أكد محمد نبيل بنعبد الله أن الحكومة التي يشارك فيها فيها حزب التقدم والاشتراكية إلى جانب العدالة والتنمية وفرقاء سياسيين آخرين، استطاعت أن تواصل مسارها وأن تكمل مدتها رغم العديد من الضغوطات والمطبات التي حاولت عرقلتها في أكثر من مناسبة.
وشدد نبيل بنعبد الله الذي كان يرد على أسئلة شباب مغربي، في برنامج موعد مع الانتخابات الذي بثته القناة الثانية، مساء أول أمس الثلاثاء، على أن الساحة السياسة والعمل الحكومي يحتاجان اليوم إلى قوى سياسية مستقلة بقرارها وذات نبرة ديمقراطية وقادرة على المضي قدما في تأويل ديمقراطي لروح الدستور.
واعتبر بنعبد الله محطة الانتخابات التشريعية القادمة فرصة للشباب وللمواطنات والمواطنين من أجل التمييز بين المرشحات والمرشحين واختيار الحاملين لشعار “المعقول” والمتميزين بالقيم والثوابت والأخلاق والمبادئ التي تجعلهم يضعون المصلحة العليا للوطن والمواطنين فوق المصالح الخاصة.
في هذا الإطار، وردا على سؤال حول التحالفات القادمة، أوضح نبيل بنعبد الله أن تحالف حزب التقدم والاشتراكية مع العدالة والتنمية محتمل جدا بالنظر إلى ما شهدته التجربة الحكومية الحالية من ممارسات، مشيرا إلى أن الأحزاب التي تحترم نفسها تعلن عن تحالفاتها قبل الانتخابات.
وبعد أن استبعد بنعبد الله التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة خلال الانتخابات القادمة، واعتبر ذلك ممكنا فقط في الحالات الطارئة التي تقتضي تقديم مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، دعا المواطنات والمواطنين إلى الاحتكام إلى عقولهم حين استعراضهم لحصيلة الحكومة التي تحالف فيها حزب التقدم والاشتراكية مع حزب العدالة والتنمية والتي ظل حزب الكتاب خلالها مدافعا عن الحريات، مخلصا لهويته، ومتشبثا بالدوافع والأسباب التي جعلته يتحالف مع حزب المصباح والتي ظلت مرتبطة أشد الارتباط بظرفية صعبة كان لزاما خوض المعركة من داخل الحكومة لتحصين البلاد من تبعاتها.
وأوضح بنعبد الله أن هوية الحزب تتجلى بالملموس وتتبين من خلال الممارسة وفي كثير من القضايا سواء في القوانين المرتبطة بالقانون الجنائي أو في القوانين المرتبطة بهيئات المناصفة، أو في اتجاه الدفع بعدم استثنائية القوانين وفي العرائض وغيرها، مشيرا في هذا السياق إلى أن حزب التقدم والاشتراكية لم يجد مقاومة من قبل أوساط حزب العدالة والتنمية، بل وجد مقاومة من أوساط حذرت من الذهاب بعيدا في مجال الحريات وفي مجال ترسيخ الديمقراطية، والتي تروج بأنه يجب التدرج في منح الحريات.
وشدد زعيم حزب الكتاب على أن حزب التقدم والاشتراكية كان ولا يزال يناضل ويكافح من مواقع مختلفة من أجل تكريس الحريات الفردية، مؤكدا أنه لا شيء أمثل وأقوى من بلوغ الدولة الديمقراطية ودولة المؤسسات التي يعيش كل مواطن ومواطنة، في ظلها، حياة حرة مستفيدا من جميع الحقوق والحريات.
وردا على أسئلة الشباب، خلال البرنامج الحكومي، والمتعلقة بحصيلة خمس سنوات من عمر الحكومة التي يقودها عبد الإله بنكيران، شدد بنعبد الله على التوضيح بأن حصيلة الحكومة هي حصيلة جميع الأحزاب المشاركة فيها، ورصيدها كل لا يتجزأ، وليس وقفا على حزب مشارك في الحكومة دون غيره من المشاركين، معتبرا أن التزام حزب الكتاب مع الأغلبية تميز بالجرأة، رغم محاولات إجهاض التجربة الحكومية التي حققت العديد من المكاسب وواجهتها عراقيل لم تمكنها من ترجمة بعض المشاريع الهامة إلى واقع ملموس.
بهذا الخصوص، ركزت أسئلة الشباب الذي نشط حلقة أول أمس من برنامج القناة الثانية المخصص للانتخابات التشريعية، على بعض القطاعات الاقتصادية والاجتماعية التي لازالت، رغم المجهود الحكومي، تعاني الخصاص، أو لم يتم بعد التخلص من بعض معيقاتها، وعلى رأسها البطالة والتعليم الخاص بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمقاولات في مجال السكن، خاصة تلك التي يديرها شباب.
وبصراحته المعهودة، ذهب محمد نبيل بنعبد الله رأسا إلى الأسباب الموضوعية التي تجعل هذه المشاكل قائمة، منها ما يتعلق بضرورة تقوية الاقتصاد الوطني وجعله قادرا على خلق فرص شغل منتجة، ومنها ما يخص ضرورة تطوير التعليم الجامعي، ومنها ما يمكن حلها بقليل من الحزم كمشكل الولوجيات، وتوظيف فائض السيولة في الأبناك نحو المشاريع المنتجة لفرص العمل.
محمد توفيق أمزيان