أقيمت مؤخرا بحدائق القصبة الأثرية بمدينة شفشاون، فعاليات الدورة الرباعة والثلاثين من المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث، الذي تنظمه جمعية أصدقاء المعتمد تحت شعار” الشاعر وسؤال الغد”.
وأبرز الكاتب العام لجمعية أصدقاء المعتمد، عبد الحق بن رحمون، في كلمة خلال افتتاح المهرجان الذي تميز بحضور عامل إقليم شفشاون، محمد علمي ودان، وشخصيات مدنية وعسكرية ومنتخبة، أن هذه الدورة تحتفي بالشعر والشعراء وتهيئ لعشاق الكلمة والأسرة المبدعة ومريديها فرصة الاستمتاع بالشعر ومحاورة آراء النقد وتكريم المبدعين والاعلاميين.
وقال إن جمعية أصدقاء المعتمد تتحمل “مسؤولية إرث مهرجان عريق، حرصت على استمراره على ما يزيد على ستين سنة، ونحن مستمرون في حمل مشعله الخفاق فوق ربوع شفشاون العالمة المبدعة، موضحا أن الأمر يتعلق بموعد استثنائي “تؤثثه القصيدة التي صمدت طيلة عقود شامخة، حيث تستضيف هذه الدورة شعراء من كل الأطياف والحساسيات والأجيال حفاظا على رونق الشعر وتنوعه ورسالته الإنسانية.”
وتميزت هذه الدورة بمشاركة أسماء وازنة في الحقل الشعري المغربي، حيث جرى تكريم وتسليم درع الإبداع إلى كل من الشاعرة أمينة المريني، والشاعر محمد علي الرباوي، والناقد الأدبي نجيب العوفي، والشاعر والاعلامي عبداللطيف بنحيى، إلى جانب تسجل التفاتة نبيلة إلى الشاعر الراحل محسن أخريف تكريما لروحه وعطائه المتميز في خدمة الثقافة المغربية.
وعرفت الجلسات الشعرية خلال اليوم الأول من المهرجان قراءة قصائد شعراء مرموقين من قبيل عبد الكريم الطبال ونورالدين الزويتني ولطيفة المسكيني ومراد القادري وسامح درويش وعبد الجواد الخنيفي وجمال أزراغيد وعبدالرحيم فوزي، حيث استمتع الجمهور بفضاء حدائق القصبة بالكلمة الراقية والنظم الموزون والمعاني الانسانية النبيلة المحمولة على أجنة التعابير المنفلتة من قريحة الشعراء.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال الشاعر محمد علي الرباوي إن التكريم الذي حظيت به هو عرفان لمسيرة نصف قرن من الإبداع الشعري الحالم بالحب والسلام، مضيفا أن هذا التكريم بمثابة “نفخ على رمادي، حيث اتقدت جمرة بداخلي، لأدرك من اشتعالها أني ما أزال على قيد الشعر.”
من جهتها، اعتبرت الشاعرة أمينة المريني أن تكريمها من طرف جمعية أصدقاء المعتمد “يعد تكريما للشعر الانساني واحتفاء بأجمل ما في الانسان، بمشاعره وقيمه العليا، في وقت تمر الانسانية بمرحلة خواء وذبول وضمور في القيم، لافتة إلى “أننا في حاجة الى العودة إلى أرقى ما في البشرية، عواطفها النبيلة وأخلاقها السامية”.
وأوضحت المريني أن تكريم الشعر أو أي فن راق هو “دعوة صريحة إلى تجاوز ما ران على قلوب البشر من فساد وعنف أدى بهم الى ممارسة العدوان والتدمير”، مضيفة أنه “حين يعلو صوت الشعر عاليا من فوق قمم شفشاون، فهي دعوة لإصلاح العالم عن طريق الفن الشعري الذي هو خزان لكل شيء جميل وبهي ونقي”.
من جهة أخرى، تميز حفل افتتاح المهرجان بفقرة موسيقية لنوبات الموسيقى الأندلسية، وإنشادات المديح والسماع الصوفي أدتها الفنانة المقتدرة هناء الطك، رافقها الفنان أنس بلهاشمي وأفراد من جوقه الأندلسي لأداء حصة من نوبة (غريبة الحسين) وصنائع من الطرب الغرناطي.
وتواصلت فعاليات المهرجان بالمركز الثقافي بحي “الهوتة”، بتنظيم ندوة نقدية أكاديمية حول “جغرافية الشعر المغربي المعاصر” بمشاركة النقاد عبد الله شريق وحسن مخافي وخالد بلقاسم، وهي الندوة التي أقيمت تحت إشراف وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة.
المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث بشفشاون في دورته الرابعة والثلاثين
الوسوم