بوجدور تحتضن اختتام برنامج الأنشطة المخلدة للذكرى 65 لمعركة الدشيرة والذكرى 47 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية

 

اختتم الخميس الماضي، برنامج الأنشطة والفعاليات المخلدة للذكرى الخامسة والستين لمعركة الدشيرة والذكرى السابعة والأربعين لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية، التي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في الفترة الممتدة من الثلاثاء 28 فبراير إلى الخميس 2 مارس 2023 بكل من أقاليم العيون والسمارة وبوجدور، تضمن تنظيم مهرجانات خطابية  بالمدن الثلاثة، بحضور السلطات الإقليمية والمحلية والمنتخبين ونشطاء المجتمع المدني والعمل الجمعوي والمنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير،  ومئات من المواطنين،  كما تم بهاتين المناسبتين تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وتوزيع إعانات مالية على عدد من أفراد هذه الأسرة الجديرة بموصول الرعاية والعناية.

فتحت شعار:”صيانة الذاكرة الوطنية تأكيد للتشبث بالثوابت الوطنية وترسيخ لقيم المواطنة”، كانت مدينة بوجدور على موعد مع برنامج خطابي، يوم الخميس الماضي، أكد فيه المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير مصطفي الكثيري، على مدى  أهمية صيانة الذاكرة الوطنية في تربية الناشئة والأجيال الصاعدة للاعتزاز بهويتها والتمسك بالثوابت الوطنية، وذلك بإحداث شبكة فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير.

 وأضاف الكثيري أن المندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير، تمكنت من بناء 104  فضاء للذاكرة التاريخية في مختلف ولايات وعمالات وأقاليم المملكة، ضمنها فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير ببوجدور الذي قام وفد المقاومة وجيش التحرير بزيارته.

 وأوضح الكثيري أن هذه الفضاءات تعد مشاتل للتربية والتكوين والتأطير على قيم المواطنة والاعتزاز بالانتماء الوطني، وإغناء الساحة الفكرية والثقافية والأكاديمية باستنساخ الوثائق التاريخية المرتبطة بالحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، المودعة بمراكز الأرشيف خارج الوطن، ونشر مجموعة من الإصدارات والمنشورات التي توثق لمسيرة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، وتشجيع البحث العلمي وكل المهتمين من طلبة وباحثين على إنجاز دراسات وبحوث جامعية ذات الصلة بالذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية والمتقاسمة والمشتركة مع العديد من بلدان المعمور، وتخصص لأجودها جوائز مالية مهمة.

وأوضح المندوب السامي أنه تم تنظيم ندوات علمية وأيام دراسية وتخليد ذكريات وطنية ومحلية وإطلاق تسميات لها ارتباط بالحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير على الشوارع والأزقة والساحات والأماكن العمومية وعلى المؤسسات الاجتماعية والتربوية والتعليمية وإقامة أنصبة تذكارية وعقد اتفاقيات شراكة وتعاون مع مختلف القطاعات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني ذات الصلة بصيانة الذاكرة التاريخية للحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير.

وكباقي مدينتي العيون والسمارة، خصصت المندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير إعانات مالية لبعض المنتمين من أبناء وبنات قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين لتحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية والمعيشية والصحية لأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير وذوي حقوقهم، وهي على  شكل 43 إعانة مالية بغلاف مالي إجمالي قدره  156.000 درهم، موزعة على الشكل التالي: (01) إعانة مالية على إحداث مشروع اقتصادي بغلاف مالي قدره 30.000 درهم؛ و(1) إعانة مالية على السكن، بغلاف مالي قدره 40.000 درهم؛ و(02) إعانات مالية برسم واجب العزاء، بغلاف مالي قدره 8.000 درهم؛ و(39) إعانة مالية كإسعاف اجتماعي، بغلاف مالي قدره 78.000 درهم.

واستفاد أربعة (04) مشاريع لأبناء وبنات المقاومين ببوجدور بغلاف مالي إجمالي قدره 118.111 درهم كدفعة ثالثة، حيث بلغ مجموع الإمدادات المالية 274.111 درهم، في إطار تفعيل اتفاقية التعاون والشراكة بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة .تجدر الإشارة،  إلى أن مجموع الإعانات المقدمة ك ( مساعدات للسكن – إنشاء مشاريع – واجب العزاء …) التي تمت في هذه الزيارة للمندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير والتي شملت كل من العيون والسمارة وبوجدور بمناسبة ذكرى معركة الدشيرة وذكرى جلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية هي كالتالي.

العيون ( 988398 درهم ) و السمارة (788395 درهم ) و بوجدور ( 274111 درهم ) .

كما ألقيت كلمة باسم أسرة المقاومة وجيش التحرير ببوجدور، ألقاها النائب الإقليمي للمندوبية، عبر فيها عن عظيم سعادته بتجدد اللقاء في هذا اليوم للاحتفاء بذكرى تخلد لصفحات بطولية خطتها أسرة المقاومة وجيش التحرير، وتستذكرها اليوم بفخر واعتزاز بالاضافة إلى كونها ذكرى للتذكر واستحضار أولوية الدفاع عن وحدة الوطن الترابية كأولوية تتطلب من كل أفراد المجتمع بكل أجياله وألوان مجتمعه المدني الانخراط الجدي والفعال في رفع كل التحديات التي تواجه بلادنا سواء على المستوى الوطني، الاقليمي أو الدولي.

 وباسم المجلس الإقليمي لبوجدور، عبر رئيسه أحمد خيار، عن سعادته للمشاركة في هذا الحفل البهيج، مبرزاً أن الذكرى الـ 65 لمعركة الدشيرة الخالدة والذكرى الـ 47 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية للمملكة، مناسبة سانحة للمجلس بكافة أعضائه أن يتقدم بالشكر والترحيب للمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير،  وقال في سياق كلمته:” إن تخليد هاتين الذكريتين العظيمتين تكتسيان صبغة خاصة في هذه السنة في أجواء التعبئة الوطنية العامة ببلادنا حول قضيتنا الوطنية”، كما عبر عن إهتمامه المشترك بالإخلاص التام لخدمة الوطن والسعي إلى رقيه ومجده، مستحضراً تاريخ الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير الذي يعد مَعيناً ومُعيناً لاستخلاص العبر والدروس من أمجاده وملاحمه، مشيراً إلى تقديم الدعم إلى كل الفاعلين الذين هدفهم تنمية الإقليم والرفع من مكانته وإسعاد ساكنته.

  وفي نفس السياق، أعرب داوود بيشلا رئيس الجماعة الترابية لبوجدور بالنيابة، بدوره عن ترحيبه بالمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وعن تثمينه للجهود المبذولة من طرفه للرفع من المستوى الاجتماعي لأسرة المقاومة وجيش التحرير وكذا المبادرات والمساعي الحميدة لحفظ وصيانة الذاكرة الوطنية، مؤكدا انخراط الجماعة الترابية لبوجدور في كل هاته المبادرات خاصة منها ما يتعلق بالشق الوطني.

هذا، وكان المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، الذي كان مرفوقا بعامل إقليم بوجدوروعدد من المقاومين والمنتخبين، قد قام صباح نفس اليوم، بزيارة لمقبرة الشهداء  ببوجدور، للترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الوطن، وعلى روح جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه آنذاك في الكفاح الحسن الثاني طيب الله ثراهما.

كما زار المندوب السامي رفقة عامل إقليم بوجدوروالوفد المرافق له ونشطاء المجتمع المدني، فضاء الذاكرة التاريخية  للمقاومة والتحرير ببوجدور ،وكافة أروقته وتم الوقوف على رواق محلي لرموز المقاومة وجيش التحرير من أبناء الصحراء المغربية، كما يضم الفضاء عدداً وافراً من المعروضات والوثائق والصور والأسلحة التي تؤثث جنبابته وأركانه، حيث قدمت لهم شروحات إضافية حول مكوناته ومحتوياته ومعروضاته، لتختتم الزيارة بتسليم المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير شهادة التميز  لفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير ببوجدور لحسن أدائه وتدبيره وتفاعله مع محيطه خلال سنة 2022.

وفي مساء نفس اليوم، نظمت بالمناسبة ندوة علمية رقمية موسومة بـــ. “ذاكرة المقاومة وجيش التحرير بأقاليم الجنوب المغربي: معركة الدشيرة نموذجا”، بمشاركة مجموعة من الأساتذة الباحثين والمهتمين، باعتماد تقنية الفيديو المسجل والتي بثت أشغالها على الصفحة الرسمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) و الصفحة الرسمية للنيابة الإقليمية ببوجدور .

***

توقيع اتفاقية إطار للتعاون بين النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات

 في إطار توجيه ومواكبة ورش التشغيل الذاتي والعمل المقاولاتي والاقتصاد التضامني لفائدة بنات وأبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالإقليم، بما يقتضيه ذلك من تكوين وتأطير وتوفير ظروف اندماج اجتماعي واقتصادي ملائمة، يكون لها أثرا إيجابيا على أسرة المقاومة وجيش التحرير، تم توقيع اتفاقية إطار للتعاون والشراكة بين النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحريرببوجدور والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات ببوجدور،تتعلق بالتكوين في مجال التشغيل الذاتي والعمل المقاولاتي والاقتصـــــاد الاجتمــــاعـــي والتضـــــــامـــني لفئة المنتمين من بنات وأبناء أسرة المقاومة والتحرير بالاقليم من الاستفادة من كل الخدمات الاجتماعية المقدمة من طرف الوكالة السالفة الذكر.

مبعوث بيان اليوم إلى العيون: حسن عربي

تصوير: حكيم مغراوي

Top