النادي المغربي للبيئة والتنمية يحيي يوم عمل البحر المتوسط 2021

نظم النادي المغربي للبيئة والتنمية بالتنمية مع مكتب معلومات البحر المتوسط للبيئة والثقافة والتنمية المستدامة بأثينا) (MIO-ECSDE، تظاهرة إشعاعية بيئية امتدت لعدة أسابيع وشملت عدة مدن مغربية، وهي تندرج في سياق إحياء عشرية الأمم المتحدة لعلوم البحار تحت شعار  “المحيط الذي نحتاج للمستقبل الذي نريد”.
واشتملت الاحتفالية على أنشطة متنوعة واستهدفت مختلف الفئات وركزت بشكل أساسي على التلاميذ والمدرسين والآباء والمنظمات غير الحكومية والإعلام، ومختلف الإدارات المعنية بالبيئة والتربية، لبث الوعي بأهمية البحر والمحيطات التي تغطي أكثر من 70 في المائة من مساحة الكرة الأرضية وتعد موردا اقتصاديا ومعيشيا مهما. ويوفر المحيط ما لا يقل عن 50 بالمائة من الأكسجين.
وتم تنظيم عدة ملتقيات بالمناسبة في سياق العقد الدولي “لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة 2021/2030″، الذي أطلقته الأمم المتحدة من أجل دق ناقوس الخطر بشأن تدهور المحيطات جراء التلوث الحاصل بفعل التدخل البشري. وبارتفاع منسوب البحار والمحيطات في إطار تأثير تغير المناخ فضلا عن تدهور التضاريس الساحلية. وتنتج عن هذه التأثيرات ظواهر متطرفة ومخاطر كارثية تجهز على توازن منظومة المحيطات والبيئة البحرية عموما.
ويأتي تنظيم النادي المغربي للبيئة والتنمية لهذه التظاهرة في إطار تخليد يوم العمل المتوسطي 2021، الذي ينظمه سنويا مكتب معلومات البحر المتوسط للبيئة والثقافة والتنمية المستدامة ((MIO-ECSDE. وهو اتحاد يضم ما يناهز 130 منظمة غير حكومية متوسطية نشطة بضفتي البحر الأبيض المتوسط، في مجالات البيئة، والحوار بين الثقافات والتنمية المستدامة.

وتساهم أنشطة النادي بالمناسبة في رفع منسوب الوعي بين أفراد المجتمع وخصوصا الناشئة والطلاب من خلال المعلومات والتعليم والتربية والتواصل، فضلا عن إيضاح مزايا نظام المحيطات والبيئة البحرية، ومختلف التحديات المتعددة مع التركيز على التلوث الناجم عن المواد البلاستيكية.
ومن بين الأنشطة التي تضمنها برنامج التظاهرة، تنظيم ندوة تثقيفية، يوم 3 دجنبر الجاري بدينة القنيطرة، حول موضوع “دور التعليم والاتصال في تنفيذ عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات: 2021-2030 وحماية البيئة البحرية”.
وذكر الدكتور محمد فتوحي، رئيس النادي المغربي للبيئة والتنمية، في كلمة بالمناسبة، بضرورة تكثيف الأنشطة التي تستهدف الرأي العام ومختلف الفعاليات، لأن المحيطات باتت تتعرض للزحف المستمر للبلاستيك، مشيرا إلى الدور الذي تلعبه هذه المنظومة في تنظيم المناخ وامتصاص ما يقرب من ثلث انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وأضاف أن المناطق الساحلية التي يقطنها 300 مليون شخص مهددة بارتفاع مستوى سطح البحر بسبب تغير المناخ. علما أن المحيطات تغطي أكثر من ثلثي كوكبنا الأزرق، وأن أكثر من 80٪ من محيطنا غير معروف تماما وغير مستكشف”. ومع ذلك، فإن حصة تمويل علوم حماية المحيطات منخفضة.
وقدمت التلميذة بمدرسة “مهد المعرفة”، آية الفاضيلي مداخلة حول ترسيخ الوعي البيئي لدى المتعلمين في الحفاظ على البحار والمحيطات.
وعالج للدكتور مصطفى بنرامل رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية بمدينة القنيطرة أهمية الوسط البحري ومختلف الرهانات وسبل المحافظة. كما تناول
الدكتور عبد العالي سللي أستاذ بكلية علوم التربية بالرباط وعضو النادي المغربي للبيئة والتنمية دور التربية والتواصل في ترسيخ قيم المحافظة على البحر والمحيط. وتخللت الملتقى مناقشة مستفيضة عالجت مختلف الإشكالات وناقشت عدة إكراهات. كما أوصت بإيجاد حلول مناسبة وواقعية. وتدارس المشاركون أهمية موضوع يوم العمل المتوسطي 21 وعقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات. وتناولوا بالتحليل التحديات الكبيرة وتأثيراتها الثقيلة والمتنوعة. وأبرزوا دور التعليم والعلوم كعنصر حاسم في الاستجابة لهذه التحديات. وأجمع المشاركون على أن مشاركة المدرسة وتوفير المعلومات تعد عاملا أساسيا للمساهمة في المحافظة على المنظومة البحرية كما أن الشراكة هي أداة حاسمة لتعزيز الثقافة والتعليم في الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة.
وعمل النادي المغربي للبيئة والتنمية على تنظيم عدة أنشطة أخرى موازية من قبيل عرض إنجازات إبداعية للتلاميذ حول حماية المحيطات والبيئة البحرية، بكل من سلا وأحفير، وكذا إنتاج مواد للتوعية بشأن عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات في خدمة التنمية المستدامة، فضلا عن زيارة استطلاعية وميدانية لمجموعة من التلاميذ بمدينة أحفير، أشرف عليها فرع النادي بجهة الشرق.
كما تم توزيع عدة الجوائز على أحسن إنجاز في مجال الرسم والخريطة الذهنية والمقال العلمي في إطار تنظيم مباراة حول الإنجاز الإبداعي من قبل التلاميذ في موضوع حماية المحيطات والبيئة البحرية، هذا وتم إصدار نشرة للتوعية بشأن عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات في خدمة التنمية المستدامة.

**********

3 أسئلة إلى: محمد فتوحي رئيس النادي المغربي للبيئة والتنمية

في إطار احتفالية النادي المغربي للبيئة والتنمية بيوم عمل البحر الأبيض المتوسط، كانت لنا دردشة قصيرة مع الدكتور محمد فتوحي رئيس النادي.

> ما هو سياق مختلف المبادرات التثقيفية التي يقدمها النادي المغربي للبيئة والتنمية في مجال المحافظة على النظم البحرية والمحيطات؟
< لاستعادة البيئة البحرية، نحتاج إلى ثورة معرفية في علوم المحيطات وإيصال المعلومة العلمية إلى مستعملي البحار ومرتاديه. وتسعى أهداف التنمية المستدامة إلى إدارة وحماية النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية على نحو مستدام من التلوث. وتبعا للهدف 14 من التنمية المستدامة. وتعيش ضفة المتوسط، شمالا وجنوبا، تحديات البيئة البحرية، ففضلا عن التدخل البشري وتسببه في تفاقم التلوث خاصة بالبلاستيك والاستغلال المفرط للموارد السمكية والنقل البحري والضغط من الأنشطة السياحية غير المستدامة، هناك تأثيرات أخرى تزيد من تفاقم الوضع بسبب تغير المناخ من قبيل ارتفاع مستوى سطح البحر وارتفاع درجة الحرارة والحموضة. لكن الخطر الجسيم مرتبط بأنماطنا في الإنتاج والاستهلاك. فهناك عواقب خطيرة على الصحة للتلوث الناجم عن البلاستيك لأنه يصل إلى أطباقنا.

لماذا ركزت أنشطة النادي خلال الاحتفال بيوم عمل البحر المتوسط هذه السنة على استهداف الناشئة وتلاميذ المؤسسات التعليمية؟
< المغرب نشط للغاية في تطوير استراتيجية البحر الأبيض المتوسط ​​للتعليم من أجل التنمية المستدامة، مما يستوجب إصلاح نظام التعليم لدمج التنمية المستدامة.
ونحن كمجتمع مدني، منخرطون في الاشتغال على التربية البيئية وفق أهداف أو إجراءات محددة تروم التوعية بأهمية الحفاظ على المنظومة البيئية البحرية. خصوصا وأن المغرب له واجهتان بحريتان على البحر الأبيض المتوسط ​​والمحيط الأطلسي، تمتد بطول أكثر من 3500 كيلومتر. ولهاتين الواجهتين أهمية اقتصادية واجتماعية وبيئية وثقافية بالغة الأهمية للمغرب. لكن بيئتنا البحرية والساحلية تعاني من العديد من المشاكل، والتي ترتبط بشكل رئيسي بالضغط البشري، والديناميات الحضرية، وتغير المناخ… كل ذلك يهدد توازن سواحلها وبيئتها البحرية.
> هل يكفي الفهم والمعرفة لمواجهة التحديات التي تحيط بالكوكب الأزرق؟
< كل يعمل من زاويته وبما يتوفر لديه من إمكانيات، فإطلاق عقد علوم المحيطات في خدمة التنمية المستدامة “2021-2030، من خلال المعرفة والفهم، الذي ننخرط في مراميه، يهدف إلى النهوض بعلوم المحيطات والاستخدام المستدام للمحيطات .ويطمح إلى حشد المجتمع العلمي وصناع القرار والمجتمع ككل من أجل إعادة المحيط إلى مساره الصحيح. يعيش معظمنا دون معرفة كيف تؤثر أفعالنا اليومية على صحة واستدامة المحيط وموارده العديدة التي نعتمد عليها. ولا يعرف معظمنا أيضا كيف تؤثر صحة المحيطات على حياتنا اليومية. هذا هو هدف مكافحة الأمية في المحيطات أي الوصول إلى فهم عميق لتأثير المحيط علينا وتأثيرنا على المحيط. ومن أجل مواجهة تحديات الحفاظ على نظام المحيطات والبيئة البحرية، فإن التوعية ومشاركة جميع المعنيين، بما في ذلك الأطفال والشباب، في عملية الحفاظ على البحر والمحيطات، له أهمية خاصة.

 محمد التفراوتي

Related posts

Top