النمرود وجنون العظمة.. أضواء المسرح تنير رسائل فلسفية

انطلقت العروض المسرحية بعرض مميز لفرقة مسرحية من إحدى الجامعات المغربية، تميز العرض بقدرته على استخدام تقنيات مسرحية حديثة لاستكشاف قضايا اجتماعية حادة بطريقة مبتكرة ومؤثرة.
تمكن فريق مسرحية “نمرود وجنون العظمة” من إيصال رسالته بشكل فني متقن، حيث استخدم الإضاءة والموسيقى والأداء الحيوي لإبراز تعقيدات الشخصيات وصراعاتها الداخلية، جمع العرض بين الفكرة الرئيسية للقصة والتعبير الجسدي، مما أثار إعجاب الجمهور وأثر بشكل إيجابي في حوار المهرجان حول الفن والإبداع.
يعكس هذا العرض التزام المهرجان بتقديم تجارب فنية متميزة تعزز الفهم والتفاعل الثقافي بين الثقافات المختلفة، ويبرز دور المسرح كوسيلة فعالة لاستكشاف القضايا الإنسانية بشكل عميق وملهم.
في قلب الدورة 36 من مهرجان المسرح الجامعي الدولي بالدار البيضاء، تألقت قصة “نمرود وجنون العظمة” كنافذة ثقافية وفنية تجمع بين الأسطورة والواقع. حملت هذه القصة التقليدية التي تناولتها الحضارات القديمة، رسائل فلسفية عميقة عبر العروض المسرحية المتنوعة والنقاشات الفكرية التي عقبتها..
تم اختيار قصة “نمرود وجنون العظمة” بناءً على قدرتها على استكشاف التناقضات الإنسانية بين الطموح والتواضع، وبين السعي وراء السلطة والاستعداء، مما جعلها موضوعًا ملائمًا لشعار المميز للمهرجان هذا العام، “المسرح والجنون”.
مع وجود مجموعة متنوعة من الفرق المسرحية الجامعية من مختلف أنحاء العالم، تفاعل الحضور مع “قصة نمرود” بأساليب فنية مبتكرة ونقاشات مسرحية غنية بالعواطف والرموز. حيث استطاع العرض المسرحي تحدي الجمهور للتفكير في ديناميكيات القوة والفشل، وكيفية تأثير الغرور والتكبر على مصائر الأفراد والمجتمعات.
وهكذا جسدت قصة “نمرود وجنون العظمة” بجميع تفاصيلها الفلسفية والفنية أهمية الفن كوسيلة لاستكشاف التحديات الإنسانية العميقة. كما تركت القصة بصمة عميقة في قلوب الحضور، مما أثر بشكل إيجابي على الحوار الثقافي والفكري في المجتمع المحلي والعالمي.
بهذا، أكدت دورة المهرجان الـ36 على مكانة المسرح كوسيلة للتعبير عن الجنون الإبداعي والتأمل في تعقيدات الإنسانية، مما جعلها تجربة استثنائية للجمهور والمشاركين على حد سواء.

بقلم: بشرى جاب الخير

Top