انتخاب الناشط الحقوقي حسن الإدريسي رئيسا جديدا للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان

تم انتخاب الناشط الحقوقي  حسن الإدريسي، رئيسا جديدا للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، صباح الأحد الماضي، خلفا  للرئيس المنتهية ولايته الثانية بوبكر لاركو، وذلك في ختام  أشغال المؤتمر الحادي عشر للمنظمة، الذي انعقد على مدى أيام” 27،28 و29 ماي الجاري بالمكتبة الوطنية بالرباط، تحت شعار” من أجل حماية وضمانات فعلية التمتع بحقوق الإنسان في ظل الأزمات”، كما تم انتخاب أعضاء وعضوات المجلس الوطني البالغ عددهم 51 عضوا.

وكانت أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، قد تميزت بنداء أطلقته المنظمة، دعت فيه إلى إطلاق كافة المعتقلين ومراجعة السياسة الجنائية وتحيينها والنظر فيها بشكل شمولي وإعادة النظر جذريا في السياسة العقابية المغربية في ظل التطورات التي عرفها المجتمع المغربي.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الرئيس لاركو خلال افتتاح هذا المؤتمر الحادي عشر للمنظمة يوم الجمعة الماضي بالرباط،  حيث أكد أمام وزير العدل الذي حضر فعاليات هذا الافتتاح، “على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار القواعد الدولية في التجريم والعقاب وضمانات المحاكمة العادلة، مشيرا أن المشرع المغربي مطالب بتتبع هذا التغيير والتطور الحاصل في المجتمع، خاصة بعد جائحة كورونا”.

وذكر لاركو في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، أن المنظمة سبق وأكدت على اتخاذ مجموعة من الإجراءات الواجب اتخاذها في ظل الجائحة لحماية الحقوق وضمان حريات الأفراد، وهي الإجراءات التي سبق للمنظمة، أن ضمنتها  في تقرير شامل أصدرته في هذا الإطار، نبهت فيه إلى ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية للوقاية من أي انتهاك أو اختلال يمس بحقوق الإنسان ومداخل لكيفية التعايش مع الأزمة الصحية التي عاشها المغرب ضمن باقي بلدان المعمور.

وأفاد أن المنظمة في تقريرها السالف الذكر وقفت على الخصاص الذي كانت تعاني منه البلاد في مجالات الصحة والتعليم والشغل والتغطية الصحية، معبرا عن الأمل في أن يعتمد النموذج التنموي الجديد مقاربة حقوقية لسد الخصاص الذي يعاني منه الأفراد في المجالات  السالف ذكرها”.

وحرص بوبكر لاركو في كلمته، على تجديد التأكيد على المقاربة التي تتبناها المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ، ممثلة في مقاربة المجتمع المتضامن والحداثي  مع التركيز على الحق في التنمية والعمل على ملاءمة كل التشريعات الوطنية مع الاتفاقيات الدولية خاصة في مجال التنمية، داعيا فيما يخص حقوق النساء، إلى  التفاعل السريع مع عريضة ” المناصفة دبا”.

وفي جانب آخر، أكد لاركو على المذكرة التي سبق أن رفعتها المنظمة لرئيس الحكومة، معلنا على التفاعل الإيجابي الذي حظيت به هذه المذكرة، حيث  جاءت بعض عناصرها في البرنامج الحكومي، مشيرا بشأن الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، إلى ضرورة مراجعة الضريبة على شركات المحروقات في ظل الأزمة العالمية وترسيخ النهج الإنساني في معاملة طالبي اللجوء عبر تبني قانون الهجرة واللجوء لضمان حقوقهم.

ولم يفت أن يشدد على ضرورة التسريع بإخراج لجنة تقصي الحقائق حول الطرد التعسفي للمغاربة من الجزائر والعمل على إنهاء معاناتهم، وكمنظمة شاركت في فعاليات الحوار التفاعلي أثناء الاستعراض الدوري الشامل، حينما يتعلق الأمر بالمغرب، والتي يعقدها المجلس الأممي لحقوق الإنسان بجنيف،دعا لاركو إلى تعزيز المكتسبات في مجال الحقوق والتصدي لكل التراجعات حول العالم خاصة حماية حقوق اللاجئين والمهاجرين في ظل الحرب الروسية الأوكرانية

كما أدان لاركو باسم المنظمة الجرائم الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني، خاصة اغتيال الصحافية شيرين أبو عقلة، مجددا رفع مطلب  بضرورة فتح محكمة العدل الدولية لتحقيق شامل ومحاكمة مقترفي هذه الجريمة.

هذا وشهت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تكريم عدد من الحقوقيين والمناضلين المدافعين عن حقوق الإنسان والحريات، بعضهم من المعتقلين السياسيين السابقين، تقديرا لتضحياتهم  ونضالهم على مسار الدفاع عن حقوق الإنسان، ومن بين المناضلين الذين حظوا بهذا التكريم، والذين بصموا مواقع النضال، الحقوقي ادريس محند، وإسماعيل عبد المومني وغيرهم …

وشهدت فعاليات الجلسة الأولى للمؤتمر المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي  بالإجماع بعد مناقشتهما ، وقد تمت خلال هذه الجلسة تقديم حصيلة أربع سنوات من العمل الحقوقي الذي قامت به المنظمة من حيث حصيلة المنجز سواء ما تعلق بالمذكرات والعرائض والمراسلات والمناشدات، والندوات والأيام الدراسية في اتجاه المساهمة في النهوض والارتقاء بمسار حقوق الإنسان، والتحديات التي واجهتها ، خاصة خلال فترة تفشي جائحة كورونا، الأمر الذي عقد مسألة الدور الترافعي وحال دون تحقيق العديد من طموحات المنظمة على درب الدفاع والنهوض بحقوق الإنسان.

تجدر الإشارة، إلى أن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تميزت بحضور،  إلى جانب وزير العدل، كل من رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان وعدد من الفعاليات ممثلي المنظمات الحقوقية وهيئات المجتمع المدني وعدد من الوجوه السياسية.

 فنن العفاني

تصوير: رضوان موسى

Related posts

Top