في اختراق جديد للدبلوماسية المغربية، أظهر حلف الشمال الأطلسي، “الناتو” على موقعه الرسمي، خريطة المغرب كاملة، غير منقوصة، في اعتراف صريح لأكبر حلف عسكري في العالم، بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه.
وجاء هذا الموقف الجديد لحلف الناتو، مباشرة بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، مما يؤكد توالي انتصارات الدبلوماسية المغربية، وفي الوقت ذاته، يشكل صفعة جديد لخصوم الوحدة الترابية للمملكة وفي مقدمتهم جنرالات الجزائر وصنيعتها البوليساريو، الذين ما فتئوا يقومون بمحاولات بائسة للتشويش على تلك الانتصارات والتقليل من أهميتها، في الوقت الذي تتسع فيه دائرة التأييد الدولي للخطوات التي قام بها المغرب خاصة منذ تطهيره لمعبر الكركرات من ميلشيات البوليساريو.
ويرى مراقبون أن اعتماد حلف الشمال الأطلسي، لخريطة المغرب كاملة بصحرائه، هو إشارة إلى أن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، لم يكن موقفا مزاجيا للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، بل هو موقف استراتيجي يندرج ضمن رؤية شاملة ومتكاملة للإدارة الأمريكية، لتثبيت الاعتراف بمغربية الصحراء، ولتوثيقه وتهيئ البيئة المادية المناسبة لتنزيل المقترح المغربي، المتمثل في الحكم الذاتي لحل هذا النزاع المفتعل، وليس فقط، موقفا خاضعا لمزاج ترامب أو بايدن، لأن مثل هذه القرارات التي تكتسي طابعا استراتيجيا، لا تخضع لمنطق التجاذبات السياسية بين الجمهوريين والديمقراطيين.

كما أن الموقف الأخير لحلف الناتو، والمتمثل في اعتماد الخريطة المغربية كاملة وغير مبتورة، هو تأكيد على المكانة التي تحظى بها المملكة المغربية كحليف قوي من خارج الدول المشكلة لهذا الحلف العسكري، وهو أيضا اعتراف بالدور المحوري الذي يلعبه المغرب في المنطقة، على المستويين الأمني والاقتصادي، وباعتباره البلد الأكثر استقرارا وأمنا في شمال وغرب إفريقيا.
واعتبر مراقبون الموقف الجديد لحلف الناتو، خطوة وصفوها بـ”الإيجابية” والتي من شأنها تعزيز تموقع المملكة المغربية على المستوى الإقليمي والجهوي، وتحمل رسائل صريحة وواضحة لخصوم الوحدة الترابية، على اعتبار أن هذا الإجراء الذي قام به حلف الشمال الأطلسي، يندرج ضمن تحالفات جيو-استراتيجية تجعل المغرب في قلب الحلف رغم أنه ليس عضوا فيه، وهو ما يجعله من المكونات الأساسية التي يعتمد عليها بالمنطقة الأطلسية.
يشار إلى أن حلف الناتو يتكون من 28 دولة: الولايات المتحدة، ألبانيا، بلجيكا، بلغاريا، كندا، كرواتيا، جمهورية التشيك، الدنمارك، إستوانيا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، هنغاريا، أيسلندا، إيطاليا، لاتفيا، ليتوانيا، لوكسمبورغ، هولندا، النرويج، بولندا، البرتغال، رومانيا، سلوفاكيا، سلوفينيا، إسبانيا، تركيا، المملكة المتحدة.

> محمد حجيوي