تكريس خيار المناصفة

اختار المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم في اجتماعه الأخير، المنعقد بدولة الكاميرون على هامش كأس أمم إفريقيا للمحليين، المغرب لاحتضان بطولة كأس إفريقيا للكرة النسوية لسنة 2022.
جاء هذا الاجتماع بحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري إيفانتينو، بحكم الوصاية المفروضة على جهاز (الكاف)، بعد توقيف رئيسه الملغاشي أحمد أحمد، بشبهة الفساد، وخضوعه للمحاكمة.
ويحمل ترشح المغرب لاحتضان هذه البطولة النسوية، وقبوله من طرف عائلة كرة القدم الإفريقية، الكثير من الدلالات والعبر، ليس لجودة التجهيزات من ملاعب حديثة، ومرافق متطورة، وليس للخبرة التي يتمتع بها المغرب فيما يخص التنظيم، والتي أبان عنها في الكثير من المناسبات العربية والقارية، وحتى الدولية، ولكن هناك مميزات أخرى سمحت لهذا الاختيار، ألا وهو الاهتمام الذي أصبحت توليه الجامعة المغربية لكرة القدم للكرة النسوية، وتزايد عدد الممارسات، وأيضا فوز منتخب أقل من 20 سنة بالميدالية النحاسية خلال الألعاب الإفريقية، كأول إنجاز في تاريخ إناث المغرب.
بالإضافة إلى هذه المميزات، هناك معطى آخر ساهم في اختيار بلاد النساء المتألقات، ويتعلق الأمر بتوجه الدولة ككل، ألا وهو خيار المساواة الذي لا رجعة فيه، تعزز بالنظرة المتقدمة للمجتمع لوضعية المرأة داخل النسيج الاجتماعي، ومن بين النقط التي تزكي هذا التقييم الإيجابي، هناك النظرة المتغيرة للعائلات التي لم تعد تمانع في السماح لبناتها بممارسة الرياضة بصفة عامة، على غرار ما يحدث بباقي القطاعات التي قطعت فيها المرأة أشواطا بعيدة، كما حققت نتائج جد إيجابية.
ومن شأن احتضان المونديال الإفريقي النسوي، إعطاء صورة إيجابية عن تطور المجتمع المغربي، وذلك بفضل حضور صفوة القارة، ومتابعة العديد من الأطر والمتتبعين من مختلف القطاعات، والتغطية الإعلامية المكثفة، كما سيقف كل زائر أو متابع عن بعد، على ما يتوفر عليه المغرب من إمكانيات متقدمة، ليس فقط على المستوى الرياضي، ولكن بقطاعات أخرى أكثر أهمية من حيث الإقامة والنقل والطرق السيارة، والمنتوج السياحي والتنوع الثقافي ومظاهر الحداثة، وغيرها من الجوانب والقطاعات المؤثرة والحاسمة.
على المستوى التقني، فمهمة المنتخب المغربي لن تكن أبدا سهلة، ويعود ذلك إلى وجود بطولة جد متوسطة، وعدم التوفر على فرق مهيكلة، باستثناء فريقي الجيش الملكي وبلدية العيون، في حين أن الأغلبية الساحقة، لا زالت تتخبط في مشاكل كثيرة.
إلا أن الاهتمام القاعدي الذي أصبحت توليه الجامعة لهذا النوع من كرة القدم، سواء من الناحية المالية أو التقنية، والدفعة المنتظر إعطائها بعد تطبيق نظام الاحتراف، وتخصيص موارد مالية مشجعة، من شأنه المساهمة في هيكلة الفرق، وتحقيق خطوات مهمة على درب التطور.
والمؤكد أن هذا التوجه المستقبلي سيتعزز أكثر بمناسبة احتضان هذا العرس الكروي النسوي الإفريقي، سواء من حيث الانتشار وتزايد الإقبال، وإنشاء فرق جديدة، وهى فرصة أيضا للاحتكاك وكسب الخبرة الدولية المطلوبة.
حظ سعيد لكن سيداتي آنساتي، سنقف جميعا لكن احتراما وتشجيعا، داعمين لمنتخب وطني بهذه التظاهرة الإفريقية الكروية بنون النسوة…

>محمد الروحلي

Related posts

Top