الهاكا ترصد المواكبة الإعلامية للانتخابات

كشف التقرير النهائي للهيأة العليا للاتصال السمعي البصري (HACA)، أن 80 بالمائة من مجموع الإذاعات والقنوات التلفزية العمومية والخاصة المكونة للمشهد السمعي البصري الوطني، شاركت في مواكبة الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية العامة، التي جرت في الثامن من شتنبر من السنة الجارية 2021.
ورصد التقرير المتعلق برصد وتتبع المواكبة الإعلامية للانتخابات، أن القنوات التلفزية والإذاعات العمومية والخاصة التي ساهمت في التحفيز على المشاركة وتعبئة المواطن للانخراط في العملية الانتخابية، تمثلت في 5 قنوات تلفزية عمومية، 15 إذاعة عمومية، قناة تلفزية خاصة و12 إذاعة خاصة.
وبحسب التقرير ذاته، فقد بلغ مجموع البرامج ذات المحتوى الانتخابي 2238 برنامجا، منها 519 حلقة من المجلات الإخبارية والحوارية، و1719 نشرة إخبارية، بحيز زمني بلغ 458 ساعة، بالإضافة إلى الوصلات التحسيسية بأهمية المشاركة المواطنة في العملية الانتخابية والكبسولات التعريفية والتوضيحية لتنظيم الاقتراع وإجراء عملية التصويت، مشيرا إلى أن متوسط مدة بث مداخلات الشخصيات الحزبية، بلغ في اليوم الواحد خمس ساعات، مقابل ساعة واحدة تقريبا خلال الفترة العادية أي خارج الانتخابات.
وبخصوص التكامل بين الإعلام العمومي والخاص في المواكبة الإعلامية للانتخابات، فقد حقق الإسهام الملحوظ للقطاع الخاص في الإخبار بمستجدات المسلسل الانتخابي وتنشيط النقاش السياسي والانتخابي، نوعا من التكامل مع العرض العمومي، خاصة مع انطلاق بث برامج فترة الحملة الرسمية، وفق ما أورده تقرير الهيأة العليا، الذي أشار إلى أن الإذاعات والقنوات التلفزية العمومية، بادرت إلى تنشيط الفترة الانتخابية منذ بدايتها يوم فاتح غشت، وذلك بتقديم برمجة مكثفة تعنى باستحقاقات 08 شتنبر بلغت 296 ساعة، فيما بلغ الإسهام الزمني للقطاع الخاص 162 ساعة، أي ما يعادل أربع ساعات وربع كمتوسط بث يومي. كما قدمت الخدمات الخاصة 45 بالمائة من الـ 190 ساعة المخصصة للأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات.
وسجل الرصد الذي أنجزته الهيأة العليا استفادة كل الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات من الولوج إلى برامج الفترة الانتخابية، لكن بشكل متفاوت، لا سيما بين أحزاب المجموعتين الثانية والثالثة، أي الأحزاب الممثلة بالبرلمان والتي لا تتوفر على فريق خاص بها، والأحزاب السياسية غير الممثلة في البرلمان، وعزى التقرير هذا التفاوت، وفق ما توصلت به الهيأة العليا من إفادات إذاعات وقنوات تلفزية، إلى أسباب مرتبطة بالأحزاب نفسها، كصعوبة التواصل مع بعضها، أو اعتذارها المتأخر عن المشاركة في البرامج، أو تعذر انتداب ممثلين عنها مُتحدثين باللُّغة الأمازيغيّة.
وكشف هذا التقرير المنشور على الموقع الإلكتروني للهيأة العليا، أن التمثيل الإعلامي للنساء لم يتجاوز 19 في المائة من مجموع الشخصيات العمومية الـ 1012 (حزبية، أكاديمية، مهنية ومدنية) التي تناولت الكلمة في البرامج الإذاعية والتلفزية ذات الصلة بالانتخابات، مشيرا إلى أن هذه النسبة تتشكل من 112 شخصية نسائية حزبية و86 شخصية نسائية من خارج الأحزاب السياسية، نصفهن يمثل المجتمع المدني.
من جانب آخر، أفاد التقرير أن مدة مداخلات الشخصيات النسائية المنتمية للأحزاب السياسية مثلت 19 في المائة من مجموع مدد مداخلات الشخصيات الحزبية، وبلغت هذه النسبة 22 في المائة في الخدمات العمومية مقابل 16 في المائة في الخدمات الخاصة، وتجاوز مجموع مدد مداخلات الشخصية الرجالية الحزبية الأكثر تدخلا ضعف نظيرها لدى الشخصية النسائية الحزبية الأكثر تدخلا، فيما مثلت النساء 32 بالمائة من مجموع المتدخلين في برامج الحملة الانتخابية الرسمية.
ولاحظ تقرير الهيأة العليا أن نسبة حضور النساء في برامج الفترة الانتخابية، لا ترتبط بالاختيارات التحريرية للإذاعات والقنوات التلفزية فحسب، بل ترتبط أيضا بوضعيات حزبية تتعلق بموقع النساء داخل الأحزاب السياسية ومستويات توليهن مهام التحدث باسمها، مما من شأنه أن يخفض أو يرفع من فُرصهنَّ في التعبير وتمثيل أحزابهن في البرامج الإذاعية والتلفزية.
وبحسب التقرير فإن 369 مضمونا إذاعيا وتلفزيا ذا محتوى انتخابي أُعطِيت فيه الكلمة للشباب، أي بنسبة حضور تُمَثِّل 20 بالمائة من مجموع المضامين التي شارك فيها متدخلون، كما لم تقتصر مشاركتهم على تناول قضايا شبابية محضة، بل تطرقت أيضا للرهانات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية للمسلسل الانتخابي، مشيرا إلى أن نصف برامج الحملة الانتخابية الرسمية تضمنت مداخلات لوجوه حزبية شابة.
وسجل تقرير الهيأة العليا المجهود المبذول من طرف الإعلام العمومي، لاسيما قناة الأولى، في توفير لغة الإشارة للأشخاص الصم وضعاف السمع ضمانا لحقهم في الإعلام وتيسيرا لاطلاعهم على مستجدات الاستحقاقات الانتخابية، حيث استعملت لغة الإشارة في 174 محتوى انتخابيا، جلها كانت على مستوى النشرات الإخبارية للقناة الأولى. كما تم تسجيل استعمال حزب وحيد للغة الإشارة المصاحبة لمداخلته المتلفزة في إطار برامج الحملة الانتخابية الرسمية.

< محمد حجيوي

Related posts

Top