بدأ المغرب يتعافى بشكل تدريجي من فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، حيث يتواصل تراجع نسبة الحالات التي يتم تسجيلها، وذلك وفقا لآخر البيانات التي أعلنت عنها وزارة الصحة على امتداد الأيام السبعة الأخيرة.
وبدأ المغرب يجني ثمار طريقته المتميزة في مواجهة تفشي وباء “كورونا”، في الوقت الذي تخلفت فيه العديد من الدول عن الركب، وتأخرت في اعتماد تدابير وإجراءات حاسمة ومشددة لمحاصرة واحتواء الوباء.
فقد اتخذ المغرب المبادرة واعتمد إجراءات حاسمة في مواجهة هذا الوباء، منها الإسراع بتقييد حركة خروج المواطنين منذ 20 مارس، وجعلها مشروطة بالحصول على وثيقة وإذن استثنائي تمنحه السلطات العمومية، وتعليق جميع الرحلات الجوية الدولية، وإغلاق المدارس والجامعات، وحظر النقل الخاص والعمومي بين المدن باستثناء خدمات نقل البضائع والسلع والمنتجات الأساسية.
كما أعلن المغرب أيضا عن سلسلة من الإجراءات والتدابير الاقتصادية، من أجل دعم ومساعدة المقاولات والشركات والأشخاص المتضررين من هذه الإجراءات.
لكن، على الرغم من انخفاض عدد حالات الإصابات المؤكدة بفيروس “كورونا” المستجد، فالحكومة المغربية مطالبة بمواصلة اليقظة والوقاية في مرحلة ما بعد رفع الحجر الصحي، منتصف ليلة الأربعاء القادم، من أجل احتواء كلي وتصد حازم لتفشي فيروس كورونا المستجد.
وبحسب آخر الأرقام التي قدمتها وزارة الصحة، ارتفع إجمالي عدد المتعافين من فيروس كورونا في بلادنا إلى 6643 حالة على إثر تماثل 233 حالة للشفاء خلال الفترة الممتدة ما بين الساعة السادسة من مساء أول أمس الثلاثاء والعاشرة من صباح أمس الأربعاء، بينما استقر عدد حالات الوفاة في 206 حالات، بحيث لم يتم تسجيل أية حالة جديدة .
وحسب وزارة الصحة فقد تم تسجيل 44 إصابة خلال هذه الفترة، ليصبح إجمالي الإصابات 7910 حالات. فيما بلغ عدد الحالات المستبعدة بعد تحليل مخبري سلبي 235 ألفا و 362 حالة.
وتميزت معطيات الوزارة لمساء أول أمس الثلاثاء، بتسجيل بلادنا لـ517 حالة شفاء في الـ24 ساعة الماضية، لتصبح نسبة التعافي 81.5 في المائة.
وعزا معاد لمرابط منسق المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة، ارتفاع حالات التعافي في الأيام الأخيرة، إلى الحالة السريرية للمرضى المتكفل بهم، حيث كان يتم التكفل، في المراحل الأولى من الوباء، بمعظم المرضى في حالات سريرية تظهر عليها علامات متوسطة أو متقدمة، في حين أنه في المرحلة الحالية يتم اكتشاف معظم الحالات دون أعراض سريرية أو بأعراض خفيفة جدا.
وأشار إلى أنه في المرحلة الأولى، كان يستغرق الاستشفاء وقتا طويلا، حيث تجاوز عند بعض الحالات شهرا كاملا وعند حالات أخرى ستة أسابيع، مسجلا أنه في الوقت الراهن معظم الحالات تتعافى بسرعة، وفقا للمعايير التي وضعتها اللجنة التقنية العلمية الاستشارية الخاصة بوزارة الصحة للتعفنات التنفسية الحادة.
وأضاف لمرابط أن هذا التعافي السريع لمرضى كوفيد-19، مؤخرا، يعزى أيضا للبروتوكول العلاجي والاستعمال السريع لهذا العلاج الذي أقرته الهيئة الوطنية السالفة الذكر.
أما بالنسبة للوفيات، فأشار المسؤول إلى أن نسبة الإماتة تبقى لحدود مساء أول أمس منحصرة في 2.6 في المائة.
وحول عدد الإصابات المسجلة خلال نفس اليوم، أفاد المسؤول برصد 33 سجلت 15 منها بجهة الدار البيضاء-سطات “13 بالدار البيضاء الكبرى وحالة بمدينة برشيد وأخرى بإقليم سطات”، و10 حالات بجهة مراكش-آسفي “كلها بمراكش”، و5 حالات بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة “3 حالات منها بطنجة وحالة بالعرائش وأخرى بتطوان”، وحالتان بجهة الرباط-سلا-القنيطرة (كلاهما بالرباط)، وحالة واحدة بجهة كلميم-واد نون “بويزكارن”، فيما لم تسجل باقي جهات المملكة أية حالة جديدة، موضحا، أن 31 حالة من مجموع الإصابات تم اكتشافها لدى المخالطين، الذين بلغ عددهم إلى حدود تلك الساعة 47 ألفا و290 حالة، فيما لا يزال 7766 مخالطا رهن التتبع الصحي، مضيفا أن الحالات التي تم استبعادها مخبريا بلغت 13 ألفا و64 حالة في 24 ساعة الأخيرة، ليرتفع مجموع الحالات إلى 226 ألفا و785 حالة.
وخلص المسؤول إلى أن الحالة الوبائية بالمملكة تتحسن بشكل مطرد، داعيا الجميع إلى التحلي بمزيد من الانضباط بتدابير الحجر الصحي والالتزام به للتغلب على هذه الجائحة.
> سعيد أيت اومزيد