رفعت إدارة فريق الرجاء البيضاوي راية العصيان في وجه مؤسسة «كازا إيفانت»، بسبب تراكم المشاكل المرافقة للمباريات التي يجريها الفريق الأخضر، سواء تلك الخاصة بالبطولة الوطنية، أو بعصبة الأبطال الإفريقية.
فبعدما تبين أن طريقة تدبير مركب محمد الخامس تسير بطريقة سيئة، بل خلقت مشاكل كثيرة، كان من الممكن جدا أن تتحول إلى مأساة حقيقة، أضف إلى ذلك التكلفة المالية المرتفعة التي تقتطع مباشرة من مداخيل المباريات، كلها معطيات ملموسة، عجلت باتخاذ قرار الرفض، وعدم الاستمرار في التعامل نهائيا مع هذه الشركة التنظيمية.
أولى الخطوات التي أقدمت عليها إدارة الرجاء كانت إشراك المنخرطين التابعين للنادي، ضمن حيثيات القرار، بعقد اجتماع تم خلاله الخروج باتفاق يجعل الفريق الأخضر في واجهة الأحداث على صعيد مدينة الدار البيضاء، ويمكن أن يفتح المجال أمام أندية أخرى تنتمي لمدن توجد بها ملاعب تابعة للوزارة الوصية، كما هو الحال بالنسبة مؤسسة «سونارجيس»، وتعاني هذه الأندية هي الأخرى ما تعانيه، من مشاكل وتزايد مستمر في التكلفة المالية.
أولى النقط التي تم الاتفاق بشأنها، تحمل النادي مسؤولية تنظيم المباريات، كما كان الحال عليه في السابق، قبل تفويت الأمر، لهذا الكيان الذي فرض فرضا على البيضاويين، والذي يسمى بـ «كازا إيفانت»، بتكليف من مجلس مدينة الدار البيضاء، وهي الجهة التي تعود لها ملكية المركب، كما تم الاتفاق على تخصيص نسبة 15 في المائة لمجلس المدينة، وهي الحصة التي تستفيد منها حاليا شركة التنظيم المذكورة.
وفي إطار مأسسة قرار الرفض، تم التقدم بطلب عقد اجتماع خاص مع مجلس المدينة، قصد مناقشة التفاصيل، وبحث مختلف الحيثيات، كما أرسلت رسالة للشركة المذكورة، وإشعارها بالوضعية التي آلت إليها ظروف التنظيم الذي يوصف بالكارثي.
«كازا إيفانت» لم تتأخر كثيرا، لترد بدورها عن طريق رسالة، قدمت فيها وجهة نظرها، متحججة بما أسمته بالإكراهات الموضوعية التي تصادفها أثناء القيام بمهمة تنظيم المباريات بالمركب.
هذا هو موقف الرجاء، بقى أن نعرف موقف الطرف الثاني المتضرر أيضا من مشاكل التنظيم بمركب محمد الخامس، ونعنى به فريق الوداد البيضاوي، والذي حتى الآن لا زالت إدارته تلتزم الصمت، إلا أن ردا جاء من فصيل «الوينرز» المساند للنادي، إذ أصدر بلاغا مدويا احتج فيه بشدة على الظروف السيئة والكارثية التي تعرفها المباريات، والتي تهدد بحدوث الأسوأ في حالة عدم إيجاد حلول عاجلة.
فهل نشهد تنسيقا في هذه النقطة بين الناديين البيضاويين الكبيرين والمتضررين، من نفس المشاكل والإكراهات؟
لا يمكن حاليا استعجال الأمر، وما علينا سوى انتظار تقدم أي طرف بطلب عقد اجتماع تنسيقي، هذا إذا توفرت الإرادة أولا…

محمد الروحلي