عاشت قاعة بلدية آزمور مؤخرا حفلا ثقافيا جمع بين ما هو تاريخي وما هو صحفي من خلال توقيع وقراءة في أول إصدار للأستاذ والصحفي، أحمد امشكح “كيف رتب الحسن الثاني انتقال العرش لولي عهده” الذي نظمه فرع آزمور للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بمشاركة الصحافي والشاعر عبد الحميد الجماهري، وحضور نخبة من رجال الثقافة والفن والإعلام، حيث بعد تسليط الضوء على مسار الكاتب الحافل بالعطاء في المجال الصحافي خاصة الرياضي منه، عبر عدة منابر وطنية وعربية من قبل الأستاذ عبد اللطبف البيدوري، تناول الكلمة صاحب المؤلف أحمد امشكح الذي أبرز القيمة التاريخية للكتاب التي تجسد إحدى المراحل المتميزة في تاريخ المغرب الحديث، موضحا أن كتابه هذا جاء نتيجة سلسلة ضمت نحو عشرين حلقة، سبق أن نشرها عبر بوابة فسحة الصيف بجريدة الاتحاد الاشتراكي، و هي عبارة عن كتابة تاريخية بأسلوب صحافي، مقدما في نفس السياق بعضا من مقدمة الكتاب التي من بين ما تضمنته: “قبل أن يبكى المغاربة ملكهم الحسن الثاني، الذي حكم البلاد بيد من حديد، كان لابد أن تترك خلفها ضحايا من معتقلين ومنفيين، كان الملك الراحل قد فكر في طرق تدبير ملف انتقال عرش أسلافه إلى ولي عهده دون مشاكل ولا إكراهات، خصوصا وأن خصومه السياسيين والعسكريين، كانوا قد هددوا نظامه، وكادت الانقلابات التي تعرض لها أن تنهيه..”، وتابع أحمد أمشكح: “أحس الحسن الثاني بقرب نهاية حكمه حينما استبد به المرض، ووجد أن أقرب طرق انتقال العرش العلوي الذي دشنه أسلافه منذ مولاي علي الشريف، سلاسة هي نزع فتيل معارضته، التي كان يقودها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي سيبعث للملك الراحل برسالة دون تشفير حينما رافق جثمان زعيمه عبد الرحيم بوعبيد إلى مقبرة الشهداء، الملايين، في جنازة مهيبة أدخلت الرعب في نفس الملك الراحل، وقتها بدأ الحسن الثاني في وضع سيناريو حكومة التناوب التي سيقودها خصمه عبدالرحمان اليوسفي في 1999، على الرغم من أن وفاة عبد الرحيم بوعبيد كانت في يناير 1992.
فيما كانت كلمة الصحافي والشاعر عبد الحميد الجماهري غير بعيدة عما تناوله زميله امشكح الذي نوه بمؤلفه وبالقيمة التي يكتسيها، مبرزا أن “الملك الراحل لم يكن خارج النص، وهو يتحدث من على منصة البرلمان وأمام ممثلي الأمة، عن السكتة القلبية التي تهدد المغرب. لذلك لم يكن متحمسا-وهو يحلم بتناوب جديد، وحكومة على شاكلة تلك التي تم وأدها في بداية الستينيات والتي سماها المتتبعون بحكومة الوطنيين، والتي قادها الراحل عبد الله ابراهيم- لأن يعود إلى سدة الحكم حزب الاستقلال، أكثر من رغبته في أن يقود هذه التجربة الجديدة وجه من خصوم الأمس، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. لذلك سينتظر الحسن الثاني 1998 ليعلن عن ميلاد تناوب عبد الرحمان اليوسفي، وليس تناوب امحمد بوستة الذي كان مقررا في 1996”.
متابعة: محمد الصفى