حقق المنتخب الأولمبي المغربي لكرة القدم، في نصف النهاية لكأس الأمم الإفريقية لأقل من 23 سنة، انتصارا صعبا على حساب منتخب مالي، وعن طريق الضربات الترجيحية الفاصلة، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي، بنتيجة التعادل (2-2).
انتصار مكن من تحقيق الأهم، في انتظار ما هو مهم، التأهل لدورة باريس الأولمبية صيف السنة القادمة، والعبور نحو نهائي “الكان”، في مواجهة “فراعنة” مصر الذين تمكنوا من تجاوز منتخب غينيا بهدف لصفر.
بمركب الرباط، كانت معركة كروية حقيقية، بين منتخبي المغرب ومالي، جاءت أطوارها شرسة، ومجريات صعبة، مثيرة للغاية، متشنجة ومنهكة، لم تحسم إلا عن طريق الضربات الفاصلة…
كانت العارضة رحيمة بالعناصر الوطنية، بعد أن صدت ضربتين ترجيحيتين، منحتا التأهيل لـ “أشبال الأطلس” على حساب منتخب مالي، العنيد والقوي، بصلابة وحضور بدني، لا علاقة لهما بما يعرف عن هذا السن، إلى درجة يمكن أن تحوم معها شكوك، حول مدى صحة أعمار بعض اللاعبين…
أظهرت مجريات الـ120 وما فوق، أن المنتخب المغربي الذي أبهر الجميع خلال دور المجموعات، لم يقو على مجاراة لاعبي مالي، إذ اكتفى بتقديم جولة أولى متوسطة المستوى، ليتراجع أداؤه في باقي الأطوار وبطريقة جد مخيفة…
كانت النخبة المغربية سباقة للتسجيل خلال الربع ساعة الأولى، بعد جملة تكتيكية جميلة، بواسطة كل من بلال الخنوس وإسماعيل الصيباري، أنهاها زكرياء الوحيدي، بتوقيع الهدف الأول، وهى النتيجة التي انتهت بها الجولة الأولى…
لكن بباقي الأطوار المواجهة، شغل لاعبو منتخب مالي قوتهم الدافعة، حضور جسماني هائل، لياقة بدنية تحسم كل النزالات، سواء الجماعية أو الثنائية، سيطرة ميدانية، إلى درجة أن فعاليات أصدقاء العميد عبد الصمد الزلزولي، اختفت فجأة عن الأنظار، وبشكل غريب…
لم يقو الخنوس على إتمام أطوار المواجهة، وغادر منهك القوى، كما اضطر الصيباري لترك مكانه بسبب إصابة تعرض لها منذ الجولة الأولى، كما عانت باقي العناصر بشكل ملحوظ من الناحية البدنية، مما سمح للفريق الخصم بالرجوع في النتيجة، وتحقيق التعادل في مناسبتين، وتهديد مرمى بلعروش في أكثر من مناسبة…
لم يفتقد المنتخب المغربي في مواجهة مالي القدرة، على المواجهة البدنية والانتشار الجيد فقط، بل افتقد أيضا السيطرة على وسط الميدان، المعطى الميداني الذي ميزه خلال المباريات الأولى، كما أن القيمة الفردية للماليين، كانت بارزة بمختلف الخطوط…
وأمام كل الفوارق التي رجحت منتخب مالي، افتقد المنتخب المغربي بشكل أساسي لقيادة متمكنة، قادرة على اتخاذ القرار المناسب، في الوقت والمكان المناسبين، إذ أظهر المدرب عصام الشرعي ومن معه، ارتباكا واضحا، وترددا غير مفهوم، وقراءة خاطئة في أغلب القرارات…
نحن الآن بالمرحلة الختامية لهذه الكأس الإفريقية التي أظهر خلالها الجانب المغربي كالعادة قدرة على التنظيم الجيد وحسن الاستقبال، وستكون المواجهة أمام منتخب مصري، يعرف كيف يحسم النتائج لصالحه، حتى أمام أقوى التشكيلات، كما كان الشأن ضد كل من مالي بدور المجموعات، وغينيا في نصف النهاية…
موعدنا السبت القادم بالرباط، والأكيد أن الجمهور المغربي سيكون كما عاهدناه، حاضرا بقوة لمساندة ودعم أسود المستقبل، من أجل إحراز لقب قاري غير مسبوق…
>محمد الروحلي