النظام الغذائي الغني بالفاكهة والخضروات يحسن الصحة العقلية للأطفال

ربطت دراسة حديثة بين تناول الفاكهة والخضراوات باستمرار وتحسن الصحة العقلية للأطفال، مقارنة بأولئك الذين يأكلون هذه الأصناف بشكل أقل.
ولاحظ مؤلفو الدراسة أن التغذية لها تأثير مهم على الصحة طوال مسار الحياة، وتشارك بشكل معقد في التطور والأداء الطبيعي للجسم، وبالتالي لديها القدرة على التأثير على كل من الصحة البدنية والرفاهية العقلية.
هذه ليست الدراسة الأولى التي تجرى في هذا الإطار، لكن البحث يظل مستمرا عندما يتعلق الأمر بفهم العوامل التي تؤثر على الصحة العقلية والرفاهية.
وتعد العلاقة بين التغذية والصحة العقلية مجال اهتمام كبير، لا سيما فيما يتعلق بكيفية ارتباطها بالصحة العقلية للأطفال.
الصحة العقلية تعني مدى صحة عقلك وأفكارك، وعندما يتعلق الأمر بالأطفال فإنه يضاف إليها تعلم المهارات الاجتماعية الصحية وكيفية التعامل عند وجود مشاكل والطريقة التي يفكرون ويشعرون بها.
ويتمتع الأطفال الأصحاء عقليا بنوعية حياة إيجابية، ويمكنهم العمل بشكل جيد في المنزل والمدرسة وفي مجتمعاتهم.

الدراسة الجديدة ونتائجها

البحث الأخير عبارة عن دراسة مقطعية نشرت في مجلة (Prevention & Health)، وفحصت العلاقة بين استهلاك الأطفال للفواكه والخضروات واختيار وجباتهم بشكل عام في مقابل رفاهيتهم العقلية.
وخلصت الدراسة إلى أن الأطفال الذين يتناولون المزيد من الفاكهة والخضروات يكونون أكثر عرضة للإحساس بالصحة العقلية أكثر من أولئك الذين يأكلون أقل.
جمع الباحثون البيانات من أكثر من 50 مدرسة في بريطانيا، بما في ذلك الابتدائية والثانوية وكليات التعليم الإضافي.
في المملكة المتحدة، تتراوح أعمار أطفال المدارس الابتدائية بين 5-11 عامًا، والمدارس الثانوية في سن 11-16 عامًا.
استنادا إلى هذا النظام، سيكون الأطفال الأكبر سنا المدرجون في الدراسة معادلين لكبار السن في المدارس الثانوية بالولايات المتحدة. وكان أصغر الأطفال الذين شملهم التحليل يبلغون من العمر 8 سنوات.
جاءت هذه البيانات من مسح “نورفولك لصحة ورفاهية الأطفال والشباب” لعام 2017، وشارك نحو 10853 طفلا في هذا الاستطلاع.
بالنسبة لطلاب المدارس الثانوية، استخدم الباحثون تقييما يسمى مقياس “وارويك-إدنبرة” للصحة العقلية، لكن مع طلاب الابتدائية استخدموا تقييمًا يسمى مقياس رفاهية الأطفال “ستيرلنغ”.
يستخدم كلا التقييمين نظاما معينا، حيث تشير الدرجة الأعلى إلى مستوى أعلى من الرفاهية.
المسح تمحور حول تناول الأطفال للفواكه والخضراوات وأنواع وجبات الإفطار والغداء التي يتناولونها.
كما جمع العلماء بيانات حول المتغيرات المشتركة الأخرى، مثل: التغذية والصحة بما في ذلك الأمراض طويلة الأمد وحالة الإعاقة، والوضع المعيشي والتجارب السلبية بما في ذلك مشاكل مثل الشعور بالأمان.
وعلقت سلطت البروفيسورة أيلسا ويلش، مؤلفة الدراسة المشاركة قائلة: “في فصل مكون من 30 تلميذًا بالمدرسة الثانوية، 25% فقط يأكلون الفواكه والخضروات يوميا، ومن المحتمل أن يؤثر سوء التغذية على الأداء الأكاديمي في المدرسة وكذلك على النمو والتنمية”.
وأضافت: “كانت درجات الصحة العقلية المنخفضة لأولئك الذين لم يتناولوا وجبة الإفطار، وأولئك الذين لم يتناولوا الغداء بنفس مستوى أولئك الذين شهدوا جدالا منتظما أو عنفا في المنزل بشكل منتظم”.

الرفاهية العقلية عند الأطفال

وجدت الدراسة أن المستويات الأعلى من استهلاك الفاكهة والخضراوات ارتبطت بارتفاع درجات الصحة العقلية بين أطفال المدارس الثانوية.
ووجدت أيضا أنه في أطفال المدارس الثانوية، كان تناول مشروب الطاقة فقط بدلا من الإفطار مرتبطًا بانخفاض درجات الصحة العقلية مقارنة بعدم تناول وجبة الإفطار على الإطلاق.
بالنسبة لأطفال المدارس الابتدائية والثانوية، وجد العلماء أن درجات الصحة العقلية كانت أعلى بالنسبة لأولئك الذين تناولوا وجبة الإفطار أو الغداء مقارنة بالأطفال الذين لم يتناولوا هذه الوجبات.
ونقل موقع (medicalnewstoday)عن أخصائي علم النفس ومستشار الرفاهية لي تشامبرز، حديثه عن تأثير الصحة العقلية للأطفال على نواحي حياتهم المختلفة وأهميتها.
وقال “لي”: “تلعب الرفاهية العقلية عند الأطفال دورا حيويا، وتتأثر بمجموعة متنوعة من العوامل، التي بدورها تؤثر على مجموعة من النتائج، من التعليم إلى الصحة ومن الصداقات إلى اتخاذ القرار”.
وأضاف: “الرفاهية العقلية عند الأطفال منصة لتطوير المرونة والتعامل مع الضغوطات، وأن يصبحوا بالغين مستقلين وأصحاء. كما أنه محوري في قدرتهم على أن يكونوا آمنين ومن أجل علاقات صحية”.
“في عالم ديناميكي، توفر الرفاهية العقلية الأسس للأطفال للبناء عليها والاستكشاف والتعلم واللعب والاستمتاع والتغلب على التحديات والمحن التي تأتي مع كون المرء إنسانا”، وفقا للأخصائي.

Related posts

Top