جاء الدور على الأندلسي…

“أوجه تهنئة خالصة لكل مكونات الرجاء التي تعتبر أن مصلحة النادي فوق كل شيء، وأستثني الأشخاص الذين يستعملون اسم الفريق للترويج لمصالحهم الشخصية وبغاو يديرو الرجاء fonds de commerce”.

“أقول للذين يوظفون الذباب الإلكتروني الله يهديكم.. عيب تجييش الصبيان من أجل السب والقذف.. لن ألجأ للقضاء وسأتركهم لضميرهم”.

“لن أترشح لرئاسة الرجاء في الجمع العام المقبل، لكن لن أسلم الفريق إلا ليد أمينة، تؤمن بالتسيير الاحترافي، خاصة وأن الآن صارت الأزمة المالية خلفنا.”

كانت هذه تصريحات أدلى بها رشيد الأندلسي لمحطة “ا.م. ف.” ، وكانت كافية لتجر عليه حملة ممنهجة، وبنفس الطريقة ومن نفس المصدر،  والأكثر من ذلك بنفس العبارات، من قبيل “ارحل”، “اشنو اعطيتي للفرقة”، “زيرو درهم”، وغيرها من التعابير والمفردات التي تم استعمالها في محاربة مجموعة ما يسمى بالحكماء، فردا فردا، وبعدهم سعيد حسبان، وجواد الزيات، ليأتي الدور الآن على الأندلسي.

نجح الرئيس الحالي في قيادة الفريق، خلفا لجواد الزيات الذي فضل الهروب،  حيث تحمل المسؤولية في ظروف صعبة، ووسط ظروف غير مواتية تماما، بسبب انتشار وباء كوفيد، والنتائج والأرقام المحققة تقول إنه نجح بالفعل، في المهمة التي كلف بها من طرف المنخرطين منذ بداية الموسم.

فوز بكأس محمد السادس، وكأس الكاف، وضمان المشاركة بعصبة الأبطال الإفريقية للموسم القادم.

وبالموازاة مع هذا النجاح التقني، كان هناك أيضا نجاح مالي، إذ استفادة خزينة النادي من منحة التتويج بلقب كأس محمد السادس والتي بلغت قيمتها 6 ملايين دولار أمريكي، ومداخيل لقب كأس الكنفدرالية الإفريقية التي توج به على حساب شبيبة القبائل الجزائري وقيمتها مليار و250 مليون سنتيم، بالإضافة إلى 6 ملايير سنتيم في صفقة بيع بين مالانغو، وسفيان رحيمي إلى الإمارات “الأول إلى الشارقة والثاني إلى العين”، ومبلغ 250 مليون سنتيم منحة الجامعة، بعد احتلاله المركز الثاني في البطولة الوطنية الاحترافية.

كل هذه الموارد المهمة، ستمكن فريق الرجاء من تجاوز الخصاص المالي الكبير، الذي عانى منه خلال السنوات الأخيرة، رغم توقف مداخيل الجمهور منذ سنتين تقريبا، بسبب إجراء المباريات بدون جمهور ، وهذا ما أراد الأندلسي الإشارة  إليه، وهو واقع لا يحمل أية إساءة لجمهور الرجاء ومحبيه.

ومشكل غياب مداخيل الجمهور لا يخص الرجاء بمفردها، فكل الأندية الجماهيرية التي كانت تستفيد كل موسم من دعم قياسي لجمهورها، عانت من نفس الخصاص، وفي مقدمتها فريقي العاصمة الاقتصادية، الرجاء والوداد، وهذا أراد الوقوف عليه رشيد الأندلسي، إلا أن هناك جهات مغرضة معروفة بشطحاتها، سعت كالعادة إلى  أعطاء تفسيرا مغرضا، وفي محاولة لتهييج فئة من الجمهور، بدعوى أن الرئيس الحالي قلل من وزن جمهور الرجاء، وحاول إخفاء دوره في دعم فريقه.

صحيح أن هناك من يتعامل بنوع من الحكمة، ولا ينساق مع محاولات التغليط المقصود والتوجيه غير البريء، وهناك من يتعامل مع الأحداث انطلاقا من حسن نية، الشيء الذي يسقطه في أخطاء القاتلة، وهناك أيضا من يظهر الاستعداد لخدمة أجندة خاصة، دون مراعاة مصلحة النادي.

المؤكد أن هناك جهات معروفة تسعى دائما إلى الإساءة للفريق ومسؤوليه، لا يهمها إعادة التوازن، أو إصلاح الأخطاء أو الخروج من الأزمة المالية الخانقة، رغم أن الخاص والعام يعرف أن هذه الجهات التي نقصد بالتحديد، هي من كانت وراء الانهيار التي عاشه نادي الرجاء منذ سنة 2013. وفي الوقت الذي تم إغراق النادي وسط وحل الأزمة المتعددة الأوجه، هرب من تسبب في الأزمة تاركا وراءه كوارث لا حصر لها.

فالعائلة الرجاوية مطالبة بتكاثف الجهود والاستفادة من إيجابية المرحلة، قصد إعادة بناء النادي على أسس سليمة ونظيفة ومتوازنة، وأن تظهر نوعا من التضامن في مواجهة مصدر الإزعاج الدائم والمستمر.

ومصلحة الرجاء تقتضي التحلي بالشجاعة المطلوبة، في مرحلة فاصلة ودقيقة، وهى فرصة عظيمة قد لا تتكرر في الأمد المنظور.

محمد الروحلي

Related posts

Top