تعادل أكثر من إيجابي

تعادل أكثر من إيجابي حققه فريق الوداد البيضاوي في مباراة ذهاب نهاية عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، ضد نادي الأهلي المصري (1-1) بملعب “برج العرب” بالإسكندرية، وأمام جمهور كبير قدر بحوالي خمسين ألف متفرج.
وإذا كانت بداية اللقاء جاءت على غير المتوقع بالنسبة لبطل المغرب، عندما تمكن اللاعب المصري مؤمن زكريا من مباغتة دفاع الوداد والحارس زهير العروبي مبكرا بقذيفة جد مركزة سكنت الزاوية البعيدة، معلنا عن افتتاح التسجيل ومخلفا نوعا من الارتباك وسط تشكيلة المدرب الحسين عموتة الذي لم يكن ينتظر إطلاقا مثل هذا السيناريو.
ورغم هذه الهزة العنيفة والبداية الصعبة، سرعان ما تجاوز الوداديون تأثير تلقي شباكهم هدف في الدقيقة الثالثة من بداية المباراة، هدف كان له مفعول إيجابي على معنويات اللاعبين المصريين المؤازرين بجمهور متحمس أبان عن روح رياضية عالية.
إلا أنه ومن هجمة خاطفة في الدقيقة 16، مرر محمد أوناجم كرة نحو رأس النجم أشرف بنشرقي الذي لم يتردد في استغلال جيد لهذه الفرصة مسجلا هدف التعادل، ليتحقق التكافؤ المطلوب في وقت جد مناسب.
تسجيل هدف التعادل في الربع ساعة الأولى من المباراة، منح الكثير من الاطمئنان للتشكيلة الودادية، والأكثر من ذلك أخرجها بسرعة من دوامة الشك التي دخلتها بعد الهدف المباغت للأهلاويين.
بعد الهدفين المبكرين، ساد نوع من التكافؤ بين الفريقين، مع امتياز بين الفينة والأخرى لفائدة المحليين، وعلى هذا الإيقاع انتهى الشطر الأول في مباراة صعبة على الطرفين، إذ حرص كل فريق على عدم تقديم الكثير من الهدايا لخصمه.
بداية الجولة الثانية حملت ضغطا رهيبا على مرمى العروبي، صحيح أن الفرص الحقيقية للتسجيل كانت قليلة الفريق المصري، لكن الضيوف تحملوا الضغط الرهيب للخصم، بعدما نجح المدرب الحسين عموتة إلى أبعد الحدود في رسم منظومة دفاعية صعبة الاختراق حتى ولو كان ذلك على حساب الامتداد الهجومي.
فالاعتماد الكلي على الدفاع وغلق كل الممرات وإشراك كل اللاعبين في هذه المنظومة، ترك بنشرقي وحيد بدون سند، خاصة بعد خروج أوناجم منذ الجولة الأولى بسبب الإصابة وتعويضه بعبد العظيم خضروف المائل أكثر للعب الدفاعي. ورغم المجهود الذي بذله بنشرقي، لكنه لم يستطع ترجمة ذلك إلى هدف ثان، في غياب عنصر فعال في وسط الميدان فيما يخص منح التمريرة الأخيرة والحاسمة.
وفي أغلب لحظات الجولة الثانية، ظل الوداد يدافع بكل ما أوتي من قوة ومناعة وحتى عشوائية، هذا الأسلوب أسقط المصريين في التسرع والنرفزة، مع تسجيل بين الفينة والأخرى عمليات مرتدة بقيادة بنشرقي، إلا أنها لم تستغل بفعالية في ظل الإرهاق الذي أصاب هداف الوداد، وهذه مسألة طبيعية نظرا للمجهود البدني الكبير الذي بذله طيلة المباراة.
نتيجة جد إيجابية وخطوة عملاقة تنتظر التأكيد يوم السبت القادم على أرضية مركب محمد الخامس وأمام جمهور بيضاوي ومغربي سيكون -بلا أدنى شك- قياسيا ورائعا كالعادة.
إذن سيكون الجميع على موعد مع التاريخ، التاريخ الذي ننتظر أن يدون اسم الوداد ضمن خانة أبطال القارة، ويقوده بعد ذلك نحو العالمية من أوسع الأبواب، حيث المال والشهرة والاستحقاق الكبير …

محمد الروحلي

Related posts

Top