كما كان مقررا، يتوجه المتعلمون والمتعلمات إلى فصولهم الدراسية، يومه الجمعة فاتح أكتوبر، حيث تنطلق الدراسة بشكل فعلي بالنسبة لجميع الأسلاك والمستويات. وأعلنت وزارة التربية الوطنية، أن عملية التدريس ستتم وفق نمط التعليم الحضوري، في جميع المؤسسات التعليمية والجامعية ومراكز التكوين المهني بالنسبة للقطاعين العمومي والخصوصي، وكذا مدارس البعثات الأجنبية، مع إتاحة إمكانية الاستفادة من التعليم “عن بعد” بالنسبة للمتعلمين “الذين ترغب أسرهم في ذلك”.
وجاء بلاغ الوزارة، الصادر يوم أمس الخميس، ليفند بعض الأخبار المتداولة خلال الأيام الأخيرة بشأن تأجيل جديد محتمل لانطلاق الموسم الدراسي. وأكدت الوزارة أن اختيار نمط التعليم الحضوري يأخذ بعين الاعتبار “السير الإيجابي” للحملة الوطنية للتلقيح بشكل عام وعملية تلقيح المتعلمين من الفئة العمرية 12-17 سنة والشباب من الفئة العمرية 18 سنة فما فوق على وجه الخصوص، فضلا عن تحسن الوضعية الوبائية في البلاد خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال البلاغ إن الوزارة عملت، بتنسيق مع وزارة الصحة، على تحيين البروتوكول الصحي الذي سيتم اعتماده بجميع المؤسسات التعليمية والجامعية ومراكز التكوين المهني العمومية والخصوصية ومدارس البعثات الأجنبية، وذلك لضمان دخول دراسي آمن لجميع المتعلمات والمتعلمين والأطر التربوية والإدارية، وحرصا على سلامتهم الصحية. وأشار إلى إمكانية الاطلاع على هذا البروتوكول الصحي عبر البوابات الرسمية للوزارة، مع التأكيد على ضرورة التزام الجميع بالتدابير الاحترازية المعمول بها للوقاية من وباء “كوفيد 19″، وخاصة ارتداء الكمامات وتفادي التصافح والحرص على النظافة الجسدية، إضافة إلى تهوية الفضاءات.
وحول عملية التلقيح، أكد ذات المصدر أنها ستظل مستمرة إلى ما بعد انطلاق الدراسة، على مستوى جميع مراكز التلقيح، وكذا من خلال الوحدات الطبية المتنقلة المخصصة لهذا الغرض سواء من أجل تلقي الجرعة الأولى أو الثانية. ودعت الوزارة، بالمناسبة، جميع المتعلمات والمتعلمين والأسر إلى مواصلة الانخراط بكثافة في هذه العملية.
وتفيد الأرقام أن حملة تلقيح المتمدرسين من فئة 12 إلى 17 سنة قد مكنت إلى حدود الآن من تلقيح قرابة مليوني تلميذ وتلميذة بالجرعة الأولى، وهو ما يمثل حوالي 60 بالمائة من الفئة المستهدفة البالغ عددها 3 ملايين. فيما يتطلب بلوغ هدف تلقيح كل هؤلاء التلاميذ بالجرعة الثانية فترة إضافية قد تستمر لبضعة أسابيع أخرى، وهو ما كان سيرهن الموسم الدراسي في حال اختيار التأجيل مجددا.
وعلى الرغم مما تؤكده الأرقام من تقدم في حملة تلقيح التلاميذ، إلا أن العديد من الأسئلة والتحديات مازالت تفرض نفسها على الأطر التربوية والأسر خصوصا، والتي سيكون عليها التعامل اليومي مع إكراهات ومتطلبات المرحلة. وفي الوقت الذي تعبأت فيه المؤسسات التربوية من أجل التواصل، بشكل يومي أحيانا، خلال الأسابيع الأخيرة، مع المتعلمين وأوليائهم، خصوصا المترددين منهم في أخذ اللقاح، للتأكيد على أهمية الاستفادة من اللقاح من أجل ضمان نجاح نمط التعليم الحضوري، سيكون مع ذلك على الجميع الاستمرار في عملية التدقيق في التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية، حيث تطرح أهمية تنظيم الفضاءات الدراسية وتقسيم الزمن المدرسي حسب نمطي التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، وكذلك حسب نسب التلاميذ الملقحين في كل قسم دراسي وكل مؤسسة.
كما سيكون على الأطر التربوية رفع تحدي تدارك التأخير الذي سببه تأجيل الموسم الدراسي الحالي، إضافة إلى تصحيح مشاكل النقص المتراكم على مدى سنتين من الاضطراب والتذبذب في العملية التربوية منذ بداية الجائحة، مما خلف استياء وتذمرا كبيرين سواء لدى المتعلمين والمتعلمات وأسرهم أو لدى الأطر التربوية التي تأمل أن يعرف الموسم الدراسي الجديد تنظيما أكثر إحكاما وأكثر مراعاة لظروف جميع الفئات المعنية.
< سميرة الشناوي