تحقيق برلماني يفضح فظاعة إهانة المغربيات بمعبر سبتة المحتلة

تجتمع يومه الثلاثاء، بمقر مجلس النواب، لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج، لعرض ومناقشة التقرير الذي أنجزه أعضاء المهمة الاستطلاعية المؤقتة لمعبر باب سبتة المحتلة.
وينتظر أن يعرض مقرر اللجنة التي شرعت في مهمتها الاستطلاعية يوم 11 يليوز من السنة الماضية، التقرير النهائي لهذه المهمة والذي يرصد فيه الأوضاع التي يعيشها الأطفال المهملون ووضعية النساء الممتهنات للتهريب المعيشي.
وذكر مصدر برلماني لجريدة بيان اليوم، أن أعضاء المهمة الاستطلاعية وقفوا على وضعية المعبر الحدودي باب سبتة المحتلة، والظروف المزرية التي يعيشها الأطفال المهملون ووضعية النساء الممتهنات للتهريب المعيشي، وذلك من خلال الزيارات الميدانية المتكررة، التي نفذها أعضاء المهمة الاستطلاعية إلى عين المكان.
وأضاف المصدر ذاته أن أعضاء المهمة الاستطلاعية، وقفوا في أول زيارة ميدانية قاموا بها للمعبر، على ما يقارب 400 طفل قاصر قضوا ليلتين في العراء من أجل اجتياز المعبر والدخول إلى المدينة المحتلة، وذلك في ظروف جد مزرية تنعدم فيها أبسط الشروط الإنسانية، بالإضافة إلى ملاحظتهم وجود أشخاص في وضعية إعاقة ينتظرون أيضا دورهم من أجل الدخول في اليوم الموالي بمعية مرافقهم.
كما وقف أعضاء المهمة الاستطلاعية، على وجود العديد من النساء اللواتي يمتهن التهريب المعيشي، ويقفن في طابور طويل، يمتد لمئات الأمتار، قد يبتن لثلاث ليالي في العراء، وسط معاناة كبيرة في فضاء يفتقر لأبسط الشروط، حيث تغيب فيه المرافق الصحية والأماكن المغطاة التي تقيهم الحر في الصيف وقساوة البرد والأمطار في الشتاء.
وحسب ما صرحت به هؤلاء النسوة، لأعضاء المهمة الاستطلاعية، فإن أغلب النساء يستعملن الحفاضات في ظل غياب المراحيض، كما أن العديد منهن صرحن أنهن يتعرضن للتحرش الجنسي وسوء معاملة، والسرقة، وانتشار آفة المخدرات، كما أن أغلب الممتهنات للتهريب، وفق المصدر ذاته، ينحدرن من أسر جد فقيرة ومنهن أرامل ومطلقات، يصل عددهن إلى حوالي 3500 امرأة، وحوالي 200 طفل قاصر يعيلون أسرا بأكملها من مدخول التهريب المعيشي.
وفي سياق متصل، ووفق التقرير الأولي الذي سبق وأن تم عرضه، شفويا، يوم الأربعاء 6 فبراير الماضي، أن النساء اللائي يمتهن التهريب المعيشي بالمعبر، صرحن لأعضاء المهمة الاستطلاعية، أنهن يتقاضين ما بين 100 و200 درهم مقابل نقل السلع، وبأنهن يجهلن محتوى تلك السلع التي يهربنها، والتي تتجاوز في أغلبها 140 كيلو، كما لا حظ أعضاء اللجنة وجود أطفال قاصرين الذين يساعدون النساء في متابعة السير حتى مكان تسليم السلع لأصحاب السيارات الذين ينقلونها بدورهم إلى الوجهة النهائية في مسلسل كله معاناة لنساء وأطفال ممتهني التهريب المعيشي.
إلى ذلك، وقف أعضاء المهمة الاستطلاعية على حجم معاناة هؤلاء النسوة الممتهنات للتهريب المعيشي، واللائي صرحن أنهن يعانين من تكرار سوء معاملة رجال الجمارك والأمن، كما أن العديد من النساء خادمات البيوت، يتسبب لهن طول الانتظار في الطابور، في التأخر للوصول إلى العمل مما يعرضهن للطرد.
وبحسب ما أكده مصدر برلماني لبيان اليوم، فإن أعضاء المهمة الاستطلاعية، أجمعوا على ضرورة القيام بدراسة سوسيواقتصادية لكل هذه الفئات لمعرفة ظروفها الاجتماعية ومستواها الدراسي واحتياجاتها في سوق الشغل من أجل الاشتغال على البدائل الممكنة، كما أكدوا على ضرورة التسريع بفتح منطقة صناعية لاستيعاب العاطلين من ممتهني و ممتهنات التهريب المعيشي، والضرب بقوة على أصحاب السيارات الممتهنة للتهريب والمعروفة من خلال لوحاتها الترقيمية.

< محمد حجيوي

Related posts

Top