بنعبدالله: مخطط وعد بلفور الرامي إلى تقسيم المنطقة العربية سيستمر إلى حدود اليوم مستهدفا تقزيم الدول العربية

بعيدا عن أجواء السياسة الداخلية وملف التعديل الحكومي، تطرق نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إلى موضوع وثيقة بلفور، وقال إنها “أكبر من وعد، لأنها شكلت مؤامرة وقعت في الثاني من شهر نونبر سنة 1919″، مستدلا على ذلك بكون هذا التاريخ “تلاه صك الانتداب البريطاني على فلسطين الذي تم سنة 1921”.
وأكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، خلال لقاء تواصلي نظم بمراكش، أول أمس السبت، من طرف الفرع المحلي لحزب التقدم والاشتراكية بمقاطعة جليز، وبشراكة مع باقي الفروع المحلية بكل من مقاطعة سيدي يوسف بن علي والمنارة، وجماعة السعادة، وأكفاي، وأيت أيمور، والسويهلة، وسيد الزوين، تخليدا للذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، أن وعد بلفور جاء في سياق اتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية.
وأوضح نبيل بنعبدالله أن “الغاية من وعد بلفور هي تقسيم المنطقة العربية. وهذا المخطط سيستمر إلى حدود اليوم”، مستشهدا بما يجري في كل من سوريا، واليمن، والعراق، وليبيا، وغيرها، “قصد تقزيم الدول العربية، والحيلولة دونها ودون بناء دول ديمقراطية، ينعم فيها الشعب العربي بالحرية والكرامة، فوق أرض عربية حرة”، وفق تعبيره.
وأكد بنعبد الله أن “الهدف من تمزيق المجال الجيوسياسي العربي هو إخراج الشعب الفلسطيني من التاريخ والجغرافيا”، مضيفا أن “هذا الاستنتاج تثبته تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، متطرفين كانوا أو معتدلين، والتي تؤكد إصرارهم على أن الأرض كلها لهم، باعتبارها ملكا لأجدادهم”.
وذكر نبيل بنعبد الله بالسياق التاريخي الذي جاء فيه وعد بلفور، مشيرا إلى أن الدول الإمبريالية الصهيونية استغلت ضعف “الرجل المريض” حينئذ، أي تركيا التي كانت عبارة عن إمبراطورية تشرف على تدبير عدة دول عربية، من الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا، مستنكرا تصريح رئيسة الوزراء البريطاني، تيرزا ماي، التي اعتبرت وعد بلفور فخرا للبريطانيين.
ووجه نبيل بنعبد الله خطابه إلى الشباب الحاضر خلال اللقاء قائلا إن “القضية الفلسطينية كانت هما والتزاما حين كنا نتعلم العمل السياسي”، مشددا على أن “النضال مستمر من أجل إقرار الحقوق المشروعة، المرتبطة بالعدالة الاجتماعية، لأننا معنيون في المغرب كما في العالم العربي ببناء نموذج ديمقراطي واقتصادي”.
وشدد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على “ضرورة التمييز بين الإرهاب والحق المشروع الذي يمارسه الشعب الفلسطيني، لأنه مرتبط بقضية وطينة تسعى إلى تحرير الوطن والإنسان، كما هو شأن المغرب بخصوص مدينة سبتة ومليلية، واسترجاع أراضيه بالمنطقة الصحراوية”، مؤكدا أن “نضالات الفلسطينيين لا علاقة لها بالإرهاب، لأنهم يدافعون عن أرضهم وحقوقهم”.
ورحب نبيل بنعبدالله بالمصالحة التي وقعت أخيرا بين حركة حماس وفتح من أجل تجاوز الانشقاق الداخلي وبناء سلطة وطنية واحدة، مطالبا الأمم المتحدة بالضغط على الكيان الصهيوني لوقف تنكيله وتضييقه على الشعب الفلسطيني، وتطبيق جميع القرارات الصادرة عن الجمعية العمومية في حق دولة إسرائيل.
يذكر أن اللقاء عرف حضور كل من سيون أسيدون، الناشط المغربي المعروف بمناهضة التطبيع مع إسرائيل، وففيان كوهين، عضو الاتحاد الفرنسي اليهودي ضد الصهيونية، وأعضاء من ديوان حزب التقدم والاشتراكية، وعدد من ممثلي بعض الأحزاب اليسارية

مراكش: إبراهيم مغراوي

Related posts

Top