بعد تأجيل موعد انعقاد مباراة انتقاء المرشحين لمنصب رئيس جامعة ابن طفيل على إثر انسحاب أحد أعضاء اللجنة المكلفة بدراسة مشاريع المرشحين، أمام سيل من الانتقادات الحادة التي تعرّضت لها إعلاميا، وفي ظل المقاطعات المتوالية لرؤساء الجامعات لأنشطة وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف الميراوي، وذلك انتقادا للسياسة التي ينهجها في تدبير قطاع التعليم العالي، ومن بينها الأسلوب المتبع في تشكيل لجان انتقاء رؤساء الجامعات (فاس الدار البيضاء وبني ملال)، تمّ إجراء مباراة انتقاء رئيس جامعة ابن طفيل بتاريخ: 20/21/22 نونبر 2022 تحت إشراف لجنة معدّلة.
وبحسب مصادرنا فإن أغلب المرشحين عبروا عن قلقهم وعدم الرضى بالسير العام لأشغال اللجنة، إذ سجل معظمهم انعدام المصداقية والنزاهة في فحص ودراسة المشاريع ومناقشتها، واتضح ذلك في أسلوب الارتجال واللامبالاة في التعامل مع مشاريعهم بالنظر إلى حجم الزمن الوجيز المخصص لعرض كل مشروع ومناقشته، حيث لا يتعدى السقف الزمني 30 دقيقة في المجموع. كما استنكروا الصيغة التي تم بها تعويض العضو المنسحب في اللجنة الأولى حيث عمد إلى انتداب شخص آخر مكانه. وهي سابقة خطيرة في تاريخ تشكيل لجن انتقاء رؤساء الجامعات. وخصوصا أن منصب رئيس الجامعة ليس بالمنصب الوظيفي العادي إذ يعدّ من المناصب السامية التي يعهد إليها مهام تدبير المؤسسة العلمية الأولى بالبلاد والتي تتكفل بتحمل مسؤولية تخريج الأطر العليا وتطوير البحث العلمي.
بالإضافة لما شاب أشغال اللجنة من شبهات توحي بأن المباراة شكلية وأن نتائجها محددة سلفاً كسابقاتها، فإن مصادرنا تؤكد أن اللجنة تتجه إلى تفضيل أحد المقربين من الوزير عبد اللطيف المراوي انسجاما مع ما سبق أن نبهت إليه مجموعة من المنابر الإعلامية لما أشارت إلى أن منصب رئاسة جامعة ابن طفيل سيؤول إلى المدعو محمد العربي كركب.
كما كشفت مصادرنا إلى أن العديد من أشكال الاختلالات والشبهات شابت طريقة تشكيل اللجنة وأشغالها، مما أثار الكثير من التساؤلات الاستنكارية حول مدى جدية الوزير في التعاطي مع مسؤولية تعيين رئيسا جديدا لجامعة ابن طفيل يعتمد مبدأ الاستحقاق وتكافؤ الفرص ومبدأ الشفافية والنزاهة.
وإذا كان أغلب أطر جامعة ابن طفيل من الأساتذة الباحثين والموظفين يشعرون بالغبن والامتعاض الشديدين والإهانة لما سيؤول إليه مصير الجامعة بعد سنوات من البناء والتطوير بوّأها المراتب العليا في التصنيفات الدولية المحترمة، فإن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف المراوي مازال يواصل سياسة التعنت في التجاوب مع الإمكانات المعنوية والمادية التي تزخر بها الجامعة المغربية.
وتتوقع مصادرنا أن اللجنة المكلفة بدراسة مشاريع المرشحين لمنصب رئيس جامعة ابن طفيل والتي أنهت مهامها بتاريخ: 21/11/2022 دون أن تخلف الرضى والارتياح في نفوس المرشحين وبعض أعضائها ستكون أمام تحدي قبول نتائجها والاعتراف بمصداقية أشغالها.