تحية تقدير لنساء المغرب

من لاعبات يغيرن ملابسهن مختفيات تحت الأشجار، وفي أحسن الأحوال داخل حافلات النقل المزدوج، إلى قمة كرة القدم النسوية الإفريقية…
هذه حقيقة أصبحت واضحة للعيان، وتعكس تطورا لافتا في زمن قياسي، فمنذ أربع سنوات فقط، كانت هناك ممارسة، أقل ما يقال عنها إنها، شكلية تعيش بفضل تضحيات اللاعبات، وتطوع أشخاص، منهم الرئيس والمدرب والمشرف الأول، وباقي المكونات على قلتها…
في مسابقة كأس إفريقيا للأندية البطلة، والتي انتهت فعالياتها مساء أول أمس الأحد بكوت ديفوار، احتل فريق سبورتينغ الدار البيضاء مركز الوصافة، رغم أنه يصل لأول لهذه المرحلة المتقدمة، بينما ضمن فريق الجيش الملكي مكانا ب»البوديوم»، باحتلال المرتبة الثالثة، ليضمن بذلك مكانا دائما بمنصة التتويج، لثلاث دورات متتالية.
تطور كبير عكس إرادة قوية ورعاية خاصة واهتماما استثنائيا، تنظيميا، ماليا ومراقبة دائمة؛ والسعي الدائم لتحصين اللاعبات، من أي ممارسة أو سلوك غير سليم…
واصل فريق الجيش الفائز باللقب سنة 2022، حضوره وكان من الممكن أن يحافظ على المكسب، إلا أنه اصطدم بناد متألق إناثا وذكورا، قادم من أقصى ذيل جنوب القارة، إنه ماميلودي صنداوز الذي تمكن من تجاوز سبورتينغ الدار البيضاء، بالمقابلة النهائية بحصة تبين الفوارق الشاسعة، في التجربة والإمكانيات…
السبورتينغ البيضاوي، لم يقو على المواجهة، ومجرد وصوله للمباراة النهائية؛ وفي أول تجربة، يعد إنجازا باهرا، كإنصاف لمجهود شابات، آمن بالقدرة على تحقيق الحلم؛ وركوب التحدي، عن طريق مغامرة جميلة، بغض النظر عن التكلفة، وتحمل المصاعب…
ما تحقق بكوت ديفوار، يعد مكسبا مهما، يقتضي تعزيزه، ومواصلة العمل على مستوى القاعدة، أما بالنسبة للمنتخبات بكل الفئات، فإدارة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قادرة على الاطلاع بمهامها بأفضل الطرق…
فريقا الجيش الملكي وسبورتينغ الدار البيضاء، يقدمان نموذجين مختلفين تماما، الأول يمثل مؤسسة وطنية كبيرة، تمارس نشاطها، وفق ضوابط وآليات واضحة، لها إمكانيات محترمة، تسمح لها بالتخطيط والبرمجة بطريقة مريحة، بينما يقدم الثاني، نموذجا لروح التحدي والإمكانيات الفردية، والإيمان بتحقيق الحلم.
إنه مسار رائع يمكن أن يكون نموذجا، يحتذى لأصحاب الإرادة القوية، بمختلف مناطق المغرب…
برافو لكل مكونات هاذين الفريقين اللذين قدما لإفريقيا صورة ناصعة، واظهرا الدليل القوى على أن المرأة المغربية، قادرة على تحقيق الحلم؛ وحرق المراحل وتجاوز الأحكام المسبقة…

>محمد الروحلي

Top