حساين الرحاوي: تساقطات شهر دجنبر أنعشت الفرشة المائية والزراعات والمراعي

بالرغم من قلة التساقطات المطرية انطلق الموسم الفلاحي بجهة الدار البيضاء – سطات على مساحات مهمة نسبيا في ظروف يطبعها التفاؤل.
ففي حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء قام احساين الرحاوي المدير الجهوي للفلاحة بجهة الدار البيضاء – سطات بتسليط الضوء على الوضعية الراهنة والانعكاسات الإيجابية لآخر التساقطات على الفرشة المائية والزراعات والمراعي.

– ما تأثير الأمطار الأخيرة على الموسم الفلاحي 2022-2023؟
– شهد الموسم الفلاحي 2022-2023 في البداية تأخرا في التساقطات المطرية على مستوى جهة الدار البيضاء سطات وذلك إلى حين شهر دجنبر الأخير حيث تحسنت الظروف المناخية بشكل كبير. وعلى إثر ذلك فقد بلغ معدل التساقطات المطرية التراكمي حتى 12 يناير 2023 ما مجموعه 133 ملم، أي بفائض 135 في المائة بالمقارنة مع الموسم الفلاحي الماضي ، وبعجز نسبته 17 في المائة مقارنة بالمعدل السنوي للتساقطات.
ويمثل شهر دجنبر لوحده نسبة 80 في المائة من إجمالي التساقطات المسجلة.
هذا التحسن يبعث على أمل كبير في الموسم الفلاحي الجاري، حيث ساهم في إعطاء نفس جديد وحفز الفلاحين على الشروع في أنشطتهم الزراعية بكل دينامية من أجل الحصول على محصول جيد.
وفي ما يتعلق بالإنجازات في هذا المجال فإنها تبقى مرضية، حيث تم تزويد 62 نقطة بيع على مستوى الجهة بمختلف البذور والأسمدة المختارة. وفي هذا الصدد تم توفير كمية كبيرة من البذور المختارة لفائدة المزارعين بنقط البيع المذكورة، مع تسويق 280.027 قنطارا من بذور الحبوب المختارة، أي 100 في المائة مما هو مبرمج للتسويق.
كما يتم منح دعم للتشجيع على استعمال بذور الحبوب المعتمدة (القمح الطري: 210 درهم / للقنطار)، (القمح الصلب: 290 درهم / للقنطار)، (الشعير: 210 دراهم/ للقنطار). وفضلا عن ذلك تمت معالجة مليون هكتار من التربة، أكثر من 94 في المائة منها خضع لاستعمال المكننة.
كما وضعت المديرية الجهوية للفلاحة برنامجا مستقبليا للمحاصيل الخريفية الواسعة النطاق، وذلك عقب تحسن الظروف المناخية خلال شهر دجنبر 2022، منها 804.900 هكتار من الحبوب، وحوالي 88.100 هكتار من الأعلاف، و 22.000 هكتار من القطاني وما يقرب من 11.400 هكتار من الشمندر السكري.

– ما هي الوضعية الحالية للمحاصيل الرئيسية بالجهة؟
-كان لهطول الأمطار في دجنبر 2022 على مستوى الجهة آثار إيجابية جدا على الحالة الإنباتية لمختلف الزراعات وخاصة منها الحبوب والقطاني والأعلاف.
وتعتبر حالة الزراعات الخريفية خاصة الحبوب جيدة بمختلف أقاليم الجهة، لأن معظم الزراعات في مراحل متقدمة من النمو، حيث إن المساحات المزروعة بالحبوب والقطاني والأعلاف في حالة إنبات جيدة جد ا.
ولضمان استمرارية واستدامة تزويد أسواق الجهة وخارجها بالخضر ولا سيما الخضر الرئيسية الضرورية للمستهلكين والتي تبقى أساسية للمائدة المغربية، تمت برمجة مساحة تقارب 14.100 هكتار من الزراعات الشتوية، منها حوالي 4.000 هكتار مزروعة.

– ما هي آفاق تطوير القطاع؟
– في ما يتعلق بالآفاق المستقبلية لتطوير القطاع الفلاحي فقد أطلق صاحب جلالة الملك محمد السادس استراتيجية فلاحية جديدة في فبراير 2020 مخطط ” الجيل الأخضر 2020-2030 “، وهي مستوحاة من التوجيهات الملكية السامية الواردة في الخطاب الذي ألقاه جلالته في 12 أكتوبر 2018.
ينضاف لذلك الاستقبال الملكي الذي خص به صاحب الجلالة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات يوم 19 أكتوبر 2018 بالقصر الملكي بمراكش.
هذه الاستراتيجية التي جاءت لتعزيز سلسلة من المكتسبات والانجازات المحققة من خلال خطة المغرب الأخضر 2008-2020 من حيث نمو واستدامة القطاع الفلاحي تهدف أساسا إلى المساهمة في انبثاق وتقوية طبقة وسطى فلاحية، مع تعميم الحماية الاجتماعية للفلاحين وتحفيز الشباب القروي وتنمية رأسمال البشري وزيادة هيكلة الفلاحين في ظل منظمات فلاحية فعالة.
وبناء عليه، يبقى تطوير العنصر البشري شرطا لا غنى عنه لضمان استمرارية تحديث القطاع وتعزيز الإنجازات والمكتسبات، مع الإشارة إلى أن استدامة التنمية الفلاحية هي الركيزة الثاني لهذه الاستراتيجية.
وتروم هذه الركيزة ذات الارتباط الوثيق بالعنصر البشري تعزيز إنجازات مخطط المغرب الأخضر مع إحداث نقلة نوعية وتكنولوجية، وذلك من خلال إجراءات محددة في القطاعات الفلاحية وسلاسل التوزيع والجودة والابتكار، وكذلك من حيث الحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز مرونة القطاع في سياق التقلبات المناخية.

 

Related posts

Top