حجي.. نجم باحث عن الرميد…

بعد ثماني سنوات من اشتغاله كمساعد، لثلاثة مدربين، تعاقبوا على الإدارة التقنية للفريق الوطني المغربي لكرة القدم، غادر مصطفى حجي المنصب مكرها، ليحال مباشرة على الإدارة التقنية الوطنية، بدون مهام محددة، وبعد مدة وجيزة، تم طره شر طردة.

اشتغل حجي بداية مع بادو الزاكي الذي سبق أن وصف النجم الدولي السابق بـ “الأفعى”، وبعدها عمل إلى جانب الفرنسي هيرفي رونار، دون أن يترك أثرا، ونعته العميد آنذاك المهدي بنعطية خلال مونديال روسيا بـ “البهلوان”، إلى أن انتهت مهامه مع المنتخب الأول في عهد البوسني وحيد خاليلوزيتش الذي اتهمه بتجاوز المهام المطلوبة منه.

   وبعد إعفائه من مهامه بالمنتخب الأول، وإحالته على الإدارة التقنية الوطنية، مكث بمقر الإقامة بمراكش، دون أن يتعب نفسه بطرح التساؤل بخصوص مهمته الجديدة، مادام الأجر مضمون كالعادة.

  حسب ما يشاع، فإن أجر حجي طيلة ثماني سنوات وصل إلى 30 مليون سنتيم شهريا، إضافة إلى المنح والمكافآت وغيرها من الامتيازات، وحسابيا، فقد حصل حجي على أكثر من ثلاثة ملايير سنتيم، دون أن تعرف بالضبط المهام التي كان يقوم بها.

ومنطقيا، فإن حجي الذي عمل كمساعد طيلة ما يقارب عقدا من الزمن، من المفروض أن يكون قد طور ملكاته التقنية والفنية والتدريبية، ما يمكنه من التحول كمدرب أول، إلا أن العكس هو الذي حصل، إذ دخل كما خرج…

والمثير في هذا المسار، أن صاحبنا وأمام توالي الأحداث التي لم تكن في صالحه، رفع دعوتين قضائيتين، الأولى ضد المدرب وحيد خاليلوزيتش، متهما إياه بالإساءة الشخصية، والثانية في مواجهة إدارة الجامعة بسبب تعرضه للطرد.

وفي خضم توالي هذه الأحداث، خرج “موس” بتصريح يحمل الكثير من التظلم، معتبرا أنه “المسكين” الذي لم يكن مسجلا بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS)، وأنه لم يتوفر طيلة عمله بالجامعة على تأمين على المرض، على غرار نظام المساعدة الطبية “رميد”.

  ولكن لماذا سكت حجي طيلة هذه السنوات؟ ولماذا لم يطالب بحقوقه كاملة أثناء ممارسة عمله؟ ولماذا لم يدبر أموره الشخصية حتى لا يقع في ورطة؟

مؤسف حقا، أن يخرج حجي بكل هذه التصريحات، بعدما وقعت “الفاس في الراس”، وكأنها مجرد ردود فعل وتصفية حسابات، والأكثر من ذلك كيف لنجم كبير لعب على أعلى مستوى، واستفاد من عائدات مالية مهمة “الله يزيدو”، أن لا يؤمن نفسه بنفسه؟ دون انتظار الاستفادة من نظام مساعدة خصص أساسا للفئات الهشة والفقيرة…

مؤسف حقا أن يكون هكذا مصير نجم كثيرا ما افتخرنا بعطاءات لا تنسى قدمها كلاعب، فقط ولا غير …

محمد الروحلي

الوسوم

Related posts

Top