جنون تبون يتواصل…

التصريحات الأخيرة التي صدرت عن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في لقاء عقده مع ممثلي وسائل إعلام محلية جرى نقله وبثه مباشرة، لم تختلف عن كامل الجنون الذي أبان عنه المعني بالأمر دائما، ولم تخرج عن عقلية الطغمة العسكرية الحاكمة في البلد الجار، والتي تتسم بالحمق وتفاقم العداء المرضي للمغرب.
بشكل غريب، يمسك تبون بحمقه بين يديه وينتشي به، ولا يبالي بكل التناقضات الخرقاء التي يقترفها بين كلمة وأخرى، ولا يلتفت لحجم السخرية الذي يقابل بها كلامه في العالم كله…
تبون لف نفسه بالأوهام، وصدقها، واستمر يروج لها، واعتقد أن المغرب يرتعد من تهديداته وتصعيده، أو أنه وقع بين يديه، وسيقبل ضغوطه وابتزازاته…
في التصريحات الأخيرة، جاء الكلام كما لو أنه بلطجة منحرفين، وبدا رئيس الجمهورية «زعما» بلا كاريزما أو لياقة أو حد أدنى من المسؤولية والتعقل، وكانت الأجوبة كلها خالية من السياسة والمنطق و… الحقيقة…
وعندما يصدر الكلام عن حقد وعداء وضغينة، فإن المصرح به يفضح أحيانا الخلفيات ويكشف الحقائق.
لقد فضح تبون، دون أن يدري، تورط نظامه في ليبيا ومالي وتونس، وفشل في الهروب من معاناة الحراك الداخلي ومطالب الشعب الجزائري، ولم يستطع إقناع أحد بصدق ما يصرح به في حق المملكة، ولم يخجل أيضا من ترديد اشتراطاته المتهورة، وبدا في أوج جنونه وعجرفته البلهاء…
التصريحات الصادرة عن الرئيس الجزائري تأتي ضمن سياق خاص تميزه الدينامية التي يشهدها ملف القضية الوطنية داخل الأمم المتحدة، وصدور تقرير الأمين العام الأممي، وتأتي كذلك في أجواء التوتر الجزائري الفرنسي، وضمن وقائع وتطورات أخرى غيرها، وكلها تفرض على بلادنا ودبلوماسيتنا الكثير من اليقظة والحذر في تدبير العلاقة مع نظام عسكري معتوه..
الحذر نفسه يبقى واجبا كذلك في تدبير مرحلة مداولات مجلس الأمن بشأن تقرير الأمين العام خلال هذا الشهر، وترقب القرار المنتظر التصويت عليه عقب ذلك.
لقد أبرز أنطونيو غوتيريس التعاون التام والتنسيق الأمثل للمغرب مع بعثة المينورسو، وفِي المقابل سجل العوائق التي تطرحها ميليشيات»البوليساريو»، وما تفرضه من قيود غير مقبولة على عمل البعثة الأممية، كما لفت إلى أن «البوليساريو» هي التي قررت التراجع أحادي الجانب عن اتفاق وقف إطلاق النار، وسجل ما تسببت فيه من عرقلة في معبر الكركرات، وفِي نفس الوقت أبرز أن المملكة بقيت متشبثة بوقف إطلاق النار، مع الحفاظ على حقها في الرد على أي استفزاز من طرف الميليشيات الانفصالية…
وأمام هذه الوقائع الثابتة، وبعد الهزيمة الميدانية، لم يخجل النظام الجزائري في اشتراط إخلاء المغرب لمعبر الكركرات قبل انطلاق مهمة مبعوث الأمين العام الأممي الجديد، وهو ما يفضح نية الجنرالات في مواصلة العرقلة والتصعيد…
كل هذه البلطجة الدبلوماسية التي يقترفها جنرالات الجزائر تستوجب تقوية الحذر واليقظة، وأيضا التقيد بالكثير من الصرامة والحزم دفاعا عن المصالح والحقوق الوطنية المشروعة لبلادنا.

<محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

الوسوم , ,

Related posts

Top