افتتح صباح أول أمس الخميس (26 يناير 2017) بمقر أرض المعارض بالقاهرة، معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 48 الذي يحتفي هذه السنة بالمغرب كضيف شرف، حيث يندرج هذا التكريم للثقافة المغربية في إطار العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين الشقيقين كما يعكس حيوية التبادل الثقافي بينهما.
الافتتاح الرسمي للدورة ترأسه شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء المصري وحلمي النمنم وزير الثقافة في حكومة جمهورية مصر العربية ومحمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة المغربي وأحمد التازي سفير المغرب بمصر.
وقد أبدى رئيس الوزراء المصري وأعضاء الوفد إعجابهم برواق وزارة الثقافة المغربية والكتب المعروضة فيه، والتي تظهر غنى وتنوع الثقافة المغربية، كما حضي الرواق باهتمام كبير من وسائل الإعلام المصرية السمعية البصرية والمكتوبة والإلكترونية، التي قامت بتغطية رائعة لهذا الحدث، وأجرت لقاءات مع الفعاليات الثقافية المغربية الحاضرة.
يذكر أن الوفد المغربي المشارك في هذه الدورة الذي يترأسه وزير الثقافة محمد الأمن الصبيحي، يتكون من لطفي المريني الكاتب العام للوزارة، وحسن الوزاني مدير مديرية الكتاب بذات الوزارة، وجامع بيضا رئيس مؤسسة أرشيف المغرب، وأحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وجمال الدين الهاني عميد كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط، وعبد الرحيم العلام رئيس اتحاد كتاب المغرب، ونجيب خداري رئيس بيت الشعر بالمغرب، وأحمد أبرخا ممثل مؤسسة “المغرب تصدير” التي تدعم هذه المشاركة، إضافة إلى عدد من مسؤولي وأطر وزارة الثقافة المغربية.
ويستمر معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يشارك به 35 دولة و670 ناشر إلى غاية يوم 10 فبراير القادم. كما تحتفي هذه الدورة بمرور 60 عاما على العلاقات الدبلوماسية المصرية المغربية وإنشاء المركز الثقافي المصري ببلادنا، ويقام المعرض هذا العام تحت شعار “الشباب وثقافة المستقبل”، ويحتفي بشخصية الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور.
ويرمي برنامج المشاركة المغربية، الذي أعدته وزارة الثقافة، إلى التعريف بالثقافة المغربية بتعدد روافدها وتعابيرها وذلك بمشاركة مجموعة من دور النشر المغربية ونخبة من أعلام في الفكر والإبداع المغربيين، من مفكرين وروائيين وشعراء ونقاد، في مختلف الفعاليات الثقافية المغربية بهذه التظاهرة. وفي هذا الإطار اقتنت وزارة الثقافة رواقا رسميا بمساحة من 110م2 يعرض فيه رصيد وثائقي يعود إلى مجموعة من المؤسسات الحكومية والهيئات والمعاهد المغربية، من ضمنها إلى جانب وزارة الثقافة، كل من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والرابطة المحمدية للعلماء، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب، واتحاد كتاب المغرب، ومعهد الدراسات الإفريقية، ومعهد الدراسات الصحراوية، وكلية الآداب بالرباط وكلية الآداب ابن مسيك بالدار البيضاء.
كما أعد رواق للبيع، تقارب مساحته 100 م2، لفائدة دور النشر المغربية المستفيدة من دعم وزارة الثقافة، وهي “دار التوحيدي”، و”دار الثقافة “، و”دار الأمان”، و”دار توبقال للنشر”، و”المركز الثقافي العربي”، و”إفريقيا الشرق للطباعة والنشر”، و”دار أبي رقراق للطباعة والنشر”، و”منشورات ملتقى الطرق”، و”منشورات مرسم”، و”الشركة المغربية لفنون الطباعة والنشر”، و”دار الرشاد الحديثة”، و”منشورات أنويكة “، و”منشورات الحلبي”، و”المركز الثقافي للكتاب”.
وبالمناسبة، أعرب وزير الثقافة، محمد الأمين الصبيحي، عن اعتزاز المغرب بهذا التكريم الموجه إليه من طرف الأشقاء المصريين، وتحديدا من وزارة الثقافة والهيئة المصرية العامة للكتاب.
وقال إن هذا “الاعتزاز نابع من مكانة الروابط التاريخية والأخوية التي تجمع بين البلدين الشقيقين على مستوى قيادتيهما وحكومتيهما وشعبيهما، كما هو نابع من حيوية العلاقات الثقافية الثنائية، ومن حرصنا المشترك على ترسيخها وتنميتها وتعزيزها”.
وأكد الصبيحي على أن هذه العلاقات الثقافية المتميزة بين البلدين، تستند إلى حوار ثقافي دائم بين هاتين الثقافتين، كما يتجلى ذلك من خلال الاطلاع الواسع للفاعلين الثقافيين المغاربة على الثقافة المصرية بخصوصياتها وديناميتها، وكذا الاهتمام المتزايد للمثقفين والمفكرين المصريين بالثقافة المغربية وبتنوعها وانفتاحها على ثقافات العالم .
ومن منطلق هذه الدينامية الثقافية الثنائية بين المغرب ومصر – يقول الصبيحي- وفي إطار هذا التكريم للثقافة المغربية في فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للكتاب، سهرت وزارة الثقافة على استقدام رصيد وثائقي متنوع إلى المعرض، يعكس الإنتاج الفكري المغربي في عدة مجالات، ويمكن الزوار من التعرف على مختلف جوانب الثقافة المغربية.
ومن جهته عبر وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، عن شكره للمملكة المغربية، على استجابتها لدعوة مصر من أجل استضافتها كـ “ضيف شرف” لمعرض القاهرة الدولي للكتاب .
ونوه في هذا الإطار بالبرنامج الثقافي الذي أعدته وزارة الثقافة المغربية للمشاركة في المعرض، واصفا إياه بالبرنامج المتميز، وكذا بمشاركة نخبة كبيرة من المثقفين والمفكرين المغاربة المرموقين في هذه التظاهرة.
وقال إن اختيار وزارة الثقافة المصرية للثقافة المغربية كضيف شرف للمعرض كان نابعا من عدة عوامل منها الرغبة في كسر “الثنائية الثقافية المفتعلة” على مستوى المشرق والمغرب العربيين، ومد جسر للتواصل الثقافي على مستوى العالم العربي من خلال الثقافة المغربية، بدعوتها إلى مهرجان القاهرة الدولي للكتاب الذي يحضره جمهور غفير ومثقفون ومفكرون وأكاديميون من مصر والعالم العربي.
وبخصوص سبل تعزيز التواصل الثقافي بين البلدين، وخاصة عبر الكتاب، أعرب وزير الثقافة المصري عن أمله في أن تعمد دور النشر المغربية ونظيرتها المصرية إلى النشر المشترك، بحيث يصدر الكتاب المغربي في مصر في نفس التوقيت الذي يصدر فيه بالمغرب، وذلك بطبعة مصرية وبأسعار مصرية، ونفس الشيء بالنسبة للكتاب المصري في المغرب.
وأكد حلمي النمنم أن الثقافة كانت دائما عنصر تواصل وتقارب وتفاهم بين مصر والمغرب، قائلا إن “المشترك بين مصر والمغرب أكبر مما يتصوره الكثيرون، المشترك تاريخيا، والمشترك ثقافيا”، مشيرا في هذا الصدد إلى أن كثيرا من المعالم الأثرية والتاريخية في مدينة الإسكندرية في شمال مصر تحمل أسماء مغربية.
هذا ويشتمل البرنامج الثقافي المغربي على الفقرات الآتية:
> السبت 28 يناير: محاضرة بعنوان “ثقافة المغرب: عناصر وخصوصيات” لعبد القادر الشاوى.
> الأحد 29 يناير: محاضرة “ثنائيات المغرب – مصر” محمد بنيس يحاوره سعيد الكفراوي. ومحاضرة “سعيد يقطين.. واقع السرديات ومستقبلها”.
> الإثنين 30 يناير: “شهادات.. أصوات روائية مغربية” يشارك بها مبارك ربيع، وعبد الكريم الجويطى، وطارق بكارى. وندوة بعنوان “سفر النص: الترجمة بالمغرب” بمشاركة خالد بن الصغير، وفريد الزاهى، وإبراهيم الخطيب، وحسن بحراوى.
> الثلاثاء31 يناير: شهادات حول الأدب المغربي المكتوب بالفرنسية، بمشاركة: يوسف وهبون، موحا السواك، رشيد خالص، تسيير: منير سرحاني.
> الثلاثاء 31 يناير: “فى حضرة كتاب”: “المغاربة” (رواية)، عبد الكريم جويطى. “أيامنا الحلوة” لموحى السواك، رواية فائزة بجائزة الأطلس لسنة 2014. ترجمة فريد الزاهى.
> الأربعاء 1 فبراير: محاضرة بعنوان “صياغة الاستراتيجية في عالم اليوم: بين الواقع والمتغير” بحضور عبد الحق عزوزي، كما تقام أمسية شعرية بمشاركة “فاتحة مرشيد، وصلاح بوسريف، وعدنان ياسين.
> الخميس 2 فبراير: فى حضرة كتاب “الأعمال الشعرية” لـصلاح بوسريف، وكتاب “هوت ماروك” رواية لعدنان ياسين.
> الجمعة 3 فبراير: في حضرة كتاب “نمنمات” (شعر) لعبد الكريم الطبال، كتاب فائز بجائزة المغرب للكتاب لسنة 2016، كما تقام محاضرة تحت عنوان “ثنائيات المغرب- مصر، بمشاركة محمد برادة، يحاوره منتصر القفاش، وفى نفس اليوم تعقد جلسة للشهادات تحت عنوان “أصوات سردية مغربية” بمشاركة “عبد الإله بن عرفة، وأنيس الرافعى، وربيعة ريحان.
> السبت 4 فبراير: محاضرة بعنوان “معنى أن نفكر اليوم” بحضور نور الدين أفاية، وندوة تحت عنوان “مصر بعيون مغربية” بحضور “محمد مشبال، ورشيد يحياوى”.
> الأحد 5 فبراير: محاضرة بعنوان “ثنائيات المغرب – مصر” بمشاركة محمد الأشعري يحاوره إبراهيم عبد المجيد، كما يقام لقاء مع نقاد مغاربة متوجين بجائزة كتارا، بمشاركة “زهور كرام، وحسن المودن، وإبراهيم حجرى، ومحمد بوعزة”.
> الإثنين 6 فبراير: في حضرة كتاب “الهوى المصري في خيال المغاربة” لمحمد مشبال. و”مجنون الورد”باللغة الإسبانية لمحمد شكرى، ترجمة رجاء بومدين، بمشاركة: رجاء بومدين المثنى. وكتاب “صرف – تركيب اللغة العربية” لعبد الرزاق تورابي.
> الثلاثاء 7 فبراير: ندوة “الفلسفة العربية وتأصيل الحوار بين المشرق والمغرب”، بمشاركة محمد أبطوى، وعادل حدجامى، ومحمد جبرون، بالإضافة لندوة حول “مغرب التعدد الثقافى” بمساهمة أحمد العبادى، وأحمد بوكوس، وبلال التليدى، ومحمد بهضوض.
> الأربعاء8 فبراير: ندوة حول “ذاكرة فاطمة المرنيسي”، بمشاركة: فاطمة الزهراء أزرويل، وزينب معادى، ونوال السعداوي، وتديرها بديعة الراضي، إلى جانب ندوة “المغرب – مصر: رحلات متقاطعة” بمشاركة: أحمد المديني، وشعيب حليفي، وأيمن عبد العزيز، وسعيد القرش.
> الخميس 9 فبراير: في حضرة كتاب “النظر والتجريب في الطب الأندلسي بين ابن رشد وابن زهر” لمحمد سرو الرباط. وأمسية شعرية بمشاركة ثريا ماجدولين، وصلاح الوديع، ووداد بنموسى.
بيان