كشف النقاب في اسرائيل الجمعة عن وثيقة رسمية سرية تعود الى العام 1980 تناولت اساليب السيطرة على الاراضي الفلسطينية من اجل اقامة مستوطنات عليها.
وتشكل الوثيقة وهي بعنوان “اسلوب اقامة كريات اربع” خلاصة لجلسة عقدت في مكتب موشيه ديان وزير الدفاع الاسرائيلي في حينه في تموز ١٩٧٠، تحديدا لكيفية بلورة أسلوب، ينص على ان المناطق التي تخصص لإقامة مستوطنات عليها تضم الى مناطق عسكرية ومن الناحية الشكلية لاحتياجات أمنية مع عرض كاذب يشير الى ان المباني التي تقام عليها اعدت لاحتياجات عسكرية فقط.
وذكرت صحيفة “هآرتس” التي نشرت تقريرا بهذا الشأن، الجمعة الماضي، أن المشاركين في مداولات إعداد الوثيقة وهم موشيه ديان وزير الدفاع ومدير عام وزارة الاسكان والقائد العسكري للضفة الغربية ومنسق شؤون المناطق المحتلة في الحكومة قرروا اقامة “250 وحدة سكنية في كريات اربع بحيث يوصف البناء بانه لأغراض عسكرية، وتقوم وزارة الدفاع الاسرائيلية بعملية البناء معلنة انها لاحتياجات عسكرية.
ووفقا لما اتفق عليه في المداولات: “بعد استكمال نشاطات (بهاد – 14) يستدعي قائد منطقة الخليل رئيس بلدية المدينة لعرض مواضع اخرى ويبلغه خلال اللقاء ببدء بناء بيوت في معسكر استعدادا لفصل الشتاء”.
واتفق المشاركون في الجلسة على محاولة اقناع رئيس بلدية الخليل بأن البناء هو فعلا لأغراض عسكرية، لكن من الناحية العملية عملوا على اسكان المستوطنين الذين حاولوا الاستيطان في فندق بارك في الخليل.
ويقول المشاركون في بلورة هذا الاسلوب وتطبيقه ان أسلوب السيطرة على مناطق لإقامة مستوطنات من خلال أوامر عسكرية، كان سرا معروفا في اسرائيل في سنوات السبعينيات.
واستهدف هذا الاسلوب ومن الناحية العملية الالتفاف على القوانين الدولية التي تحظر اقامة مباني لاحتياجات مدنية في المناطق المحتلة.
ومن الناحية العملية كما تقول “هآرتس” استخدم الاسلوب بالغمز واللمز، اذ كان جميع المتورطين بذلك يعرفون بان البيانات التي نصت على ان المناطق تستخدم لأي هدف باستثناء اقامة مستوطنات هي بيانات كاذبة، وتمت اقامة عدة مستوطنات بهذا الاسلوب وذلك حتى حظر المحكمة العليا له في التماس الون موريه عام ١٩٧٩.
وقال اللواء احتياط سلومو غازيت منسق شؤون المناطق المحتلة في حينه لصحيفة “هآرتس” بانه كان واضحا للمشاركين في الجلسة بأنه ستقام في هذه الاماكن مستوطنات. ووفقا لأقواله فان هذه كانت المرة الاولى التي يستخدم فيها اسلوب ضم اراضي لمعسكرات من اجل اقامة مستوطنات مدنية في الضفة الغربية واكد ان ديان هو الذي اقترح هذا الاسلوب.
وقال غازيت: “لم يرحب ديان بالاقتراحات التي قدمت اليه (ومنها تحديد مناطق مختلفة لإقامة كريات أربع) ووقع الخيار حينذاك على الموقع الذي اقيمت فيه المستوطنة، وكانت التغطية الاعلان بعدم اقامة مدينة بل معسكر لقوات حرس الحدود التي كانت متمركزة في المكان. ووفقا لما أتذكره فان ديان هو الذي عرض هذه الفكرة”. وقالت حجيت عوفرن المشاركة في طاقم متابعة الاستيطان في حركة “السلام الان”، يدور الحديث وكما يبدو حول المرة الاولى التي يطبق فيها هذا الاسلوب -اصدار قرار مصادرة عسكري بهدف اقامة مستوطنة مدنية في الضفة الغربية. واضافت: “يشير قرار المصادرة لإقامة كريات اربع الى خديعة اسرائيلية استخدمتها الدولة لإقامة الجيل الاول من المستوطنات … وتقوم الدولة في هذه الايام باستخدام احاييل مختلفة من اجل اقامة مستوطنات وتوسيع مستوطنات. ولسنا بحاجة لمرور عشرات السنين لكشف النقاب عن وثيقة داخلية اخرى ومعرفة بان الاساليب الحالية للسيطرة على الاراضي الفلسطينية من خلال الاعلان بالجملة عن اراضي كأراضي دولة تتناقض مع القانون”. يعترف غازيت اليوم بان بلورة هذا الاسلوب كان محض خديعة ويقول: “اعتقد بأن هذا الموقف الخادع مازال صامدا حتى اليوم ولم نعمل طوال فترة خدمتي منسقا لشؤون المناطق والتي دامت أكثر من سبع سنوات على اقامة اي مستوطنة بأسلوب اخر.
لقد ارادوا ايجاد حل لمجموعة الخليل، التي لم يزد عدد افرادها عن خمسين عائلة. لقد كنت مجرد موظف وعملت وفقا لتعليمات الحكومة”. ويعترف المستوطنون في كريات أربع اليوم ايضا بان هذا الاسلوب كان ببساطة خديعة ويقول اليكيم هعتسني أحد اوائل المستوطنين في كريات أربع: “اجريت مداولات في الكنيست، تحدث فيها يغال الون بوضوح وقال بان هذه مستوطنة مدنية”.
القدس -المحتلة-