< ترشحت خلال هذه الاستحقاقات التشريعية كوكيلة لائحة حزب التقدم والاشتراكية في دائرة طنجة أصيلا، فما الذي يمثله ذلك بالنسبة لكم؟
> أتشرف وأعتز بترشيحي بدائرة طنجة أصيلا، على رأس لائحة محلية باسم حزب التقدم والاشتراكية الذي أحمل مبادئه. وأعتبر هذا الترشيح مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقي، خاصة وأن الأمر يتعلق بحزب تاريخي، يمثل قوة سياسية حية، بل أعتبر من واجبي الترشح في هذه الدائرة التي أنتمي لتربتها والتي أعتقد أنها في حاجة إلى هيئة سياسية من قيمة ووزن حزب التقدم والاشتراكية للدفاع عن مصالحها.
علما أن الترشح في مدينة طنجة يحمل بالنسبة لي الكثير من الدلالات، بالنظر لرمزيتها الكبيرة بوصفها المدينة التي شهدت مولد الزعيم التاريخي للحزب علي يعته، حيث ترعرع الراحل بين دروبها وبصم أغلب مناطقها، والتي تشكل الحملة الانتخابية موعدا لنا مع ساكنتها، مواطنات ومواطنين، خلال جولتنا بكل المناطق، بل بكل الأماكن التي بصمها الزعيم يعته في فترة من حياته.
وسأحاول رفقة اللجنة التي تدعمني، من مناضلات ومناضلي الفروع المحلية للحزب، وكذا المتعاطفين مع هيئتنا السياسية، أن أغطي دائرة طنجة أصيلا، التي هي دائرة شاسعة جغرافيا، وذلك خلال جولاتنا المبرمجة في إطار الحملة الانتخابية بمجموع تراب الدائرة التي تشمل مناطق حضرية وشبه حضرية وقروية.
< ما هي ملامح الاستراتيجية التواصلية التي تعتمدينها خلال هذه الحملة الانتخابية؟
> قبل انطلاق الحملة الوطنية الرسمية للانتخابات، وضعنا استراتيجية تواصلية لكيفية التعاطي مع الحملة الانتخابية في دائرة طنجة أصيلا، التي هي دائرة كبيرة ويصعب التنافس فيها. ونظمنا في هذا الإطار دورات تكوينية تمحورت حول كيفية إدارة حملة انتخابية باعتماد خرائط بيانية، وحددنا الفئات التي سنستهدفها خلال حملتنا، وذلك أخذا بعين الاعتبار مكتسباتنا الحزبية في طنجة، وأقصد بها الفروع المحلية المهيكلة للحزب، والتي تعمل مع المواطنين في حل قضاياهم، وكذا الشعبية التي يحظى بها الحزب داخل الجامعة، والتعاطف الكبير الذي يلقاه لدى الشباب، فضلا عن فئة النساء من خلال الجمعيات النسائية والحقوقية التي نشتغل معها ونحن دائما حاضرين إلى جانبها في الساحة.
وقد عمدنا أيضا قبل الحملة إلى تصميم صفحة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، للتعريف بحزب التقدم والاشتراكية كهيئة سياسية تحمل شعار “المعقول من أجل مواصلة الإصلاح” خلال هذه الاستحقاقات، وبمرشحي ومرشحات الحزب بالجهة، وهي الصفحة الرسمية التي أطلقناها بشكل متزامن مع انطلاق الحملة الوطنية. وأؤكد أننا تمكنا من خلال هذه الاستراتيجية التواصلية عبر المواقع الاجتماعية من جذب الكثير من الشباب، إناثا وذكورا، والذين باتوا حاليا من مساندينا، ويقومون معنا بحملة انتخابية تطوعا، حملة سياسية نضالية للتنافس على مقعد نيابي والذي يمكن أن أحصل عليه بفضل ثقة المواطنات والمواطنين في هيئتنا السياسية.
ورغم أن الدائرة شاسعة وتتألف من أربع مقاطعات، إلا أن الحزب يتواجد فيها بقوة من خلال مناضليه بالفروع المحلية بكل من السواني، مغوغة، بني مكادة، طنجة المدينة، ونحرص خلال جولاتنا في إطار الحملة الانتخابية على الوصول إلى عموم الساكنة نساء، شبابا ورجالا، بمختلف أعمارهم وفئاتهم المهنية، المتواجدين بمختلف الأحياء الحضرية منها والمناطق الشبه حضرية وبالقرى والمداشر، وعقد لقاءات بشكل مباشر معهم.
وفي هذا الصدد يمكن القول إننا اعتمدنا خلال الحملة تقنية اللقاءات المباشرة مع الساكنة نساء، شبابا ورجالا، ومن باب إلى باب، ولقاءات بالبيوت، حيث كنت قد أعددت لذلك مسبقا بفضل العمل الذي تقوم به اللجنة التي تدعمني. وخلال جولتنا في الدائرة التي تعرف أعلى نسبة عزوف بالمغرب، عملنا على استهداف جميع الفئات، خاصة الفئات الهشة التي تنتظر بشغف كبير تحسين أوضاعها والاستفادة من ثمار الإصلاح للعيش بكرامة. كما استهدفنا الطبقة الوسطى والمثقفين الذين يعزف كثير منهم عن المشاركة في الانتخابات، إذ حرصنا على التركيز على إقناعهم بأهمية المشاركة وحثهم على الإدلاء بأصواتهم لفائدة حزب التقدم والاشتراكية الذي يحمل برنامجا انتخابيا متكاملا.
وقد قمنا في إطار اليوم الأول للحملة الانتخابية بتنظيم عملية تواصلية كبرى، حيث كنا أول هيئة سياسية تخرج في مسيرة من أجل إقناع المواطنات والمواطنين بالمشاركة، والتصويت على حزب التقدم والاشتراكية. وقد شارك في هذه المسيرة كل من شرفات أفيلال والحسين الوردي، الوزيرين في الحكومة الحالية وعضوي الديوان السياسي للحزب.
< كيف تلقى الرأي العام في دائرة طنجة أصيلا ترشيحك كامرأة على رأس لائحة محلية؟
> أؤكد أن ترشيحي كامرأة على رأس لائحة محلية كان له صدى جد إيجابي، والدليل على ذلك أن الصحافة المحلية تتحدث عنها بشكل تلقائي، ودون أن يكون هناك أي اتصال بيننا، وأمر ترشيحي تم تداوله إعلاميا حتى قبل انطلاق الحملة الانتخابية، علما أنه على مستوى الإعلام المحلي، يتم الحديث عن ثمانية أحزاب، وحزب التقدم والاشتراكية هو من بين الأربعة الأوائل.
كما يمكن لي أن أؤكد أن ترشيحي يأتي في إطار الاختيار الذي اعتمده حزب التقدم والاشتراكية على الدوام والمتمثل في التمكين السياسي للنساء ودعمهن بشكل مساو للرجال مناضلي الحزب، ليكن في قلب المعترك السياسي، مساهمات فعليا في البناء الديمقراطي للوطن. وأنا شخصيا كأم وكمربية أجيال وكفاعلة سياسية وطنية، أقدم ترشيحي في دائرة طنجة أصيلا من أجل خدمة المواطنات والمواطنين ومواجهة مختلف الممارسات السيئة التي تحول دون تمتعهم بحقوقهم والارتقاء بأوضاعهم من مثل الرشوة، والفساد.
< بصفتك امرأة قيادية وعضوة المكتب السياسي لحزب ناصر التمكين السياسي للنساء كما سبق وقلت، هل تعتقدين أنه لازال من الصعب على النساء اقتحام أو ممارسة العمل السياسي في المغرب؟
> أعتبر أنه ليس من الصعب على المرأة ممارسة العمل السياسي، ولكن ما هو صعب هو تغيير العقليات. وأؤكد أنه بصفتي امرأة وأنتمي لحي شعبي، لم تعترضني قط أي مشاكل، بل على العكس أجد إنصاتا لرسائلي. وحتى خلال هذه الحملة كامرأة أجد تعاطفا كبيرا من المواطنين، فكثير منهم يردد “نريد التغيير، والتغيير يمكن أن تقوم به النساء، فالرجال لم يحققوا لنا شيئا”.
لكن يجب الإشارة في المقابل إلى أن جزء من المجتمع لازال جد محافظ ويردد مقولة “المرأة دورها ينحصر في تربية الأبناء”. وبالنسبة لنا في حزب التقدم والاشتراكية فإن ترشحي بمثابة رسالة للتأكيد أن النساء مثل الرجال يمكن لهن ممارسة العمل السياسي بامتياز وتمثيل الساكنة في كل المؤسسات المنتخبة وخدمتها والدفاع عن قضاياها.
وخلال هذه الحملة، كنا نقوم بجولة انتخابية في أحد أحياء المدينة، وحينما كنا على وشك مغادرة المنطقة، رأيت طفلا يتوجه لوالدته مستغربا أن تتولى امرأة سياقة سيارة، وهذا في حي بمدينة كبرى.. فلازال نزول المرأة للحياة العامة يثير الاستغراب، فما بالك إن كان بمنطقة نائية. وقد أوقفت سيارتي وتوجهت للطفل مفسرة له كعملية بيداغوجية أن المرأة مثلها مثل الرجل هي حاليا تسوق جميع أنواع المركبات، من السيارة إلى الطائرة، والقطار، وتشتغل في المعامل.
وأعتقد جازمة أن الكثير من العمل لازال ينبغي القيام بها من أجل تحقيق التغيير، الذي إن لم نصل له نحن كجيل، ستصل إليه حتما الأجيال القادمة من بناتنا وأبنائنا، وعلينا أن نضاعف مجهوداتنا على هذا المستوى، ونقوم بدورنا كمناضلين بحماس وثقة كبيرة في التحقق انسجاما مع المبادئ وإيديولوجية حزبنا التي نحملها والتي نؤمن بها ونناضل من أجل تحقيقها والارتقاء بأوضاع المواطنات والمواطنين.
< ما هي الالتزامات التي تقدمينها لمنتخبات ومنتخبي الدائرة بطنجة أصيلا؟
> أولا المعقول، وإرجاع الثقة في العمل السياسي عبر فاعلين سياسيين نزهاء، وأيضا العمل على توعية المواطنين حول أهمية الانتخابات التشريعية في مسار دمقرطة البلاد والمشاركة الواسعة فيها، ونقدم لهم الحصيلة الحكومية التي شارك فيها وزراء حزبنا، وتفسير مكامن الصعوبات وأسباب استمرار بعض الإشكاليات والتأكيد على الالتزام بمواصلة الإصلاح، والذي يستوجب التصويت على رمز الكتاب، الذي يحمله حزب التقدم والاشتراكية.
< ما هي الأهداف الرئيسية التي وضعتها على رأس أولوية عملك السياسي في حال فوزك بمقعد بهذه الدائرة؟
> جعلت أولوية أولوياتي أن أكون صوت ساكنة الدائرة والدفاع عن مصالحهم والعمل على تحسين أوضاعهم، خاصة فئة العمال والعاملات والفئات الهشة حتى يتمكنوا من التمتع بحقوقهم، والعيش بكرامة والعمل أيضا على محاربة الرشوة. فقد وضعت التزاما على نفسي بأن أدافع عن قضاياهم حتى لا يتم استغلالهم “والضحك عليهم”، بل والعمل بكل جد مع كافة الأطراف وبذل كامل الجهود من أجل جعل هذه الدائرة التي تعد قاطرة اقتصادية وواعدة للبلاد، حتى تنعكس هذه الميزة على ساكنتها، نساء، شبابا ورجالا، وتنعم بالعيش الرغيد.
أجرت الحوار: فنن العفاني