دائما يُفترض فينا النقد المتنوع لقضايا واسعة في مجالات مختلفة وعميقة أيضا. هو هكذا، نعم؟ المدرسة والمدرسية المملة مفهوم غائم، فحدوده تعني اللاّحد الممكن، إنه كل شيء، كما هو حاليا، فهو الداعي الثابت للحركة، أية حركة أو حركية: (الحركية اليسراوية الآن، كثابت يبحث عن التجديد؟؟). أليس هو (هذا الداعي؟) النموذجي في رفضويته المطلقة؟ ربما، غير أنه النموذج في التكرار الممل لمحطات ومنطلقات قديمة، وكل ذلك نجده، مبثوثا في “مقاربات” تطبيقية رخوة؟؟. تبسيطية، اختزالية، تعاويذية (=الظاهرة البنكيرانية)، تسطيحية، تشويهية تتنافى مع العلم.
إن المواصفات المذكورة هذه، لا تعني سوى شيئين إثنين في اعتقادنا هما:
1/ إن مثل هذه المقاربات لم يتوقف عند الغمامة التي تسمى “المدرسية” اليوم وبالتحديد، وإنما وجه إليه هذا النقد، في ما يشير لمضمون “المدرسية” السيكولائية القروسطية.
2/ والثاني، بناء على ما سبق، أن هذه التوصيفات لا يمكن النظر إليها كمضمون، وإنما هي دالة عليه، ويبدو أن طريقة الكشف عنها، وبالأسلوب المتبع في التحليل، أوحيا النتيجة، بما يمكن أن يكون هذا المضمون. وللتدليل على ذلك، ما يشهده الواقع المغربي من مفارقات سياسية/طبقية مُقرفة.
للأسف. هناك رغبة جامحة لدى البعض، في تحويل “الدياليكتيك” أو ما يقاربه، إلى “إيديولوجيا” تستحضر تصاميم مبنية ذهنيا إلى علاقات الواقع المعيش، وهي بذلك تكرس ثباتا عند ما توصل إليه الجدل والتاريخ في ظروف تاريخية ماضية، وتكراره.
من هنا، نعتبر أنه في مثل مقاربات كهذه، من غير المعقول استخدام أساليب البرهان والأمثلة “القديمة” وإسقاطها على الواقع، كما من غير المعقول بقاء “ديالكتيك” الحياة ثابتا، على النحو الذي استخدمته فيه “المدرسة السيكولائية” المملة، والذي هو جثة “الديالكتيك” القديم.
إن عقم “المدرسية” يكفي سببا لتخطيها. إن ما يجري اليوم بالمغرب من سياسات مُقرفة، فقيرة في تدبيرها لكافة قضايا المجتمع الراهنية، يرجع بدون مبالغة، إلى سيادة التفكير “السيكولائي”، ليس فقط على التدبير الحكومي الفقير، بل حتى في تصور ورؤية بعض بقايا ما يسمى بـ “اليسار” بجميع تفرعاته؟. على أي، سنختم هذه التداعيات بالقول التالي:
أ/ إن المنهج قابل للتطور والإغناء متى توفرت الإرادة والرغبة معا.
ب/ إن الأساسي في المنهج، هو التأكيد على إطلاقية الحركة، على الترابط الشامل للظواهر الاجتماعية والفكرية على اختلافها.
ج/ أما فيما يتعلق بالمنهجية “الدياليكتية” المذكورة، فهي منهجية ذات طابع شامل وكوني، تخترق جميع مستويات البحث وكل منهجيات التحليل وطرائقه المختلفة، لأن لهذا الأخير طابعه النسبي والتاريخي وضرورة تطوره المستمر بتطور العلوم.
فهل المغرب مقبل على هكذا تطور؟ أم سيبقى هكذا مشوه، رسميا وغير رسمي، بـ “السيكولائية” سياسة، تفكيرا وتدبيرا؟؟
بقلم: عبد الله راكز