تونسيون متحمسون “للتغيير” بعد قرارات سعيد مع رفضهم “للديكتاتورية وحكم العسكر”

على الرغم من اختلاط الشعارات الديموقراطية بالأسلحة، عادت عجلة الحياة اليومية إلى الدوران في العاصمة التونسية حيث يعرب كثر عن تفاؤلهم بأن الخطوات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد “ستنقذ” البلد المأزوم، ولكن من دون منحه شيكا على بياض.
ومنذ أن أعلن سعيد الأحد تعليق عمل البرلمان وأقال رئيس الوزراء، تعوق آلية مدرعة الوصول إلى قصر باردو الذي يضم مقر البرلمان.
ولهذا الأمر رمزية كبيرة في بلد صغير يعتبر الناجي الوحيد من دول “الربيع العربي”، إذ سلك طريق الديموقراطية بعد التظاهرات الحاشدة التي أطاحت في 2011 بنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
وفي حين حذرت دول عدة من مخاطر تحول البلاد إلى نموذج استبدادي، تأمل نجاة بن غربية بمستقبل أفضل.
وتؤكد نجاة أنها كانت تتوقع قرارا حازما “منذ زمن”، وتوضح أن الفقر متفش والناس بائسون بعد مرور عشر سنوات على الانتفاضة الشعبية.
وفاقمت الجائحة وسلسلة القيود التي فرضت لاحتوائها الأوضاع.
وتعتبر بن غربية أن الأولوية للتحرك وليس المماطلة، ويشاطرها الرأي آلاف التونسيين الذي احتفلوا في الشارع بعد القرارات التي أعلنها الرئيس.
وتشدد بن غربية على أن سعيد أستاذ في القانون “وليس سياسيا”، مضيفة “نحن نثق به، هو ليس مثل بن علي، ليس ديكتاتورا”.
واستطلعت وكالة فرانس برس آراء عدد من التونسيين وافقوها الرأي لكن هم تخو فوا من أن يتحول سعيد إلى “ديكتاتور”.
وبعد صدامات سجلت الاثنين أمام البرلمان بين مناصرين للرئيس ومؤيدين لحزب النهضة ذي المرجعية الإسلامية وأكبر الأحزاب التونسية تمثيلا في البرلمان، ساد الهدوء الثلاثاء.
وتكاد الحواجز التي تعوق الوصول إلى جادة الحبيب بورقيبة تكون الدليل الوحيد على الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد.
لكن لا يمكن الركون الى الهدوء في ظل التساؤلات العديدة المحيطة بما سيحدث على المدى القصير. فقبله كان بن علي قد استند إلى الدستور في العام 1987 لإحكام قبضته على السلطة، ومصادرتها لاحقا.
ويقول مرتضى السعيدي (19 عاما) “نحن نخشى بعض الشيء مما قد يحصل، ومن خطر أن نكون عدنا إلى عهد بن علي، خطر أن تنحصر السلطة التنفيذية والسلطة القضائية بالرئيس”.
لكن إزاء الأزمة الصحية والاقتصادية والشلل السياسي الناجم عن السجال بين الرئيس وحزب النهضة، يعتبر البعض أن المواقف الحازمة مطلوبة.
ويقول منير مبروك (57 عاما) “أظن أن ما قام به قيس سعي د هو موضع ترحيب من الشعب. لماذا؟ لأن النتيجة ستكون لصالح الشعب مهما كانت الظروف”.
ويتابع مبروك “في تونس لا مكان للديكتاتورية وحكم العسكر، هذا غير ممكن بالنسبة للشعب التونسي طالما أن القرار هو للشعب”.
لكنه يبدي قلقه إزاء إغلاق قوات الأمن مكاتب قناة الجزيرة ويعتبره عملا “غير مسؤول”، مشددا على أن حرية الصحافة مصدر فخر لتونس.
ويضيف مبروك “لو رأى الشعب أن قيس سعيد يحب أن يكون ديكتاتورا، ويحب أن يتصرف ضد الثورة، فبالطبع سينتفض ضده وسيثور عليه”.
ولا يبدي الناشط في المجتمع المدني مهيب الماجد قلقا حيال قرارات الرئيس ويقول “أرى أنه إنقاذ وحقيقة إنقاذ، لأن جميع التونسيين في الفترة الأخيرة يشهدون على تدهور الأحوال الاجتماعية والاقتصادية كثيرا، في ظل سياسات الدولة القائمة منذ سنوات والتي لم تستجب لطموحات هذا الشعب وتطلعاته”، ويضيف “لذلك حان وقت التغيير”.
وتقول صونيا دالي وهي صاحبة محل “نأمل خيرا بمستقبل جيد وزاه. قام (سعيد) بخطوة جيدة وإيجابية جدا، نأمل خيرا وفي أن يكون الآتي أفضل”.

< أ.ف.ب

Related posts

Top