أكد محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض، أن المغرب ما يزال ضمن المرحلة الأولى لفيروس كرونا المستجد “كوفيد – 19”.
وأوضح اليوبي، في ندوة صحفية عقدتها المديرية أول أمس الثلاثاء، أن جميع الحالات المصابة هي حالات وافدة من الدول التي يوجد بها الوباء، معتبرا أن عدم إصابة أي شخص مقيم داخل البلاد بشكل دائم يجعل المغرب في المرحلة الأولى التي لا تشكل أي خطر أو تستدعي إجراءات من نوع خاص بالنسبة للحياة العامة للمواطنات والمواطنين.
وعن الحالة الأولى التي توفيت بسبب “كورونا”، شدد اليوبي في ذات الندوة على أن الحالة التي توفيت تتعلق بالسيدة البالغة من العمر 89 سنة، والتي سبق الإشارة إلى معاناتها بأمراض مزمنة متعددة، وأعلن أنه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية خلال عملية الدفن، مع مراعاة أن تكون العملية طبقا للشعائر الدينية الإسلامية.
في هذا الصدد، نوه محمد اليوبي، بعد تجديده التعازي، بالتعامل الايجابي لأسرة الفقيدة مع إجراءات العزل، متمنيا أن يكون التعامل إيجابيا من طرف المجتمع.
إلى ذلك، قدم اليوبي معطيات بشأن الحالة الثالثة التي ثبتت إصابتها والتي تتعلق بسائح فرنسي حل بمراكش يوم السبت الماضي قادما من مدينة باريس، مشيرا إلى أن وضعيته الصحية مستقرة وتتم مراقبته واتخاذ الإجراءات المعمول بها في هذه الحالة، وذلك بإحدى مصحات مدينة مراكش.
كما شدد المسؤول على أن مصالح وزارة الصحة اتخذت جميع الإجراءات المعمول بها بعد رصد الحالة، حيث تم التواصل مع جميع المخالطين والعمل على مراقبتهم وتتبع حالتهم الصحية.
وجدد اليوبي التأكيد بأن المغرب لا يزال في المرحلة الأولى من تنزيل تطبيق المخطط الوطني لليقظة الوبائية، وهي المرحلة التي يتم فيها تسجيل حالات وافدة للإصابة فقط.
وعقب الندوة الصحفية، أصدرت وزارة الصحة بلاغا أعلنت فيه ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا بالمملكة إلى خمس حالات، بعد ثبوت إصابة حالتين جديدتين كانتا تخضعان للمراقبة الطبية في العزل الصحي منذ يومين.
وأكد بلاغ الوزارة، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، إصابة زوجة وابنة السائح الفرنسي المصاب بفيروس كورونا المستجد، والذي كانت الوزارة قد أعلنت عنه يوم أمس الثلاثاء 01 مارس كثالث حالة مؤكدة ببلادنا.
وأفاد المصدر نفسه، أن الحالتين الجديدتين تخضعان للمراقبة الطبية في العزل الصحي منذ يومين، حيث تم اتباع الخطوات المعمول بها من أجل إجراء التحليل المخبري بمعهد باستور المغرب الذي أكد إصابتهما، ليرتفع عدد الحالات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد ببلادنا إلى خمس حالات، كلها وافدة من مناطق تفشي المرض.
وتخبر الوزارة أن المصابتين توجدان حاليا تحت الرعاية الصحية بإحدى مستشفيات مدينة مراكش، حيث يتم التكفل بهما وفقا للإجراءات الصحية المعتمدة، كما أن حالتهما الصحية لا تدعو إلى القلق.
إحداث خلية لتتبع مغاربة العالم بألمانيا
من جانب آخر، أعلنت سفارة المغرب ببرلين أنها أحدثت خلية للتتبع والاتصال بمغاربة العالم بألمانيا، في أعقاب انتشار فيروس كورونا المستجد بألمانيا، مؤكدة في الوقت نفسه، أنه لم يتم حتى الآن تسجيل أية إصابة مؤكدة بالفيروس لدى أفراد الجالية المقيمين بهذا البلد.
وذكرت السفارة في بيان، أنها تتابع باهتمام كبير المستجدات المتعلقة بارتفاع عدد حالات الإصابات بفيروس كورونا المستجد بألمانيا، والتي تعتبر من بين الدول الأوروبية التي تفشى بها هذا الفيروس، مشيرة إلى أن أنها وضعت، رهن إشارتهم رقما هاتفيا قصد التواصل معهم، ومتابعة وضعهم الصحي وتقديم الدعم والمساعدة لهم عند الحاجة.
ودعت السفارة أفراد الجالية المقيمين بألمانيا إلى اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لمنع تفشي هذا الفيروس، وذلك وفقا لمعايير السلامة الصحية المتبعة ببلد الإقامة.
وسجلت ألمانيا بداية الأسبوع الجاري أول حالتي وفاة بفيروس كورونا المستجد، وفق ما أفادت السلطات المحلية.
وقالت بلدية هيسن في مقاطعة رينانيا شمال وستفاليا في بيان لها أن امرأة في التاسعة والثمانين قضت رغم العناية الطبية.
وسجلت الوفاة الثانية في المنطقة نفسها وتحديدا في هاينسبرغ المدينة القريبة من هولندا والتي باتت منذ أسابيع إحدى البؤر الرئيسية لتفشي الفيروس في ألمانيا.
وتعتبر مقاطعة رينا نيا شمال وستفاليا القريبة من بلجيكا وهولندا الأكثر تضررا بالفيروس في ألمانيا.
وفي حصيلة إجمالية، بلغ عدد الإصابات في ألمانيا بعد ظهر يوم الاثنين الماضي 484 إصابة بحسب معهد روبرت كوش الذي يشرف في ألمانيا على مكافحة الأوبئة والأمراض.
وقد تشهد هذه المقاطعة الأكثر اكتظاظا في ألمانيا إقامة مباريات رياضية عدة من دون جمهور للحد من انتشار الفيروس، على غرار ايطاليا.
معاناة الجالية المغربية في إيطاليا
من جانب آخر، تعيش الجالية المغربية بإيطاليا وضعا مقلقا بسبب تفشي الفيروس بهذا البلد حيث تسبب في وفاة 631 شخص وفق حصيلة رسمية للسلطات الايطالية، أمس الأربعاء، وإصابة 10149 شخصا .. وقد أثار تطبيق روما لإجراءات غير مسبوقة في العالم لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد، الكثير من الهلع وسط مغاربة العالم في هذا البلد حيث أرغم حوالي 60 مليون ايطالي على البقاء في منازلهم. وبات الإيطاليون ملزمين بـتجنب التنقل باستثناء للتوجه إلى العمل أو التبضع أو لأسباب طبية. كما أن ساحة وكاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان ستبقيان مغلقتين حتى الثالث من أبريل.
“ألزم منزلي”، تلك هي النصيحة البسيطة التي أعطاها رئيس الحكومة جوزيبي كونتي الذي أصدر مرسوما عمم بموجبه إجراء الإغلاق الذي كان مفروضا بالأساس على ربع سكان إيطاليا في المناطق الشمالية، ليشمل كامل البلاد.
وتهافت الإيطاليون منذ مساء يوم الاثنين الماضي في روما ونابولي على “السوبرماركات” لشراء منتجات أساسية مثل المعجنات وورق المراحيض.
وتزداد إيطاليا عزلة بطلب النمسا من المسافرين القادمين من هذا البلد تقديم إفادة طبية، فيما أغلقت سلوفينيا حدودها معها، كما أوقفت إسبانيا وكذلك شركات بريتيش إيرويز، وإير فرانس، وراين إير وإير كندا الرحلات إلى المدن الإيطالية.
ترامب يبدي استعداده للخضوع لفحص كورونا
وأبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أول أمس الثلاثاء استعداده للخضوع لفحص كشف الإصابة بفيروس كورونا، لكنه شدد على أنه بصحة “جيدة جدا” وأن طبيبه لا يرى ما يستدعي هذا الإجراء.
وقال ترامب، بعد لقاء مع أعضاء جمهوريين في الكونغرس، “أشعر أني بصحة جيدة جدا”، مبديا استعداده للخضوع لفحص الإصابة بكورونا.
لكن الرئيس الأميركي قال إنه بحث هذا الأمر “مع طبيب البيت الأبيض الذي أبلغني بعدم وجود ما يدعو لإجراء الفحص، وعدم وجود أي عوارض”.
وقال ردا على أسئلة الصحافيين “إن ظهرت “أعراض” ستكونون أول من يعلم بها. وربما تبلغونني أنتم بذلك”.
ويخضع خمسة أعضاء في الكونغرس بينهم جمهوريان على الأقل تواصلوا من كثب مع ترامب في الأيام الأخيرة، لحجر صحي طوعي منذ الاثنين بعدما خالطوا مصابين بالفيروس بدون أن تظهر عليهم عوارض.
وأحد هذين الجمهوريين، عضو مجلس النواب مات غايتز، أعلن أول أمس الثلاثاء عبر تويتر ان نتيجة الفحص الذي خضع له كانت سلبية. لكنه أوضح انه سيكمل حتى النهاية فترة الحجر الصحي، حتى يومه الخميس. وكان غايتز سافر بداية الأسبوع الجاري في الطائرة الرئاسية بعدما تعرض لفيروس كورونا خلال مؤتمر في واشنطن نهاية فبراير.
ولم يوضح ترامب ماهية الإجراءات التي ينوي اتخاذها من أجل دعم الاقتصاد المهدد بتداعيات سلبية لتفشي الفيروس، لكنه أبدى تفاؤلا يناقض الحذر الشديد الذي تبديه السلطات الصحية في الولايات المتحدة.
وقال ترامب إن الفيروس “سيزول، علينا فقط التزام الهدوء”، مجددا إشادته بـ”عمل جيد جدا” يقوم به الفريق المكلف بملف مكافحة الفيروس برئاسة نائبه مايك بنس.
وفي الولايات المتحدة حيث ارتفع عدد الإصابات إلى ما يزيد عن 900 حالة بحسب حصيلة رسمية، تقرر فرض العزل على مدينة نيو روشيل بضاحية نيويورك.
وقال حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو إنه سيتم نشر عدد غير محدد من عناصر الحرس الوطني في “منطقة حجر صحي” تمتد على دائرة شعاعها 1.6 كلم داخل المدينة البالغ عدد سكانها 80 ألف نسمة، موضحا أنهم سيكلفون “تموين السكان وتنظيف المدارس”.
الرفع الجزئي للحجر الصحي بالصين
في المقابل، باشرت الصين تليين تدابيرها وأكد الرئيس شي جينبينغ أن الوباء بات “تحت السيطرة عمليا”.
وزار لأول مرة أول أمس الثلاثاء ووهان عاصمة محافظة هوباي، بؤرة وباء كوفيد-19، حيث أعلنت السلطات الرفع الجزئي للحجر الصحي المفروض على السكان.
وقبل يومين، لم تسجل سوى 24 إصابة جديدة في الصين، في تباطؤ كبير لانتشار الوباء بالمقارنة مع مئات الإصابات الجديدة التي كانت الصين تسجلها يوميا في فبراير.
وخارج الحدود الصينية، يواصل الوباء انتشاره ليصل إلى عتبة الوباء العالمي، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ويسجل تزايد كبير في عدد الضحايا في العديد من البلدان مثل إيران “أكثر من ثمانية آلاف إصابة وحوالى 300 وفاة” وإسبانيا “أكثر من 1600 إصابة و28 وفاة”، وتسجيل حالة وفاة أولى في لبنان وبنما.
ووصلت حصيلة الوباء بالإجمال إلى أكثر من 117 ألف إصابة في أكثر من مئة بلد ومنطقة، وبينها 36 ألف إصابة خارج الصين.
وينعكس الوباء على الحياة اليومية للناس، وأشارت اليونسكو إلى أن المدارس “أغلقت في 15 بلدا، بما يطال 363 مليون تلميذ وتلميذة.
وفي فرنسا، حيث تم تسجيل حوالى 1800 إصابة و33 وفاة، صرح الرئيس إيمانويل ماكرون “ما زلنا في بداية هذا الوباء”، مستبعدا اتخاذ إجراءات صارمة شبيهة بالتدابير في إيطاليا، من غير أن يستبعد تماما هذا الاحتمال.
وفي بريطانيا، أعلنت وزيرة منتدبة في وزارة الصحة تبلغ من العمر 62 عاما إصابتها بالفيروس.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أول أمس الثلاثاء، أنها ستستخدم “كل الأدوات المتاحة” لدعم الاقتصادات المتأثرة بالوباء، في ختام مؤتمر عبر دائرة الفيديو عقدته مع قادة الدول الأعضاء الـ27.
وأثر تفشي فيروس “كوفيد-19” سلبا على مختلف الأحداث الرياضية حول العالم، فدفع الى إلغاء بعضها أو إرجائه، أو إقامة أحداث أخرى خلف أبواب موصدة بوجه المشجعين، لاسيما مباريات كرة القدم في أوروبا.
الجزائر.. منع التجمعات
وأرغم “كورونا” الجزائر التي سجل بها 20 إصابة مؤكدة، على منع كل التجمعات للحؤول دون انتشار هذا الفيروس. وقال الوزير في مؤتمر في صحيفة الشعب الحكومية “لقد تلقينا تعليمات واضحة من رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” بوقف كل المعارض ومنع كل التجمعات ومنها الملاعب (…) الرئيس قال لا نريد أي مخاطرة، كل التجمعات الرياضية والثقافية والسياسية”. وتابع “الخطر كبير حتى بعشرين حالة”.
تونس تسجل سادس إصابة بالفيروس
وسجلت سادس حالة إصابة بفيروس “كورونا” المستجد في تونس، بعد صدور نتائج التحليل المخبري الذي شمل 44 حالة، مساء أول أمس الثلاثاء.
وقال مدير عام الصحة الأساسية شكري حمودة خلال لقاء إعلامي، إن نتائج 44 تحليلا مخبريا أجرتها وزارة الصحة حول فيروس “كورونا” المستجد، أثبتت وجود نتيجة إيجابية لحامل الفيروس وهو شقيق المصاب الثاني بالفيروس في بومرداس بولاية المهدية (شرق)، ليرتفع بذلك عدد حالات المصابين بالفيروس في تونس إلى 6 حالات.
وأوضح بن حمودة بأن المريض يوجد حاليا بمنزله في فترة عزل ذاتي وهو في صحة جيدة.
وتم إخضاع أكثر من 2000 شخصا للعزل الصحي في عدد من مناطق البلاد أغلبهم عادوا من إيطاليا البلد، الذي يعتبر من بين البلدان الأوروبية التي شهدت تسجيل أكبر عدد من الإصابات بفيروس “كورونا”، وقد أنهى 750 شخصا من بينهم مدة العزل وإثبات سلامتهم من العدوى.
وكانت تونس قد قررت إيقاف كل الرحلات البحرية بين تونس وإيطاليا، وتقديم العطلة الدراسية لتبدأ يوم الخميس 12 مارس الجاري في كل مستويات التعليم، وذلك ضمن الإجراءات الجديدة، للوقاية من انتشار فيروس كورونا.
وأعلن وزير الصحة التونسي، عبد اللطيف المكي، بداية الأسبوع الجاري، على إثر اجتماع مجلس الأمن القومي عن اتخاذ جملة من الإجراءات الجديدة، “توقيا من فيروس كورونا وذلك حرصا على صحة التونسيين وسلامتهم”.
> سعيد أيت اومزيد > محمد توفيق أمزيان