حرارتا الصيف والانتقالات

حددت جامعة كرة القدم فترة الانتقالات الصيفية، الخاصة باللاعبين شهر غشت، وبالضبط من الفاتح إلى 31 منه، وتحديدا الساعة الحادية عشرة و59 دقيقة بالتمام والكمال.
وبالرغم من التحديد الصريح للفترة، بالأيام، وحتى الدقائق والثواني وربما الثواني، فإن إدارة الجامعة عودتنا في أكثر من مرة على تمديد فترة الانتقالات، نزولا عند رغبة عدد من الأندية المتعسرة، والتي تشكل الغالبية العظمى، أندية تعاني من الهشاشة المالية والإدارية وتسيب في التسيير، وصولا إلى مرحلة الإفلاس الحقيقي.
لن نتحدث هنا عن غياب الوضوح والشفافية، وعدم التصريح الحقيقي بالأرقام والمعطيات، فكل ما نسمعه مجرد تسريبات، واتصالات شخصية، بدعوى الحق في الحفاظ على سرية العقود، وهو ما تحول إلى “حق” مسلم به.
صحيح أن إدارة الجامعة سعت قبل بداية الموسم القادم، إلى وضع بعض الشروط، منها تلك التي تهم تدبير الأندية من الناحية المالية، وأيضا ضرورة توضيح دور الوكلاء، والتصريح بمختلف العمليات التي قاموا بها.
كل هذه الشروط وغيرها تعتبر أساسية في إطار الدفع نحو تخليق المجال، والتقليل من نسبة الفوضى والتسيب التي يعرفه المشهد الكروي، وهو واقع مؤسف تساهم فيه للأسف، مجموعة من الأطراف المؤثرة، بدء من مسؤولي الأندية، مرورا بالوكلاء، وصولا إلى بعض المدربين، وأيضا الوسطاء الذين أصبحوا يعدون بالمئات، بما فيه العاطلون عن العمل.
والواضح أن بداية فصل الصيف الذي يشهد بالإضافة إلى الحرارة القياسية، حرارة من نوع آخر، تتجلى في التسابق الذي تعرفه ساحة، أبطالها مسيرون ووكلاء و”شناقة”.. لهاث مسعور واتصالات علنية، وأخرى سرية، الهدف منها كسب توقيع أسماء معينة.
والملاحظ أن هناك حالة غريبة، تعرفها فترة الانتقالات هذا الصيف، وتتحدد في قلة الخيارات، ومحدودية الأسماء المعروضة للبيع.
تعرف الساحة قتالا عنيفا، يغذيه ضغط رهيب يمارسه الجمهور والفصائل، كما تساهم فيه -مع سبق الإصرار والترصد-، مواقع وصفحات، تسعى بكل الطرق لكسب المشاهدات وعدد الزيارات.
أسماء اللاعبين جد محدودة، تتصارع مجموعة من الأندية على الظفر بتوقيعها، كياسين البحيري من مولودية وجدة، ومنتصر لحتمي والمهدي موباريك من الفتح الرباطي، وغاي مبينزا من الوداد البيضاوي، والأخوين حدراف من الدفاع الجديدي، وأحمد حمودان من اتحاد طنجة، وإسماعيل مقدم من نهضة بركان، ولاعبين آخرين من شباب المحمدية ويوسفية برشيد.
هؤلاء اللاعبون وغيرهم قليل، هم الذين تروج أسماؤهم بقوة على الساحة، وهناك حالات خلقت مشاكل بين الأندية، ولعل أكبر مثال البحيري الذي لم يوقع إلى حد الآن لأي ناد، مع أن الأخبار تتحدث بصيغة اليقين، حول انتقاله إلى الوداد أو الرجاء، وحتى حسنية أكادير، مما اضطر معه مسؤولو مولودية وجدة إلى إصدار بلاغ في الموضوع، يوضحون فيه الموقف أمام الرأي العام.
ونعني بمحدودية الخيارات، شيئا واحدا، وهو ضعف التكوين، والسعي بالدرجة الأولى إلى إبرام الصفقات لأسباب لم تعد خافية على أحد، وهو ما لا يخدم مصلحة كرة القدم الوطنية.
كل هذه المعطيات وغيرها، تؤكد حقيقة واحدة، ألا وهي ضعف القاعدة بشكل صارخ…

>محمد الروحلي

Related posts

Top