تكريما لروح الشهيدة ليلي العلوي

> عادل غرباوي
  قال محمد السكتاوي المدير العام لمنظمة العفو الدولية، إنها لحظة كان فيها من المفترض أن تكون معنا المصورة المغربية ليلي العلوي في عرسها بالمعرض الدولي للنشر والكتاب من أجل تكريمها عرفانا لها بكل المجهودات التي ما فتئت تقوم بها في خدمة القضايا الإنسانية.
 وأضاف في لقاء عقد برواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان، على هامش الدورة الثانية والعشرين من فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، أن الراحلة ليلي العلوي كانت دائما تمثل صوت المستضعفين والمضطهدين وأصحاب الأقليات في كل الرحلات التي تخوضها، قبل أن يختطفها الإرهاب ببوركينافاصو  عندما كانت تهم بالقيام بمهمة من طرف منظمة العفو الدولية.
 وأكد السكتاوي في ذات اللقاء، أن ليلي العلوي كانت تقول له دائما لا تحزنوا، حيث أنها قد تحدثت إلى أمها كريستين وقالت لها: انتظريني أمي أنا عائدة، وقالت لأخيها سليمان: أخي أين محمد ومحمد هذا هو مواطن من بوركينافاصو كان رفيقها وسائق سيارتها الخاصة، مضيفا، أن روح ليلي حاضرة دائما وتقول لكم اطمئنوا سنبيد هذا الإرهاب ونطرده من هذا العالم.
 ومن جانبه، قال يونس أجراي، مستشار بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، إن ليلى العلوي هي من المصورات الفوتوغرافيات التي تلتقط صورها بقلبها النابض، فهي صديقة للجميع باختلاف أجناسهم وألوانهم، ودافعت في أكثر من مرة عن قضايا الإنسانية والمساواة وكان همها الوحيد الانتصار للحقيقة وملاقاة الآخر.
 وأشار أجراي في كلمته، إلى أنه الآن نخلد الذكرى الأربعين لوفاة ليلي العلوي التي غيبها عنا الموت في الأحداث الإرهابية التي عرفتها بوركينافاصو، وأنها عشقت الصورة الفوتوغرافية بقلب كبير، وأعمالها التي أنجزت طيلة السنوات التي عملت تؤكد تمكنها من فن التصوير التي كانت بارعة فيه.
 وشهد ذات اللقاء، قراءة شعرية للشاعرة وداد بنموسى في حق الراحلة ليلي العلوي، إذ ألقت أمام الحضور الذي أثث رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان، قصيدة ترثي فيها ليلي العلوي، متحدثة فيها عن كل المراحل التي مرت بها العلوي بدءا من أحداث باريس وختاما باغتيالها في “واغادوغو” ببوركينافاسو عندما كانت مكلفة بإنجاز موضوع حول “الزواج المبكر”، خاتمة أن الراحلة خدمت طيلة 33 سنة من عمرها قضية المرأة والانتصار للضعيف والفقير.
 وختم محمد السكتاوي في نهاية اللقاء قائلا، أنه باسم منظمة العفو الدولية يوجه نداء عاما لكل الأدباء والكتاب والإعلاميين والفنانين والمبدعين والمثقفين والمثقفات والفاعلين الحقوقيين، تشكيل جبهة ثقافية لمناهضة التطرف، حيث يمكن أن يكون هذا المقترح هو أحسن هدية تقدم للراحلة ليلى العلوي الإنسانة والمناضلة في يومها التكريمي الذي كنا نتمنى أن تكون حاضرة معنا، لكن شاءت الأقدار أن تغادرنا قبل شهر من الآن إلى دار البقاء.
 وكان قد خلف رحيل ليلى العلوي حزنا كبيرا في الوسط الثقافي والإعلامي، وكذا المجال الإنساني، حيث يشهد للراحلة بالدفاع عن قضايا الغير ومسائل الهوية الثقافية، وعرضت أعمالها وصورها في أكبر قاعات العرض العربية والغربية.

Related posts

Top