلين حتى نجعل من الذكاء الجماعي استثمار وبهذه الشراكة نجعل من السلم والتنمية المستدامة مسؤولية الجميع”.
وشددت “مايا سوتورو ” التي كانت تحاضر أمام شباب ينتمي إلى عدد من بلدان العالم والذي يوجد بالمغرب في إطار المشتركة في المنتدى العالمي للشباب بالداخلة السالف الذكر، على أهمية التربية وللتكوين والابتكار والارتقاء بدور الفتيات والنساء على وجه الخصوص والشباب كفاعلين رائدين مستقبليين في بناء هذا العالم، عالم السلم والإخاء والتسامح والتضامن والتنمية المستدامة، معتبرة أن ذلك يعد الضامن الحقيقي لشروط العيش المشترك بين مختلف الثقافات والحضارات والأديان”.
لكن هذا حسب الخبيرة الدولية،” يتطلب التعاون والانتصار للعمل التطوعي حيث أشارت في هذا الصدد للدعم الذي تقدمه وكالة التعاون الأمريكية في إطار برنامج الألفية الذي مكن أزيد من 50 ألف فتاة من الاستفادة من فرص التعليم وولوج المدرسة، مشيرة في هذا الصدد إلى تأثر السيدة الأولى للولايات المتحدة ميشيل أوباما خلال زيارتها الأخيرة للمغرب بحكايات هؤلاء الفتيات والنساء اللواتي تمكن من ولوج المدرسة والاستمرار في مسارهن الدراسي “.
كما أشارت في ذات الموضوع إلى العمل التطوعي الذي تقوم به كتائب السلام الأمريكية التي تشتغل بالمغرب والتي تحاول القيام بمبادرات تستهدف دعم تدريب المدرسين وأخرى لدعم تمدرس الفتيات.
هذا وشددت “مايا سوتورو” على أن عالم السلم والإخاء والتسامح والتضامن والتنمية المستدامة يتطلب أيضا تخطيط استراتيجي جماعي على صعيد مختلف مكونات المنظومة الدولية، مما “يحكم علينا أن نتحول إلى سفراء لبلداننا، سفراء على الصعيد العالمي من أجل التنمية المستدامة والأمن والسلم والتنمية المستدامة في العالم”، مبرزة الزيارات المفتوحة بين البلدين أمام الأكاديميين والطلبة، والتي يستفيد منها سنويا 200 ألف شخص على مستوى العديد من المجالات”.
وأبرزت في حالة المغرب وولاية هاواي الأمريكية والتي خصصت أسبوعا لجلالة الملك محمد السادس ، وذلك في إطار العلاقات التي تربطها بالمغرب، والتي تربطها اتفاقية توأمة مع جهة الرباط سلا القنيطرة،” أنه وكما جاء في الرسالة الملكية بالنسبة للبعد الجغرافي فإن المشكل الحقيقي لا يكمن في بعد المسافات بل في تواجد الإرادة القوية لتحويل البعد الجغرافي إلى قرب وتقارب إنساني، ذلك أن الجغرافية يمكن أن تقرب إذا وضعت في إطارها الصحيح ، مبرزة بهذا الخصوص أن لعد المسافة لا يمكن أن تشكل فاصلا بل إن التواصل وعوامل أخرى يمكن أن تشكل دافعا للمزيد من التعاون”.
فنن العفاني
تصوير: رضوان موسى