تدبير الموارد المائية بحوض تانسيفت يواجه تحديات كبيرة مرتبطة بالتأقلم مع الأخطار المرتبطة بالماء، كالجفاف الذي أصبح ظاهرة هيكلية، الشيء الذي يستلزم التدبير الأمثل لهذه المادة الحيوية من خلال تضافر الجهود لوضع الاستراتيجيات والمخططات الاستباقية والمندمجة، بغية توفير الموارد المائية الضرورية من أجل مواكبة التنمية السوسيو – اقتصادية لهذه الجهة.
اختتم، أمس الخميس، بتحناوت المعرض الجهوي للماء بجهة مراكش – آسفي، الذي نظم على مدى يومين تحت شعار “نحافظو على الماء لينا ولوليدتنا”.
وحضر حفل تدشين هذا المعرض، على الخصوص، وزير التجهيز والماء، نزار بركة، ووالي جهة مراكش – آسفي، عامل عمالة مراكش، كريم قسي لحلو، ورئيس المجلس الجهوي، سمير كودار، وعمال أقاليم الحوز، وقلعة السراغنة، واليوسفية، والرحامنة، ورئيس جامعة القاضي عياض، الحسن أحبيض، وبرلمانيون وممثلو الهيئات المنتخبة.
ويهدف المعرض، الذي نظمته، وكالة الحوض المائي لتانسيفت تحت إشراف وزارة التجهيز والماء، إلى توعية المواطنين والفاعلين المؤسساتيين والقطاع الخاص بترشيد استعمال الماء، ومحاربة جميع أشكال تبذير هذه المادة الحيوية، والحفاظ عليها من التلوث.
وأبرز بركة، في كلمة خلال افتتاح المعرض، الأهداف المتوخاة من تنظيم هذه التظاهرة، التي تعد بمثابة فضاء لتوعية وتحسيس المواطنين ومختلف مستعملي الماء بأهمية الموارد المائية، علاوة على كونه منصة للنقاش بين المختصين والفاعلين والمجتمع المدني والمنتخبين، وكذلك لتقاسم التجارب والخبرات والتقنيات الحديثة في مجال الماء.
وأضاف أن تنظيم هذه التظاهرة هو تجسيد للعزم القوي على تعبئة جميع المغاربة لبلورة تصور تشاركي يمكن من تعامل مسؤول مع الماء في ظل مناخ متغير، ويضمن استدامة تلبية الحاجيات المائية لكل القطاعات ومواجهة مشكلة الجفاف.
وأشار إلى أن تدبير الموارد المائية بحوض تانسيفت يواجه تحديات كبيرة مرتبطة بالتأقلم مع الأخطار المرتبطة بالماء، كالجفاف الذي أصبح ظاهرة هيكلية، الشيء الذي يستلزم التدبير الأمثل لهذه المادة الحيوية.
واستحضر الوزير، في هذا السياق، التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس، في خطابه السامي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية الحادية عشر، حيث دعا جلالته إلى ضرورة المحافظة على الموارد المائية، ومضاعفة الجهود من أجل الاستخدام المسؤول والعقلاني للمياه وترشيد استعمالها.
وتابع أنه “بفضل التجربة التي اكتسبها المغرب في تعبئة وتدبير الموارد المائية وخاصة في حالة الجفاف والحد من آثاره، تم إعداد وتنزيل برامج متنوعة مكنت من تأمين خدمات الماء الشروب بدون انقطاع رغم الزيادة في الطلب المائي. وقد تم ذلك بفضل التدابير الاستباقية التي قامت بها الحكومة عبر الاتفاقيات التي أبرمتها مع الأحواض المائية التي تعرف خصاصا مائيا، ومن بينها حوض تانسيفت”.
وحث الوزير، من جهة أخرى، على ضرورة تضافر الجهود لوضع الاستراتيجيات والمخططات الاستباقية والمندمجة، بغية توفير الموارد المائية الضرورية من أجل مواكبة التنمية السوسيو – اقتصادية لهذه الجهة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المعرض، الذي تزامن مع انعقاد المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لتانسيفت برسم سنة 2022، تميز بتنظيم ندوة وورشات حول التدبير التشاركي والمندمج للموارد المائية بالجهة، بمشاركة باحثين ومختصين في مجال الماء.