تواصل عملية التلقيح الوطنية بخطى حثيثة في أفق تحقيق المناعة الجماعية

بلغ عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح ضد كورونا بالمملكة 257291 ملقحا، وذلك إلى غاية الساعة السادسة مساء من أول أمس الثلاثاء. ويعد التلقيح ضد هذا الوباء فرصة لإنقاذ الملايين من المتلقين من خلال تحفيز جهازهم المناعي وإعداده للتعرف على الفيروس ومنع العدوى به. إلا أن تحقيق المناعة الجماعية لن تكون ممكنة إلا إذا تم تلقيح على الأقل 80 بالمائة من الساكنة على الصعيد الوطني. ومن أجل بلوغ هذا الهدف وتحقيق “مناعة القطيع”، تتواصل عملية التلقيح الوطنية بمختلف عمالات وأقاليم المملكة.  

استهداف 1500 شخص من هيئة التعليم بأزيلال

وفي هذا السياق، تلقى أول أمس الثلاثاء بإقليم أزيلال، حوالي 50 من الأطر الإدارية والتربوية والتقنية العاملين بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، الحقنة الأولى من اللقاح المضاد للوباء، في امتثال كامل للإجراءات الوقائية المطبقة في إطار مكافحة انتشار الوباء.
وأوضح المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بأزيلال، فؤاد باديس أن هذه العملية ستتواصل طيلة الأسبوع الجاري، بهدف تلقيح حوالي 1500 شخص من هيئة التعليم على مستوى إقليم أزيلال.
وأضاف أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات لضمان نجاح هذه العملية، مشيرا بشكل خاص إلى إحداث وتهيئة 7 مراكز قرب للتلقيح بكل من ملحقة المديرية الإقليمية، وبكل من ثانويات: أزود التأهيلية بأزيلال، وأفورار الإعدادية، والمختار السوسي بتديلي، وتيفاريتي بابزو، وحمان الفطواكي بدمنات، وواويزغت التأهيلية.

إقبال كبير على مراكز التلقيح بوزان

أما على مستوى إقليم وزان، فقد تسارعت وتيرة هذه العملية، من خلال الإقبال الكبير للراغبين في الاستفادة من الجرعة الأولى من اللقاح وفق المعايير المحددة من قبل وزارة الصحة.
ولإنجاح هذه الحملة الوطنية للتلقيح بهذا الإقليم، تمت تهيئة 18 مركزا للتلقيح موزعة على المدارين الحضري والقروي، وتعبئة كافة مصالح المندوبية، الطبية والتمريضية والإدارية.
وقال مندوب وزارة الصحة بإقليم وزان، الدكتور مصطفى عادل، إنه إلى حدود مساء يوم الاثنين الماضي، تم على مستوى مراكز التلقيح الـ 18، تطعيم حوالي 2500 مستفيد من الفئات المستهدفة، مبرزا، المستوى الجيد للتعبئة وحس المسؤولية اللذين أبان عنهما مختلف المتدخلين في هذه الحملة، كما أشار إلى ثقة المواطنين في هذه العملية التي تروم تقليص ثم القضاء على حالات الإصابة والوفيات الناجمة عن الجائحة، واحتواء تفشي الفيروس، في أفق عودة تدريجية لحياة عادية.

أجواء مثالية لعملية التلقيح بالحسيمة

وبنفس الوتيرة تتواصل عملية التلقيح ضد الوباء بإقليم الحسيمة، حيث استفاد أزيد من 804 أشخاص استفادوا حتى أول أمس الثلاثاء. وقال المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بالحسيمة، محمد اليزناسني، أن هذه العملية تسير بطريقة تدريجية
وفي أجواء مثالية يميزها حسن استقبال المستفيدين من قبل طاقم طبي وتمريضي مكلف بعملية التلقيح، مضيفا، أنه تمت تعبئة جميع التجهيزات اللوجيستيكية واتخاذ كافة الترتيبات اللازمة من أجل إنجاح الحملة على المستويين المحلي  والوطني.

الوضع بالنسبة لفيروس كورونا بالمملكة

من جهة أخرى، وعلاقة بالوضعية الوبائية المرتبطة بـ “كورونا” بالمملكة، خلال الفترة الممتدة ما بين الساعة السادسة من مساء يومي الاثنين والثلاثاء، تم تسجيل 835 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) و795 حالة شفاء، و22 حالة وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأوضحت وزارة الصحة في نشرتها اليومية لنتائج الرصد الوبائي لـ “كوفيد 19” أن الحصيلة الجديدة رفعت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 472 ألف و273 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس الماضي، ومجموع حالات الشفاء التام إلى 450 ألف و847 حالة، بنسبة تعاف تبلغ 95.5 في المائة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 8309 حالة، بنسبة فتك قدرها 1.8 في المائة.
وتتوزع حالات الإصابة المسجلة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة عبر جهات المملكة بين كل من جهات الدار البيضاء-سطات (319)، وطنجة-تطوان-الحسيمة (232)، والرباط-سلا-القنيطرة (94)، والشرق (71)، ومراكش آسفي (38)، وسوس ماسة (32)، والعيون الساقية الحمراء (13، وفاس مكناس (11)، ودرعة تافيلالت (11)، وبني ملال خنيفرة (6)، والداخلة وادي الذهب (5)، وكلميم واد نون (3).
أما الوفيات فتتوزع على جهات الدار البيضاء-سطات (7 حالات)، وجهة الرباط-سلا-القنيطرة (4 حالات)، و3 حالات بكل من جهتي مراكش-آسفي والشرق، وحالتين بكل من جهة طنجة-تطوان-الحسيمة وفاس-مكناس، وحالة واحدة بجهة سوس-ماسة.
وقد بلغ مؤشر الإصابة التراكمي بالمغرب 1299.5 إصابة لكل مائة ألف نسمة، بمؤشر إصابة يبلغ 2.3 لكل مائة ألف نسمة خلال الـ 24 ساعة الماضية، فيما وصل مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج خلال نفس الفترة إلى 13 ألف و117 حالة.
وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال الـ 24 ساعة الماضية، 59 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 676 حالة، 54 منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و350 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي. أما معدل ملء أسرة الإنعاش الخاصة بـ”كوفيد 19″، فقد بلغ 21.4 في المائة.
إعطاء 100 مليون جرعة من اللقاح
 ضد الوباء في العالم

يتواصل زخم حملات التلقيح ضد الوباء في العالم رغم الانتقادات لبطئها في دول الاتحاد الأوروبي، مع إعطاء مئة مليون جرعة من اللقاحات عالميا.
دافعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أول أمس الثلاثاء عن الإستراتيجية الأوروبية للتلقيح معتبرة أنها الإستراتيجية “الصائبة” منتقدة بشكل غير مباشر مقاربة بريطانيا التي قامت بالتلقيح بشكل أسرع.
وقالت فون دير لايين، في مقابلة مع صحيفة لوموند “بدأت بعض الدول التطعيم قبل أوروبا بقليل، هذا صحيح. لكنهم لجأوا إلى تدابير طارئة لترخيص طرحها، في غضون أربع وعشرين ساعة. لقد اتفقت المفوضية والدول الأعضاء على عدم التنازل عن متطلبات السلامة والفعالية المتعلقة بالموافقة على اللقاح”. وأضافت أن “أوروبا بدأت في وقت لاحق، لكنه كان القرار الصائب”.
وأظهر تعداد أجرته وكالة “فرانس برس” أول أمس الثلاثاء، انه تم إعطاء 101 مليون و317 ألف و5 جرعات لقاح في العالم في 77 دولة أو منطقة على الأقل. وبشكل مطلق تتصدر السباق الولايات المتحدة مع إعطاء 32.2 مليون جرعة لنحو 7.9% من السكان.
في الاتحاد الأوروبي، تم إعطاء 12.7 مليون جرعة من اللقاح لحوالي 2.3% من السكان. وبين الدول الأعضاء الـ27 تتقدم مالطا (5.4%) والدنمارك (3.2%) وبولندا (3.1%.).
وعقد اجتماع بداية الأسبوع الجاري، في برلين بين المسؤولين الألمان وعدد من شركات الأدوية لمحاولة إنعاش حملة التطعيم البطيئة في ألمانيا كما هي الحال في دول أوروبية عدة.
وانطلق الاجتماع بمواقف إيجابية مع التزام مختبرات عدة تسريع إنتاجها للقاحات المضادة لكوفيد-19 مع أن الكميات تبقى أقل مما اتفق عليه أساسا مع الاتحاد الأوروبي.
ووعد مختبر بايونتيك الألماني الاثنين تسليم الاتحاد الأوروبي ما يصل إلى 75 مليون جرعة إضافية من لقاحه في الربع الثاني من السنة. وينوي تحالف بايونتيك/فايزر” زيادة عمليات التسليم اعتبارا من 15 فبراير”.
وسيعمد مختبر أسترازينيكا الذي صب المسؤولون الأوروبيون جام غضبهم عليه بسبب تأخره في تسليم اللقاحات، في نهاية المطاف على زيادة عمليات تسليم لقاحه بنسبة 30% في الربع الأول من السنة الحالية. وحصل المختبر على ترخيص استخدام لقاحه الجمعة في الاتحاد الأوروبي
واعتمد الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة الماضي، آلية تتيح مراقبة صادرات اللقاحات التي تنتج على أراضيه ومنع خروج جرعات مخصصة للأوروبيين. لكن وزيرا يابانيا هو تارو كونو قال أول أمس الثلاثاء، إن هذه الآلية الجديدة ستبطىء الحملات في بلاده.
وفي اليابان، مددت الحكومة أول أمس الثلاثاء حالة الطوارىء المرتبطة بفيروس كورونا في طوكيو ودوائر أخرى في البلاد قبل أقل من ستة أشهر على الألعاب الاولمبية التي أرجئت السنة الماضية بسبب الوباء.
لكن رئيس اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية يوشيروي موري أكد في نفس اليوم، أن دورة الألعاب الأولمبية المؤجلة في طوكيو للصيف المقبل ستقام “مهما كان الوضع بالنسبة لفيروس كورونا”.
في أوروبا، خففت ايطاليا وبولندا، بداية الأسبوع الجاري، إجراءات مكافحة كوفيد 19 وأعادتا فتح المتاحف لكن الدول المجاورة لهما لا تزال تشدد القيود خصوصا في مجال السفر لمكافحة وباء أودى بحياة 2.2 مليون شخص في العالم حتى أول أمس الثلاثاء.

 مواجهة انتشار النسخ المتحورة من الفيروس

وفي مواجهة انتشار النسخ المتحورة من الفيروس، أعلنت الحكومة الاسبانية أول أمس الثلاثاء عن قيود مشددة على الرحلات القادمة من جنوب أفريقيا او البرازيل على مدى أسبوعين.
واعتبارا من أمس الأربعاء سيتمكن من الدخول الركاب القادمين من هاتين الدولتين الذين يحملون الجنسية الاسبانية فقط أو المقيمون في اسبانيا او اندورا.
في فرنسا حيث أغلقت الحدود مع الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، جاءت أولى النتائج من الضواحي الباريسية للتحقيق الهادف لتقييم انتشار النسخ المتحورة من كورونا الأكثر عدوى “غير جيدة” كما حذر، أول أمس الثلاثاء، رئيس اللجنة الطبية لمستشفيات باريس ريمي سالومون متحدثا عن “زيادة مطردة”.
من جانب آخر، دعت الحكومة  في اليوم ذاته، أرباب العمل والموظفين إلى الاستعداد لتعزيز العمل عن بعد في الشركات.
أما البرتغال التي باتت بؤرة الوباء في أوروبا في الأيام الماضية، فطلبت من جهتها مساعدة دولية لتخفيف العبء عن المستشفيات التي بلغت أقصى طاقاتها الاستيعابية. واعلنت الحكومة الاشتراكية مساء  يوم الاثنين الماضي أنها قبلت “عرضا للتعاون من الحكومة الألمانية لتعزيز الاستجابة لمواجهة كوفيد 19”.

>  سعيد أيت اومزيد
>  تصوير: مكاو عقيل – رضوان موسى

Related posts

Top