تتويج بيضاوي للأهلي

للمرة العاشرة في تاريخه، يتوج نادي الأهلي المصري كبطل للقارة الإفريقية لكرة القدم، بعد انتصار مستحق على حساب الجنوب إفريقي كايزر شيفز، بثلاث إصابات لصفر.
تحقق الإنجاز الجديد، فوق أرضية مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، الملعب الأسطوري الذي ارتبطت به العديد من الألقاب والبطولات التاريخية، وبالفعل ساهم هذا الصرح الكبير في إعطاء الحدث القيمة التي يستحقها، كموعد سنوي، يقاس به مدى تطور اللعبة بالقارة السمراء.
كم كنا نتمنى أن يكون فريق الوداد البيضاوي طرفا في هذه المباراة النهائية، حيث كان مثل هذا الحضور سيمنح الحدث إثارة خاصة، إلا أن التعثر المفاجئ أمام كايزر شيفز، حرم الوداديين من فرصة التنافس على اللقب بملعبه، مما خلف الكثير من الحسرة والتذمر.
ولا يعتبر فوز الأهلي البين بالنتيجة المفاجئة أو غير المنتظرة، لأن الفارق بين الفريقين كبير جدا، ليس فقط على مستوى التاريخ، بل حتى المسار خلال السنوات الأخيرة، مما يبين إلى أي حد أن تفوق الأهلي يعد من المسلمات، حتى وإن كانت الكرة لا تؤمن في الكثير من الحالات بالأحكام المسبقة والجاهزة.
إلا أن تجربة الأهلي وحنكة لاعبيه وخبرة طاقمه التقني بقيادة المدرب الجنوب إفريقي موسيماني، مميزات لم تترك أي فرصة للفريق الخصم الذي قاوم في الجولة الأولى، إلا أنه انهار كليا في الشوط الثاني، حيث كانت السيطرة واضحة وتوجت بثلاث أهداف جميلة ورائعة.
لم يكن الفريق المصري متسرعا في أدائه، لم يحاول لاعبوه الوصول مبكرا لمرمى الخصم، بل انتظروا الوقت المناسب، وبالفعل تمكنوا من التسجيل بسهولة، لكن بصيغة السهل الممتنع، بإظهار نوع من الحنكة، معززة بتكامل بمختلف الخطوط، وعمق واضح في اللعب، وطريقة ربح النزالات والثنائيات، طيلة أطوار المباراة، مما غيب إلى حد بعيد فعالية الفريق المنافس.
والواقع أن مجرد وصول الفريق الجنوب أفريقي للنهائي، وعلى حساب الوداد، يعتبر انجازا غير مسبوق لهذا النادي، ورغم عراقته، إلا أنه حديث العهد، بمثل هذه المناسبات الإفريقية الكبيرة، وبالتالي، فإنه ربح الرهان، وتمكن من البروز على مستوى القاري، كفريق ثاني بعد ماميلودي صانداوز ، الذي سبق أن تألق بشكل لافت في مثل هذه المناسبات.
توج الأهلي للسنة الثانية على التوالي، وسيكون ممثلا للقارة بمونديال الأندية القادم، كما ضرب موعدا مع فريق الرجاء البيضاوي في كأس السوبر الإفريقي، والذي يوجد بحوزة البطل المصري بعد الانتصار السنة الماضية، وكان على حساب نهضة بركان، وهذه المعطيات تؤكد بالملموس أن الأندية التقليدية، دائمة الحضور بالمواعيد الكبرى، خاصة المنتمية لمنطقة شمال إفريقيا.

>محمد الروحلي

Related posts

Top