تعادل إيجابي رغم كل السلبيات

تمكن الفريق الوطني المغربي لكرة القدم من تحقيق تعادل ثمين من قلب كينشاسا، نتيجة فتحت آمالا كبيرة أمام “أسود الأطلس”، للوصول إلى المونديال للمرة السادسة في تاريخه، والثانية على التوالي، بعد دورة روسيا 2018.

إلا أن ايجابية النتيجة، لم تحل دون طرح الكثير من علامات الاستفهام، نظرا للمستوى الباهت الذي ظهرت به العناصر الوطنية،  وما خلفه من تذمر كبير وسط الجمهور الرياضي، الذي صب جام غضبه على المدرب وحيد خاليلوزيتش، وتحميله سوء الاختيارات والضعف التكتيكي، وغياب التكامل على مستوى الخطوط الثلاثة.

خط الدفاع عانى من ضعف فادح  للجناحين، آدم ماسينا في الجهة اليسرى، وزميله سامي مايي، التائه بالرواق الأيمن،  وازدادت الأمور تعقيدا، بتطبيق خطة 3-5- 2، مما ترك مساحات فارغة استغلها لاعبو منتخب الكونغو هددوا وسجلوا وضيعوا فرصا سهلة، مع الإشارة إلى أخطاء ارتكبها على غير العادة المدافع الأوسط نايف أكرد.

في وسط الميدان، سادت أيضا السلبية على أداء سفيان أمرابط، إذ يواصل الانحدار بسبب افتقاده للكثير من إمكانياته السابقة، نظرا لعدم جاهزيته البدنية، كما أن عمران لوزا، لم يقدم المنتظر منه، أما سليم أملاح فضاع وسط الميدان، رغم المجهود البدني الذي بذله، ويعود ذلك إلى الارتباك على المستوى الرسم التكتيكي الذي وضع المدرب.

بالخط الأمامي، كان لحضور يوسف النصيري، تأثير سلبي كبير، فهو لم يعد قادرا على تقديم المطلوب منه، رغم الدعم الكبير الذي يحظى به، إلى درجة المبالغة، إلا أن هذا اللاعب، يؤكد مباراة بعد أخرى أنه تحول إلى عالة على المنتخب المغربي، ورغم ذلك يصر  المدرب على الاعتماد عليه.

أما ريان مايي الذي صنف كربح حقيقي خلال مرحلة الإقصائيات، فعانى من عزلة شديدة، في غياب دعم ضروري انطلاقا من وسط الميدان، وبعد تضييع ضربة الجزاء، تعقدت الأمور بالنسبة له، وكان من الضروري تغييره مباشرة بعد فشله في تسجيل هدف التعادل.

كان منتخب الفهود سباقا للتسجيل، حيث شكل خطورة على مرمى الحارس ياسين بونو، وبعد تمكنه من تسجيل هدف السبق، كان بإمكانه إضافة هدف ثان وثالث، ليس لأنه كان الأقوى، بل لأن المنتخب المغربي منحه الفرصة، أولا بطريقة اللعب التي طبقها المدرب العلامة ووحيد زمانه؛ مع ما تركته خطته من مساحات فارغة، وارتباك على مستوى التمركز، وغياب المراقبة، وتطبيق خاطئ لعملية الشرود في الجولة الأولى.

بعد تردد واضح، أقدم المدرب على إحداث تغيير بالخط الأمامي، أدخل المهاجم أيوب الكعبي وطارق تيسودالي، مكان النصيري ومايي، وقع إيجابي على الأداء، وبواسطتهما جاء هدف التعادل، مع تسجيل حالة غريبة تتجلى في إدخال سفيان بوفال بعد انتهاء الوقت الأصلي، بعدما كان الجميع ينتظر الاعتماد عليه كلاعب أساسي، وهو اللاعب الذي قدم عروضا جيدا خلال بطولة كاس أمم إفريقيا الأخيرة.

رغم كل هذه السلبيات التي طبعت أداء العناصر الوطنية، إلا أنها تمكنت من العودة بتعادل ثمين من قلب كينشاسا، قربها كثيرا من مونديال قطر، شريطة عدم التهاون خلال مباراة الإياب، وحرص المدرب على عدم ارتكاب الأخطاء، سواء في اختيار اللاعبين، أو في الرسم التكتيكي وطريقة اللعب.

محمد الروحلي

Related posts

Top