تفاؤل ودادي…

يسود الأوساط الودادية تفاؤل كبير بخصوص القرار النهائي الذي ستصدره محكمة التحكيم الرياضي الدولية “الطاس”، والمختصة في البث في النزاعات الرياضية، بشأن الاستئناف الذي تقدم به فريق الوداد البيضاوي، ضد قرار اللجنة التأديبية التابعة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والتي يترأسها عضو من جنوب إفريقيا، مع ما يرمز هذا الانتماء من عداء دفين لكل ما هو مغربي.
وجاء هذا التفاؤل، اعتمادا على مجريات المرافعات وحيثيات الدفوعات التي عرفتها الجلسات، سواء من جانب الوداد أو الترجي التونسي، بالإضافة إلى الشهادات التي أدلى بها كل من رئيس (الكاف) أحمد أحمد، ومندوب المباراة الموريتاني أحمد ولد يحيي، والحكم الغامبي بكاري غاساما.
وتبين من خلال التسريبات والأخبار التي خرجت من هذه الجلسات، أنها كانت إيجابية، بعد أن صبت في اتجاه إنصاف النادي المغربي بصفته صاحب حق، من جراء تعرضه لظلم فادح، تابع الجميع فصوله الصادمة.
كما أن الظروف الأمنية خلال هذه الموقعة الشهيرة، لم تكن أبدا متوفرة، أضف إلى ذلك غياب شروط التكافؤ، وأولها تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار)، مع رفض ظالم لهدف مشروع، سجله اللاعب وليد الكرتي.
وحسب ما تسرب أيضا من أخبار، فإن المرافعات والمعطيات التي تقدمت بها المحامية السويسرية ديسبينا مافروماتي، باسم هيئة دفاع الوداد أمام المحكمة الدولية، تميزت بالدقة والتركيز على نقط أساسية، عززت إلى حد كبير موقف الجانب المغربي، وجعلت قضاة المحكمة الدولية، يقفون على مجموعة من المعطيات والحقائق التي لم يسبق الوقوف عليها خلال الجلسة السابقة، ومنها التأكيد على أن الوداد لم يرفض مواصلة مجريات المباراة، أي انه لم ينسحب، كما يسعى الطرف الآخر التأكيد عليه.
شهادة أحمد أحمد جاءت صادمة بالنسبة للجانب التونسي، خصوصا عندما أكد تعرضه للتهديد والترهيب، وهذا ما حاول الرد عليه رياض التويتي، رئيس اللجنة القانونية للترجي، الذي نفى أن يكون مسؤولو فريقه، قد هددوا أحمد أحمد خلال مباراة النهائي، والأمر حسب التويتي دائما، يتعلق فقط بمشاجرة كلامية، بسبب اختلاف الآراء، والظروف المحيطة آنذاك بالمباراة.
المسؤول الأول عن مديرية الشؤون القانونية بالنادي التونسي، ألمح الى نقطة مثيرة خلال تعليقه على جلسة (الطاس)، عندما أكد أن رئيس (الكاف) لديه مشاكل مع تونس، دون أن يستثني تأثير علاقته الخاصة مع المغرب على حد تعبيره، وكل هذا يبين إلى أي حد أن الجانب التونسي متخوف الى حد كبير ، من إمكانية صدور قرار يلغي قرار لجنة الاستئناف بـ (الكاف).
وإذا كان التفاؤل يسود كل مكونات الوداد بعد هذه الشهادات المنصفة والأخبار الإيجابية، إلا أنها قد لا تعتبر كافية أو ضامنة لإنصاف النادي المغربي، ورد الاعتبار له، بعد الظلم الفادح الذي تعرض له خلال مهزلة سطاد رادس، والتي أجمع كل المتتبعين المحايدين، على أنها كانت قمة في ممارسة التحايل والنصب، وكل أشكال الفساد الفادح، والذي اعتبر امتدادا لسنوات من ممارسة الظلم، وتحقيق المكاسب دون وجه حق.
كل هذه المعطيات لا تعفينا من واجب التحفظ، رغم كل التطمينات القادمة من لوزان السويسرية، الا انه لابد من الحذر ، وعدم المبالغة في التفاؤل، تفاديا لصدمة جديدة، كما كان الأمر في مناسبتين مختلفتين.

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top