توقيع كتاب “ما لم أقله لابنتي” للكاتب المغربي عبد الله الداودي بطنجة

احتضن مقر نادي ابن بطوطة بمؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم بمدينة طنجة مؤخرا، حفل تقديم وتوقيع كتاب “ما لم أقله لابنتي” للأستاذ عبد الله بن ادريس الداودي، بتنسيق بين المؤسسة وجمعية خدمة اللغة العربية فرع طنجة ومنظمة البيت العربي.
أدار اللقاء ويسر أطواره الدكتور والأكاديمي محمد نافع العشيري وشارك فيه الدكتور مصطفى المسعودي و الدكتور مصطفى اغزييل، حضره في زمن الأومكرون والتخوفات من آثار الوباء نخبة من مثقفي طنجة الذين جمعهم هاجس النقاش الثقافي حول كتاب “ما لم أقله لابنتي”، فكان الحضور بهيا، كما ونوعا، يبحث عن سر التساؤل الكامن في السهل الممتنع، بين سطور سطرها الكاتب في عشرة أبواب، بتلقائية نابعة من تجربة طويلة في الحياة، على شكل رسائل قصيرة هادفة موجهة لكل البنات في مجتمعنا.
استهل الاحتفاء بتلاوة رائعة من الذكر الحكيم وإنشاد أروع للشاب عبد المغيث، وتخلل اللقاء مقطوعة غنائية للتلميذة منى وتقدم الدكتور الشاعر مصطفى المسعودي بشهادة في حق مؤلف الاستاذ الداودي بإلقاء قصيدة ضمنها كل تعابير والود والتقدير التي تجمعه بزميله:
(شكرا صديقي إذ بعثتَ رسالة
مَمْهورةَ البنيان والصفحاتِ
ما لمْ أقلهُ لابنتي بصراحة
قد قلتَه بالقلب لا الكلماتِ
عدّلتَها بابا فبابا مُحكما
واسترسل الإرشادُ في الفقراتِ
قد نُبتَ عن أولي الأمُور برؤية
تغفُو هناك بمركز النّبضاتِ
أولادُنا مثل الزهور وجودُهمْ
إن الحياة تطيبُ بالزهراتِ
وكتبتَ في زمن يَحارُ حليمه
ماذا، وأين، وما مصيربناتي؟)
وقدم كلمة مفصلة في حق الكتاب شكلا ومضمونا، مع الوقوف عل تطور فن كتابة الرسائل منذ زمن عبد الحميد الكاتب، إلا أن الرسائل في الكتاب جاءت بصيغة تتماشى مع رسائل العصر في زمن التكنولوجيا و التواصل، ثم أسهب متسائلا من هي ابنة الكاتب؟ وكيف يبعث برسالة إلى ابنته القربية منه؟ مخاطبا اياها كمنادى بعيد، منزلا بذلك القريب منزلة البعيد، وذلك لغاية بلاغية، تتمثل في علو مكانة المخاطب، كقول يا رب رغم أنه قريب منا من حبل الوريد، فهو بذلك يخاطب ابنته وتلميذته وكل البنات.
وفي مداخلة للدكتور مصطفى اغزييل عضو المجلس العلمي المحلي بطنجة، تناولت الجوانب الدينية والروحية في نص الكتاب واهتمامه بالدعوة للتماسك الأسري والدفء العائلي، وصنفه ضمن الكتب الإصلاحية الواقعية النابعة من واقع وتجربة الكاتب كأستاذ وأب ومتتبع، مجيبا على التحديات التي تعيشها الأسرة المغربية.
وأعطيت الكلمة للمؤلف ليقرأ مقطوعة من مؤلفه حول الأمل في المستقبل في شكل خاطرة كتبها في حق حفيدته شهد.
وختم الدكتور محمد نافع العشيري المداخلات بكلمة في حق هذا النوع من الكتابة الشذرية التي أبدع فيها الأستاذ وكان سباقا في هذا المجال.

Related posts

Top